الأربعاء ٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٩

شارع إبليس

بقلم: أمين الزاوي

تقوم هذه الرواية على بناء يمزج بين سردين يتقاطع فيهما الحقيقي والرمزي والمتخيّل، ويتشابك فيهما تاريخين: تاريخ الحكاية العائلية الخاصة والتاريخ الجزائري العام، في حبكة متينة ومشوقة، ساخرة بتعابيرها ومعطياتها، سلسة بلغتها وأسلوبها.

"اسمي الحقيقي زبيدة وكان أبي، رحمه الله هو واحد من المليون من شهداء الثورة التحريرية الجزائرية المباركة"، و"أمي طول حياتها كانت مصرة ومستعجلة على زواجي"، "لذا زوجتني مباشرة بالقائد.."، لكن "كل ما يهمني الآن هو قصة إسحاق أو عبد الله بن كرامة والتي روى لي جزءا منها.."، "أما الجزء الآخر فقد صنعته كما تصنع نهايات للحب أم لمن نحب".

تبدأ حكاية إسحاق، بالمؤامرة التي حيكت لأبيه، الذي كانت "أفكار الثورة والتغيير والجزائر هي التي كانت تسكنه"، من قبل القائد الثوري للعمليات العسكرية في رأس الجبل، والذي رغب في أمه المثيرة والجذابة والمثقفة فأرادها لنفسه، لذا خطط بحنكة لقتل الأب، وللزواج بالأم. لّقب إسحاق بعدها بـ"جرو الجبل". تفاصيل متلاحقة ستطرأ على حياة إسحاق، وتنقله بقسوة من حضن أمه إلى مدرسة داخلية، وكانت كلها بسبب تصرفات زوج الأم، الذي رغب في ذرية لم يحصل عليها من الأم ولا من زوجته الثانية. "زبيدة" كانت المرأة الشابة التي جاءت كزوجة ثالثة للأب الذي لم يمّل حلمه، لكن "جسده تهاوى وأنه قد بدأ يخونه الخيانة الكبرى"، مما أعطى الفرصة لـ"جرو الجبل" للانتقام لأبيه من الذي سرق أمه واغتال حلمه. كانت بداية علاقته الغرامية مع زبيدة ورغبته فيها مرتبطة بنوع من الثأر الذي قد لا يطفئ نار صاحبه، بل قد ينقلب عليه. اعترف في نفسه: "لم تستطع مغامرتي الجنسية مع زبيدة أن تلئم الجرح العميق في داخلي، أن تطفئ نار الانتقام من هذا القائد ومن هذه الأم". يرحل حين يكتشف حمل زبيدة، وقد قرر عدم العودة "إلى هذا البيت مطلقا". فينتقل من مدينة وهران للعيش في مدينة دمشق، حيث سيتعرف على "فازو" أو "فوزية" المرأة التي "صنعت خصيصاً للفرح"، والتي "كانت تنهش الحياة كما تنهش تفاحة"، ليبدأ علاقة غرامية جديدة، وليعمل في الفندق الذي نزل فيه ويصبح "مسؤولا "عن صندوقين صندوق أبي بسام للعملات الأجنبية"، و"صندوق فتيات الغرف"..

هل سيعود إسحاق للقاء زبيدة، بعد مغامراته العديدة في دمشق؟ وما هي الحكايات الثلاث المقترحة أمام القارئ، لمعرفة حقيقة اختفاء إسحاق "ولا أحد يعرف كيف اختفى، لا أحد استطاع أن يحدد ساعة هذا الاختفاء ولا طريقه ومكانه". متعة قراءة خاصة تمنحها للقارئ هذه الرواية المميزة بأسلوبها وحبكتها المختلفتين عن المألوف، وبأطرها المفتوحة وتفاصيلها، وبسلاسة لغتها وبراعة سردها

بقلم: أمين الزاوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى