على اليرموك
وقف الشاعرعلى الضفة اليتيمة لنهراليرمـــوك- فليس إلى ضفته الأسيرة سبيل-
قريبا من التقائه بنهر الأردن، فكــانت"الجولان " أمام ناظريه شمالاً وبحيرة
" طبرية" على مرآى بصره غرباً فقال هذه الأبيات:
| وقفـــت مُطأطِئا عُنُقاً وهامــــا | ودمعُ العين يغلبني سِجامــــــا |
| وأرسل نظرتي فتعود حيرى | ونارٌ في الجوى زادت ضرامــا |
| على اليرموك قد ناخت ركابي | و أرســــــلت التحية والسلامـــا |
| إلى الجولان منكســراً أسيراً | ولو بعلـــــــوّهِ طال الغمامـــــا |
| فما ردّ التحــــــية لهف قلبي | أمن خجلٍ تُرى عاف الكلامـــــا؟ |
| ولاحت أخته في الغرب تزهـو | بزرقـــــــتها فزادتني هيامـــــــا |
| فقلت وعبرتي تنثالُ حَــــرَى | ونار الشوق تضطرم ُ اضطراما |
| على طبـــــــــريةٍ مني سلامٌ | أحمله ُ النـوارس َ واليمامـــــــــــا |
| لهذا الحُســـن عن بعد تبدَى | وكفك بعـــدُ لم تمط اللثامــــــــــــا |
| على أعتابها قد هام قبلــــي | "أخو حلبٍ" وطارحــها الغرامـــا |
| وغادرها إلى كافــور يسعى | كحاطــب ليلهِ يغشى ظلامــــــا |
| رأيت الحَمَّة العفـراء دوني | ببطن الواد تأنفُ أن ُتضامــــــــا |
| يكبلها من الباغــــي سياجٌ | و فوق جبينها يحثو الرغامــــــــا |
| تطاول بيننا حـَــدٌ وجـنــــد ٌ | وقالوا:- لا تُطِـــل فيها مقامـــــا |
| وقوفك ريبـــةٌ ومثار شكٍ | فهذي الأرض قـد صارت حراما |
| على أبنا ئها، وغدت حلالاً | لغاصبها فـيــــــــوسعها انتقاما |
| إلى حرمون قد يممتُ وجهي | وفـــــوق الرأس قـــد عقد العماما |
| أيا شيخ الجبال فدتك روحي | أسيراً قـــد وقفتُ له احترامــــــــا |
| يلـــــوم و حوله الاّذان صمٌ | فلا يدري لمــن يُزجي الملا مـــا |
| وحلتْ خلفه حوران ُ نشوى | ضفائـــرها مذهبة ً تسامـــــــــى |
| تداعب سهلها أمـواجُ قمح ٍ | فتغمــــره رواء وانسجامــــــــا |
| تألق وجهها الحنطيُّ صيفاً | وأشرق ثغــرها الزاهي ابتساما |
| وقفت وملء نفسي همهماتٌ | من التاريخ أذكُــــرها لمامـــــــا |
| تحفزني وتلهمني ولـيـــــدًا | وتسمعني النشــــيد المُستهامــــا |
| أطير لوقعه طرباً وشوقـــاً | وأنشـــــدُ لحنه ُعاما فعامـــــــــا |
| (على اليرموك قف واقرا السلاما) | وقلَد فـــوق جبهتــهِ وسامـــــا |
| فخيل الروم قد نكَصَتْ عليه | و ولّت تذرع الأرض انهــزامـا |
| سل الواقوصةَ الحمراء عنهم | وكيف تجرّعوا الموت الزؤاما |
| وسل حطين عن نصر مبين ٍ | أعــز الله فارسها الهمامــــــا |
| فليت الناصر المنصـــور فينا | وليت خيــــوله تطأ النيامــــــا |

مشاركة منتدى
٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥, ١٦:١٧, بقلم بتول
بجنن ما احلى النت هو في حدا بعيش من غيره