

عاصي وفيروز

الشاعر والموسيقي الفنان عاصي الرحباني من مواليد 4 مايو عام 1923 في لبنان وشكل مع شقيقه منصور والفنانة فيروز ظاهرة فنية متميزة قلما تتكرر وفي يوم من أيام شهر ربيع عام 1954 كانت فيروز تجلس مع عاصي تحت شجرة في فناء الإذاعة يدردشان في انتظار دورهما وغناء فيروز على الهواء فكرر عاصي عرضاً كان قد قدمه للزواج وهذه المرة تخلت فيروز عن رفضها العنيد للفكرة وقد صور عاصي واقعة الزواج بقوله: كان الأمر أشبه باسكتش من الاسكتشات التي كنا نعدها آنئذ .. كنت مدعوا على الغذاء لدي أهل فيروز وكانت هى قد أعدت صينية كفتة وبطاطا وسلطه وبعد أن تغذينا قلت لفيروز: اتركينا شوي .. بدنا نحكي كلمتين وخرجت فيروز فالتفت إلى والدها وقلت له: أكون ممنونك لو جوزتني بنتك .. فقال: علي بركة الله وتزوج عاصي من فيروز في شهر يناير عام 1955 م .
قال عاصي الرحباني عن زوجته الفنانة فيروز : عشقت فيروز ولا أزل حتّى اليوم .. حبّها أوحى إليّ بكل هذه الأغاني .. فيروز تقرأ في نظراتي كل ما أكنّه لها وهى تعرف أنّني أقدّم لها عصارة عملي وعمري
لم أقل لها في يوم أنّني أحبّها ولكنّها تعرف أنّها بالنسبة لي كل شيء في حياتي .. الكل شيء هى .. الكل شيء صوتها .. الكل شيء وجودها
لقد كرّست حياتي لفيروز ويمكن القول أنّها القمر الذي صغته بكل كياني وهى بالنسبة لي أكثر من زوجة وأكثر من فنّانة بل أحبّ من نفسي عليّ
أعترف بأنّني كنت أنطلق من قساوتي معها فنّياً حيث لم أكن معتاداً على أنصاف الحلول في الفن الكفاءة عندي أهم من كل شيء .. كنت قاسياً حتّى على نفسي ..
أحبّ صراحتها ... إنّها صريحة جداً .. وحبّها للبيت أبضاً فعندما تنتهي حفلاتها، فإنّها تعود امرأة الداخل الطيّبة .. المرأة التي تهتم بأطفالها كأيّة ام أخرى والتي تدير شؤونها البيتيّة بنفسها
أحبّ أيضاً لسانها اللاذع .. هذا اللسان الذكي دون لؤم .. إنّها الرقيقة الطيّبة والشريكة الودودة لكلّ الحياة.
يذكر أن الفنانة فيروز اسمها الحقيقى نهاد وديع حداد وهى من مواليد 21 نوفمبر عام 1935م لأسرة فقيرة كانت تعيش في زقاق البلاط ببيروت اللبنانية وبعد عامين من ولادتها انتقلت مع العائلة إلى الإقامة فى بشارع الباسطا ببيروت حيث وجد الأب عملاً في لوجور برينت هاوس ويوم 21 يونيو عام 1986 توفى عاصى الرحباني.