الأحد ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
بقلم فراس حج محمد

ستّ قصائدَ في الحبّ

(1)

القلب طول العمر مبتهج بها
وإن كانت هناكْ
فهي الهُنا تحيا
مهابتها بهالاتِ السّناءْ
محمّل فيها كأوراق الغصونِ
بعنقِ الثّمرةْ
قاسيةٌ وناضجةٌ وماءْ
تمدّ لي ساعديها لأصعد فيها
أراني جمهرة الضّياءِ على سيولٍ من ضياءْ
تفيض فيّ إلهةً وفرْحَ أغنيةٍ
وضوْءَ سماءْ

(2)

تحبّني امرأة ما بطريقة عمليةْ
كحفيف الشَّجر
كوقع النّدى
قُبْلة في مساءٍ طويلْ
كأنّ علينا أن نقصّ أجنحة القصيدةِ
كلّما هبَّ الحنينُ ونادانا الغيابْ

(3)

أيقظني الله بكلْمة حبّ
طيري هنالكَ جملةً
بسمةَ ثغرٍ
لحظةً في الضَّوْءِ ورديّةْ
حطّي هنا كحمامةِ شعرٍ نبويّةْ
واتركي لي هامشي
إنْ ضاق يكفيني عن الطّيرانِ
عن السّياحة والسّباحةْ
عن كلّ ما يُعْلي وما يُدْني
عن كلّ حرّيّةْ
أيقظني ومَدَّ لي راحتَيْكِ
لنكتب ذاتنا الأخرى الإلهيّةْ

(4)

"عمّ يتساءلونْ"
عن حقلك الأبيض المصقول
شعّ في وهج المرايا واستدارْ
هذا هو النّبأ العظيم
فتبارك الله الذي أعطى البهاء بكلّ هذا الاقتدارْ!
سطران منك كبوح عطر الزّهرتينْ
تتعرّفان على يدي
شفتي
كلّما هام الهوى بلذيذ طعم القبلتينْ
يا حلو ذيّاك الهوى
يضمّني دفء اليدين على اليدينْ!

(5)

يمسّني بدهشةٍ قمرانْ
يختلسان فيَّ بشهوةٍ ورؤى
ويحتدمانْ
يختمران بزهرتين على مدارهما
ويبتسمانْ
ويكبر اللّفظ الشّهيّ حولهما
دهشة أخرى بكأس حبّك شهوتان عميقتان

(6)

رقيقةٌ جداً كورْقةِ وردْ
تتوعّكُ في الحرّ وفي البردْ
ينعشها الرّهام الخفيفْ
تؤلمها مسكةٌ من بعض يدْ
لا تحيا إلّا في الرّبيع اللّطيفْ
يهفهفها الحبّ كجملةٍ رقراقةٍ في السّردْ
لا شيء فيها زائد عن حدّهِ
أو ناقصٌ عن حرفهِ
مشكولةٌ
مضبوطةٌ
محكومة (ع القدّْ)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى