الثلاثاء ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم صالح مهدي محمد

صباحٌ لم يُولَد بعد

أُريدُ صباحًا
يأتي على تَؤَدَةِ حلمٍ،
يَنسلُّ من بينِ أهدابِ الغفوة،
عارٍ من الأخبار،
ومن وجوهٍ تَختبئُ خلفَ زجاجٍ متجهِّم.

صباحًا
يَمشي على أطرافِ الضّوء،
يوقظني بنسمةٍ تُحادثُ الشجر،
ويُقدِّمُ لي فنجانَهُ
كأنَّهُ يُقدِّمُ نصفَ قلبٍ مطمئنّ.

أُريدُ صباحًا
تتثاءبُ فيه المدينةُ ببطءٍ،
تفتحُ نافذةَ الوجود،
وتبتسمُ للهواء،
لا لشيءٍ،
إلّا لأنَّ الضّوءَ
تذكَّرَ كيف يُحبّ.

صباحًا
يُعيدُ ترتيبَ الهدوءِ في رأسي،
ويتركُ في الممرّاتِ
خطواتٍ تُشبهُ صلاةَ الخبز،
حينَ تَصعَدُ رائحتُه من مطبخٍ صغيرٍ،
كأنَّها آيةٌ تتنفَّس.

أُريدُ صباحًا
لا يَطلُبُ منّي معنى،
ولا يُحمِّلُ كتفيَّ حقيبةَ الوقت،
بل يمنحُني فراغَهُ،
كي أتنفَّس،
وأُحبَّ،
وأعودَ إلى نفسي،
كمن يَعثرُ صُدفةً
على بيتِه القديم
في خريطةِ قلبِه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى