الثلاثاء ٥ آب (أغسطس) ٢٠٢٥
بقلم ماجد عاطف

شهوات في الخيمة

الثقوبُ التي في جدران الخيمة، تمزّقات الشظايا الأخيرة في قماش الشادر العائد لمؤسسة إغاثة، تسمح لضوء القمر بالتسلّل ولبعض خيوط أضواء الخيمات المجاورة النازحة، إلى جانب نسمات ليلية باردة من الريح.

كانت تتمدّد على البطانية الرطبة بفعل رمل الخيمة، زوجها يلتصق بها من الخلف، جانبها. لهذا ربما منحها هاتفه في منتصف بطاريته لتستعمله قبل أن تنتهي الطاقة. تريد أن تلتقط أفضل إشارة ممكنة للانترنت فترفع ذراعها للأعلى، مما يمكّنه من مشاهدة الشاشة الصغيرة. لقد تغيّر تعامله معها منذ القصف الأخير قبل شهر والشظايا التي قتلت ابنتيها الصغيرتين. تألمت من الموت والفقدان، وتألم هو، إلى أن اعتاداهما ونسيا.

إنه يحتضنها من الخلف، يلتصق بها. وأخذت تشعر بصلابة ذكره من ردفيها المتماسين، وإنه ليشدها إليه أكثر تعرف ما الذي يعتريه.. يريد أن يضاجعها.

العائلة الواسعة، الأقارب المباشرون، كلاهما فقدوا أناسا كما تقول الأخبار المتفرّقة بين المواقع؛ والطعام القليل المتسبّب بالجوع وضعف المناعة أمام الأمراض، يهاجم الجميع. لهذا ربما تحرّكت فيه الشهوة. لقد نحف مع الشهور وفقد سمنته.
يرفع ملابسها وهي تتجوّل بأصابعها على انترنت الهاتف، تعطيه جانبها.

انزل سروالها، رفع ثوبها وفك السوتيان المهترئ. يعبث بصدرها والمفترق وحلمتيها فشعرت ببرد الفجاءة والإثارة عندما بدأ يتدرج للأسفل. تنتصب حلمتاها، يتأثر قليلا تنفسها، يهاجم الغموض ذو التوتر والتحفّظ والتوقّع أسفل بطنها مع مداعبات أصابعه.

تداهمها أفكار حول ماء الاغتسال الذي يفتقداهما، فتنفر وتهمس وتحاول أن تبتعد:

 ليس الآن.. ليس لدينا ماء..

يقبّلها بين كتفيها ويلثم عنقها من الخلف، ويكرر:

 نتيمم.. نتيمم.

التيمم الآن هو الوضوء الغالب عند المتزوجين لكنه لا يدفع بقايا التعرق والرائحة، وشاطئ البحر بعيد خطر يقتضي رحلة طويلة ولا يزيل الأملاح المتبقية وراء الاستحمام بماء البحر. لكنه لما أخذ يلمس فتحاتها، وبدأت في التأثر الجدي هوت ذراعها الحاملة بالهاتف إلى البطانية. تتركه يفعل ما يمتّع وتصغي لجسمها. تركت الشاشة الصغيرة الساطعة لتنطفئ من تلقاء نفسها.

ماتت طفلتاها الصغيرتان وتيبّس الفقدان مع الحزن وطوارئ الأحداث المستمرة. سكن القلق واعتاد الموت الخاطف، رصاصة أو شظية أو صاروخ مباشر. الموت تفصيل يومي يطال الجميع في أي وقت ولا فائدة من الخوف منه.

نهض من خلفها وخلع كل ملابسه ثم عاود الالتصاق بها، فشعرت بكامل بدنه وبدنها، من ربلتيها وخلف ركبتيها يتسلل تحفيز مثير إلى عنقها الذي يحيط به بزاوية ذراعه اليمنى. تحركت الإثارة والأنفاس الماكرة، ولما قدم أصابع ذراعه تنثني لتصل شفتيها، أخذت تلثمها.

لم يعف عن فتحة لها، يستعين، عندما يغيب البلل، بلعابه.

شيء توحّش فيه، بعد الموت والجوع واللا جدوى والنحافة والفراغ.. إنه شديدٌ أكثر من العادة، مقدام بلا تحفظ.. ولما أخذ يحاول ولوجها حيث السخونة تجتمع بالجفاف، الألم باللذة، يعوّضها بأصابعه تستفز شوكتها والبتلتين، لم تدفعه وتنقلب عنه.

لقد سكن فيها أيضاً مثل الذي سكن دمار المنازل بعد الانهيار، الركام الممتد لمسافات بعيدة، الخراب والصدمات التي انقلبت لاعتياد على الوحشية، الطعام الذي سينفذ حتما وسيمسها لأيام متباعدة الجوع، الموت الذي قد يأتي في أي لحظة..

آلمها ولكنه داعب برقة شفتيها، فأخذت تلثم أنامله وتعض أصابعه، تئن وتطلب منه الكف أو المزيد، فأوغله بالكامل، ثم أخذ يعوّضها بنثريات جانبية.

لما انقلبت إليه بعد إرضائه، وشعرت أنها تشاركه السيطرة، لم يتردّد ثانية واحدة. كانت رائحة مختلطة بالفرمونات وقلة الغسل والجوع والشدة المختلطة باللين، فحرّكته بذراعيها أن يعتليها موسّعة له فخذيها، آملة بشهوة مشابهة لما كان عليه الحال في فترة العرس الأولى، لعلها تأتيها، بعد شهور، بجنين.. طفل أو طفلة.

صرخاتها المكتومة كانت للتفجّع والحداد، التشجيع والاستفزاز، احتواء كل ما لديه من طاقة؛ مع أن القصف البعيد يقترب مداه، وظهرت خطوط مسارات حمراء للرصاص كبير العيار يعبر أفق المخيم النازح بين الوهلة والأخرى، الذي تراه من بقايا الثقوب وتمزّقات الشظايا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى