
غزل القوافي
بقلم: تحسين عباس
الشوقُ محمومٌ بها وعليلُ | |
والصمتُ منها قاتلٌ وقتيـــــلُ | |
أضنتْ فؤادي ثمّ دقت بابَهُ | |
فارتاحَ بالشكوى وصارَ يميـــلُ | |
سَبقتْ قصيدي قبل أن راودتهُ | |
فتعثــَّرَ الإيحاءُ والتفعيـــــــلُ | |
فا ستسلمت كلُّ القوافي منطقاً | |
وغدتْ تغازلـُها بها وتجولُ | |
فسقت بقاعَ الروح من نظراتها | |
واخضرَّ فكري واسْـتفاقهُ ليلُ | |
ألفٌ تآلفُ قلبها سينٌ سنى | |
.ياءٌ يرى لام لضاهُ أســــــيل ُ | |
جمعتْ حروفاً أطربت عودَ الهوى | |
نغماً بلا وترٍ وصارَ ثميلُ | |
فالحبُ إعجابُ وحَسّ شاعرٌ | |
يتلـــــوهْ قول ٌ بالشعورِ جميل ُ | |
والعشقُ جذبٌ في النفوسِ بريقهُ | |
يتلوهْ.. ليلٌ ساهرٌ ونحولُ | |
سائلتُ نفسي أيهم بيَ ساكنٌ | |
ردّت عليّ سؤالي المسؤول ُ | |
صارحتها بالشعرِ فابتسمت له ُ | |
وكأنها قمرٌ ضياهُ أصيــــل ُ | |
فاحـْتارَ ليلٌ في النجوم ِعلامة ً | |
هو حاضرٌ أم غائبٌ وأفول ُ | |
فتراشقت أفكارُ حلمي غيرة ً | |
أنا في هواها أم هناكَ خليــــل ُ | |
ردت عليّ بقلبها المترقرقِ | |
لن اهوَ غيركَ في الهوى وأحيلُ | |
فتغازلت معيَ الحياةُ وأصبحت | |
ترنيمة ً مطروبة ً ودليلُ | |
فبكت عيوني في الهيام بحبّها | |
فابيضّ من إحداقها التبجيلُ | |
فغدوت اعشق دمعي المتدفقِ | |
وأغارُ منه أذا أتى التنزيلُ | |
فتشبّع الإحساسُ تذكيراً بها | |
ففقدت حَسّ الحبّ وهوسليلُ | |
وغدوتُ لا ادري بنفسي هل أنا | |
هيَ أم أنا نفسي وتاهَ سبيل ُ | |
يُغمى عليَ وغفوتي صحوٌ بها | |
أشكوغرامي والغرام عجولُ | |
يا ايّها العشاق يكفي لومكم | |
صارَ الجنونُ بها نهىً محمول ُ | |
قالت أذا كنت الذي أحببتني | |
فلننكوي شغفاً فصرت أقول ُ | |
ماقلت إني أنكوي نارا ولا | |
ادري بناري انكوى القنديل ُ | |
سمع الورى بحكايتي فتعجّلوا | |
ولها ً بسيرتها وجنّ القول ُ | |
هو لوعةُ شفافةٌ مجنونةٌ | |
مطروبةٌ لايعرفُ التعليل ُ | |
أوصافها تسري بليلٍ داجن | |
تغدو يحاكي قلبها التهليلُ | |
وتنهّدٌ متالمٌ في باطنٍ | |
وتعلّقٌ وتشابكٌ مجبولُ | |
فالفنّ والاشعارفيضٌ في دمي | |
يسري وغاروا منك إذ تبديل | |
لم يبقَ غيرُ الله في قلبي هوى | |
ربي .. فلا أرضى عليه بديل | |
فالحبّ نعمتَهُ علينا بالرضا | |
جمعَ النفوس بودّه سعديلُ |
بقلم: تحسين عباس