الاثنين ٢٩ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم سامي الشيخ محمد

سلّة الورد

تحملُ سَلَّتها
تملؤها بالورود والزّنابِق و الرّياحين
توزِّعُها على عُشّاقِها العابرينَ
منَ مشارِقِ الأرضِ و مغارِبِها
لا تأبهَ للنّومِ
يسكُنُها ملاكُ العشقِ
يتمَلَّكُها البوحُ والحنين
تغرّدُ تغاريدَ الفجرِ
للعصافيرِ والطّيورِ والحساسين
تنشدُ أناشيدَ المساءِ لِعاشِقِيها
تُرتِّلُ تراتيلَ منتصفِ الّليلِ
للزّائرينَ والمُقيمينَ
في محرابِ الهوى
باسم الحُبِّ والألَمِ والفَرَحِ المُستَديم
مخلوقةٌ من نّسمةٍ مُبارَكةِ
ومِن نارِ السّمومِ
تشرعُ ذراعيها للهواء العليلِ
تَميزُ الخَبيثَ من الطّيبِ
تهدي الحروفَ والكَلِماتِ
والحكايات والأغنيات
تبيعُ بضاعَتَها وتمضي
تجوبُ الفضاءَ
تُحلّقُ بينَ الغيومِ
تسعى في حقولِ السّنابلِ والحدائقِ
تبحَثُ عن قبّرَةٍ تاهت في الآفاق
أضَلَّت سواء السّبيلِ
كفراشةٍ تحطُّ على شفاهِ الزّهور
والورودِ والياسمين
ترتشفُ الرّحيقَ
تصوغُ شهدَها الشّهيَ
حلو المذاقِ
الطّعيم
يُعانِقُها الفجرُ
يَغمُرُها الطَّلُّ
تُداعِبُها نسمةٌ زائرةٌ
تحفُّ ضفائِرَها المُرسَلةِ
كموجِ البَحرِ
توقِظُ عينيها الغافيتينِ
على ذكرياتِ الأمسِ الجميلةِ
تهمسُ في أذُنيها حُلوَ الكلامٍ
تُغنّي أغنيةَ الفرحِ الكونيِّ الجميل
تخِفُّ الرّوحُ لِطيفِها
يهفو القلبُ إليهِ
يحدوهُ الشّوقُ والحنين
أوحيٌ أم ملاكٌ ؟!
أم أيقونةُ عشقٍ سَرمَديٍّ
في مَعبَدِ العَهدِ والوُدِّ الأزَلِيِّ القديم ؟!!
أسُنبُلةٌ خضراء
أم كَرمةٌ مبارَكةٌ سُلافَتُها
تُنعِشُ الرّوحَ
توقِدُ الفُؤادَ
بِطَعمِها السّحريِّ
ولَونِها القاني
بِلَونِ الدِّماءِ الزَّكيّةِ الطّهورِ
؟!!!

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى