السبت ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم
عن رحيل المطر
إلى محمد عفيفي مطر
تنامُ القرى..وطنٌ آخرٌ يتهشمُ في خاطريوطنٌ متعبٌ يتصفح أقمارَهوطنٌ يترحّل في ضفةِ الأمسِاو ينطوي صامتاًفي مرايا الشعاعِ الأخيرتمرُّ النبوءاتُيرتحلُ الشعر ..تعبر في صمته الشاحناتُيمر خفيفا بسرو الصدى ..جوقةِ المنشدين ...حوافِ الكلام ...سماسرةِ الصيف ..حراسِ ممكلة هرمتو جنودٍ تهاوت أساطيرهم ..ترجمانٍ يبلل كفيه من غيمنا ...وطنٍ يرتقي ألما عالياًكانتظارِ النخيللفردوس في خاطري بلدٌ ساطعٌ *بلدٌ غامض .. خالدٌ .. ناصعٌبلد تتهاوى الفراشاتُ من غيمهِو يجول بعزلته شاعرٌ حالمٌ ...ليبعثرَ أقداحَ حيرته بين ماءِ النجوملفردوس أغنيةٌ تشبه الريحَ ..أمنيةٌ تشبه الخيلَ في عَدوِهاصوتها يعبرُ الليلَينأى كوجهٍ بنافذةٍأو يرق كتلويحةٍ لقطارِو يسقط فوق سياج الشتاءِ القديملفردوس دفءُ الغموضِو صمتُ المحبين و العارفاتِو وعدٌ يبللهُ الحزن ُتمضي كعمرٍ من النسماتِ ..تمر لباب الوداع ..رنينُ النداءِ يشردهاثم يرجعها الصبحُ للقمح . .تمضي وراء مشاغلهاو تظلّ لخطوتها ألفةٌ تشبهُ النازحينتنام القرى .. يشحبُ العشبُتخبو الشموعُ .. القصائدُيربكنا وقعُ أقدامناتتذكرنا مدنٌ فتضيئ ملامحناثم نعبر في وطنٍ متعبٍو ننادي الغيوممر بالأمسِ شاعرنا ..حاور الليلَ فوق الضفافِو ألقى الوصايافقلنا سيمنحنا نجمةًأو قرى في المدىسوف يعبر من بينناو يهز غناءً نما من خطى الراحلينتنام القرى كالأغانيو تهوي الفؤوسُ بأشجارِ ليلتضللنا اللافتاتُو تعبر من بيننا الحربُدوما نقولُ لأصحابنا : نلتقي لاحقاكي نمررَ هذا المساءَ الطويلنقول:هنا مر شاعرنا ..مزجَ الجدبَ بالمطرِ المستحيلتشرب (الرملةُ ) النور*تصغي لهمهمة الدورسوف نقول لها : تلك أعذارناتلك أغنيةٌ لمرورِ الفصولو ترنيمةٌ لملائكةٍ في طريقِ الرحيلو همهمة النهر في حصة الرسم ..ترتيلة الوردِ في شالِ (فردوس) ..أنشودة السيرِ نحو الضحى ..تمتمات الندى فوق توتِ الشتاءِ ..ارتجاف الصدى .. ربمافالصدى هو مأوى المغني الحزين
* فردوس: إشارة لقصيدة (فردوس بائعة البرتقال ) أولى قصائد ديوان ( من مجمرة البدايات)
* الرملة: رملة الإنجب قرية الشاعر