في الأدب العربی و الفارسی الحديث
الملخص
إن الشعراء في الأدب العربی و الفارسی الحديث ما کانوا بغافلينَ عن الأحداث السياسية الموجودة في مجتمعهم خلافاً لما نری عند الشعراء القدامی الذين کانوا بمنزعلين عن المجتمع الذي کانوا مقيمين فيه. في الواقع الأشعار السياسية تکون من إحدی مظاهر التجديد في عصر النهضة و بلغ إلی ذروتها بيد أحمد شوقی فی الأدب العربی و زمیله محمد تقی بهار فی الأدب الفارسی الحديث.
و هذه المقالة تبحث عن موضوعين هامين من المواضيع السياسية و هما مکافحة الاستعمار و حبُّ الحرية استناداً بأشعار "أحمد شوقي" و" محمد تقی بهار" ثمّ تشير الی التشابهات الموجودة في أشعار هذین الشاعرین في مجال السياسة.
الکلمات الدليلية:
أحمد شوقی، محمد تقی بهار، الاشعار السياسية، الأدب الفارسی الحديث، الأدب العربی الحديث
المقدمة
بشکلٍ عام، يمتاز القرن الذي نعيش فيه من بين القرون الخمسة التي سبقته، بأنه قرن البعث و النهوض في حياة الأمة العربية و الفارسية، و هي نهضة شاملة حاولت في إصرار أن تنقض عن هذه الأمة غبار الأحداث، و تبعثها بعثاً جديداً في مختلف نواحي الحياة.
إن الشعراء في الادب العربی و الفارسی الحديث ما کانوا بغافلين عن الأحداث السياسية الموجودة في مجتمعهم خلافاً لما نری عند الشعراء القدامی الذين کانوا بمنزعلين عن المجتمع الذي کانوا مقيمين فيه. في الواقع الأشعار السياسية تکون من إحدی مظاهر التجديد في عصر النهضة و بلغ إلی ذروتها بيد أحمد شوقی فی الأدب العربی و زمیله محمد تقی بهار فی الأدب الفارسی الحديث.
و نحن هنا نبحث عن موضوعين هامين من المواضيع السياسية و هما مکافحة الاستعمار و حبُّ الحرية استناداً بأشعار "أحمد شوقي" و" محمد تقی بهار" .
الأشعار السیاسية في دیوان أحمد شوقی
قد أنشد أحسن أشعار السياسية في هذا العصر "أحمد شوقي"، إنَّ الاحداث التي رافقت حياة أحمد شوقي، کان لها الأثر الفعَّال في توجيه شاعريته بعاطفةٍ تجذبه، و مشاعرٍ تشدّه. و بين الجذب و الشدّ، تفجّرت داخل حنايا أحاسيسه، قصائد سُطرت فی المضمون السياسة و الوطنية.
لکن مما يلفت النظر أننا نجد شوقی فی بعض الأحيان فی سبيل مکافحة الاستعمار منطوي إلی کثير من التحفظ و يتأثر بسياسة القصر إذ ذاک أی سياسة ُالحيادو الإبتعاد عن کل ما يؤذی المستعمرين أو يغضبهم، کما يقول "عمر الدسوقی": «کان من المنتظر من شوقی و أمثال شوقی أن يعبروا عن عواطف المصريين جميعاً ازاء کارثة دنشاوی، و أن يشعلونها ناراً مضطرمةً الأوار متأججة السعير تحرقُ تلک الغليظة التی انتقمت من غير شفقةٍ و لا رحمة من قومٍ عُزلٍ صفافٍ مظلومين»[1]، و لکن شوقی اتبع سياسة القصر فی ذلک سياسة الحياد و المهاونة و الخوف من کرومر الطاغية ولم ينطق إلا بعد مرور عامٍ من حادثة دنشاوی و من أحسن أبياته فی هذا المضمار:
«وَ لِلمستعمرينَ و إن الانوا
قلوبٌ کَال حِجارَةِ لا ترّقُ[2]»
يقول الدکتور عبد المجيد الحر حول شعر شوقي السياسي:«و کان أشعاره السياسي ينساق وراء عقيدته و عاطفته.فعقيدته کانت ولاءً للقصر قبل أن يغادره إلی المنفی، لأنّه ربی فيه و استمدّ منه قوة حياته، و متابعة علمه. و ما إن عاد إلی وطنه بعد المنفی لمح الشعب يبذل النفس و النفيس دفاعاً عن استقلال مصر، و طرد المستعمر المغتصب حتی تغيّرَ کل ما کان عليه. و بد أن تکون عقيدته للقصر، صارت تحضن آمال الشعب، و تعيش وجدانية الحرية التی بها الفرحة الکبری لجميع المواطنين[3]»
و عندما سمع شوقي صوت التحرّکات الشعبية مطالبةً بخروج المستعمر، و ساعيةً للحصول علی الاستقلال، و التمتع بالحرية، قال:
«کانَ شِعري الغناءُ في فَرَحِ الشَّرقِ
و کـانَ العـزاءَ في أَحـزانِه»[4]
و هذا، يظهر المنعة القومية التي بدأت خصائصها تنمو في خلجات قصائده الشعرية، فبدل أن يخص بأبياته أهل مصر، و يقصر شعره علی تحرکهم الوطني، صار يطلق النداء منشداً وثبة أمة العرب، في وجه المغتصب الظالم.
و استفاد شوقی نوعاً خاصاً من الشعر و هو الشعر التمثيلی علی لسان الحيوانات لبيان عقائده السياسية و هذا يرجع إلی تحفّظه و إليکم بعض هذه الأبيات لشوقي:
«قال له القرد: طلبت المملکة
تکون لی وحدی بغير شرکهقال الحـمار: و أنا الــوزيرو الصـدر فی الدولة و المشيرو الکلب قال: سـألت الباريايجعلنی فی ملک هذا قاضيا»[5]
وَ بعد الحرب العالمية الأولی أصبح شوقي شاعراً آخر. متحّرراً من قيود القصر. و مراعاة جانبه. فهو لا يقف أمام الأحداث وقوف المتفرّج، بل يتخّذُ منها موقفاً سياسياً يراعی فيه الحس الوطني المتصل بمشاعر الشعب و عواطفه.
و في قصيدةٍ بعنوان"إليهم و إلينا" يخاطب الاستعمار و يقول:
«خـذوا بالمسـاواةِ التي قُلتُم بِهـافـذلکَ أولی بالکريم المسـالمو لکن عظيم الناسِ مَن عاشَ صـادقاًبری ء سنان الرمحِ عف الصوارمِمَضَت حقبةً و الشـرقُ يحملُ عئبکمفلا تجـعلوه دائمـاً للمغـارمِشَدَدتُم بِکفِّ الشرقِ في الحربِ کفَّکُمفلا تجعلوها بعدها کفَّ لاطمِ»[6]
الحرية في أشعار أحمد شوقی
حُبُ الحرية التی تسرَّب إلی نفس شوقي من تثقُّفِه علی الغرب، و الذی کانت تقتضيه و تدعو إليه الأحوال السياسية و الاجتماعية التی وُجِد فيها؛ و قد أبدی شوقي حبّه للحريّة في قصائده الکثيرة التي يسعی فيها إلی إنهاض الشبيبة، أو يدعو إلی استقلال مصر.[7]
في رأيه تُکَتسب الحرية الحمراء بالقدرة الممزوجة بالدم:
«و للحُرّيةِ الحمراء بابٌ
بکلِّ يدٍ مضَّرجةٍ يُدقّ[8]»
و في مکانٍ آخر يقول:
«لا بُدَّ للحرية الحمراء من
سلوی تُرَقِّد جَرحَها کَالبَلسمِ[9]»
و عندما قامت أحداث دنشاوی في عهد "کرومر" الذي حکم مصر کأنه السجان و الحاکم بأمره، حتی قضت آثارمشانق دنشاوی، بنقله من مصر، و حين يسمع "اللورد کرومر" يستهزیء بشعب مصر، و يستخف برئيسها الخديوي اسماعيل، فيقف وقوف الشجعان في ساحة الوغی، يرد کيل الکيلين، و يفتخر بشرف مصر حيث قام بنظم قصيدة في هذه المنابسة جاء فيها:[10]
«أَوَسعتَنـا يوَم الوداعِ إهَـانَةًأَدَبٌ لَعَمُـرکَ لايصيبُ مثيلاأنذرتنـا رقّـاً يدوم، إهــانةًتبقــی وصالاً لا تری تحويلافارحل بحـفظِ اللهِ جـلَّ صَنيُعُهمُسَـفتعياً إِن شِئتَ أو مَعزولا[11]»
«صار شوقي، يختلف کل الاختلاف، عمن سبقه من الأقدمين، لأنه فهم السياسة غير ما فهموها فی معناها الضيق. و من أجل ذلک، وسع صدره لجميع النزعات و الجنسيات و الأديان، و صار مؤرّخ عصره في شعره الذي أبعده عن تناول القبيلة أو الفرد، أو الجماعات أو الأحزاب بل صار من أقدر الشعراء المؤرخين لعظمة الماضي، و سياسة الحاضر».[12]
و خلاصة القول أن أشعار شوقي في مضمون الحرية قليلة بالنسبة لأغراضه الشعرية الأخری، لکن استفاد شوقي من هذا المضمون تارة ًکوسيلةٍ للوصول إلی استقلال مصر.
حُبُّ الوطن في أشعار أحمد شوقی
«حبُّ الوطن يقابل مفهوم "Nationalism" الغربی و الشعر الوطني نوع حديث في الأدب نشأ شبوء الإنتفاضات و الحرکات التحريرية في الشرق، و الدعوة إلی إستقلال و وعي الناس، فهو شعرٌ منطلقٌ من الذات الفردية منفتحٌ علی الذات الجماعية صادق التعبير عن مطامح الشعب، و ناطقٌ بأمجاده مجدُ تاريخه و ناشرُ عقيدته و سياسته».[13]
يعتقد الدکتور "أحمد زکی عبد الحليم": «أن کانت نشأة شوقي نشأة أرستقراطية، إذ عاش في القصر و تربي في أحضانه، فنشأ بعيداً عن الشعب و آماله، و لا يحس أن هناک جائعاً أو محروماً، فقد کان هو لا يحس الجوع و الحرمان ...»[14]
و لکنّ الأحداث استطاعت أن تخلق منه رجلاً آخراً، و ليس معنی ذلک أن شوقی لم يعرف الوطنية أيام کان في القصر، و إنما هو قد عرفها، و لکن علی صورة بسيطة ليس فيها تلک الصورة الجارفة التي أجتاحت شعره بعد عودته من المنفی.
لقد تفجرت ينابيع الوطنية المکتومة في صدره، ففاضت تملأ کل شبر من أرض الوطن، و ليس ذلک فقط بل فاضت آيضاً علی البلاد العربية الأخری.
«و الواقع أنّ الثقافة التی نهل منها شوقي کان لها أکبر الأثر في تجديده الشعري. فاستطاع أن يکتب عن الحرية و الوطنية، و أن ينادی بالسيادة و الاستقلال؛ نداء طائر کان محبوساً في قفص من ذهب، فلما أتيح له أن يفلت من هذا القفص، إذا به يجد نفسه بعيداً عن الحرية المطلقة، فهی حرية داخل غرفة مغلقة. و لکن أنسام الحرية التي تذوقها، دفعَته هياماً و شوقاً إلی الحرية بأکملها. ، حرية الحياة و الرأی و الوطن».[15]
«لقد کان حب مصر يسری في دم شوقي منذ الخطوات الأولی فی حياته، فقد کانت ينابيع شعره، و کانت هذه الوطنية الفياضة، و هذا الحب الکبير العميق، هما السبب في نفی شوقي عن أرض الوطن. و کان وجود شوقي في أرض الوطن في ذلک الحين يعتبر مغامرة کبری کان علی الاستعمار أن يتلقی نتائجها الوطنية، و لم يکن لدی الإنجليز أدنی استعداد لتلقی أی نتائج وطنية جديدة، و من ثم إمتدت أيديهم تجذب شوقي من أرض الوطن، و تلقی به بعيداً في إسبانيا، حيث استقر هناک من عام 1915حتی عاد إلی مصر فی فبراير 1920، بعد أن صُدِر عنه العفو في أواخر عام 1919».[16]
و من هناک راح شوقي يناجی الوطن بقصائدٍ کلها حب و حنين.و لذلک يقف قلب شوقي نابضاً بالحبّ لمصر، و حّرية مصر، و سعادة مصر، استقلال مصر و عزّة مصر.
لقد أحبَّ شوقي وطنه حبّاً عظيماً، و حنَّ إليه حنيناً صادقاً أيام کان منفياً. و قد بلغت عاطفته إلی نوع من تقديس الوطن:
«وطني لو شُغلتُ بالخلدِ عنه
نازَعتَني إليه فی الخُلدِ نَفسي[17]»
هو يخاطبُ الوطن الغالي، و قد تمثّلَ أنّ عودته إلی أرض الوطن تُشبه تماماً عودة الشباب بعد المشيب:
«يا وطني، لَقَيتُکَ بَعدَ يأسٍ
کأنّی قد لَقيتُ بکَ الشبابا[18]»
و لا ينسی أيام منفاه مصَر و يقول خطاباً بساکني مصر:
«يا ساکني مصرَ إِنَّا لا نزالُ علیعهد الوفاءِ- و إن غِبنا- مُقيماهَلّا بعثتم لـنا من ماءِ نهـرکمشيئاً نبلُّ به أحـشاءَ صادينا»[19]
و في مکان آخر يشبه شوقي وطنه بالقبلة عند المصلين، فحبه لوطنه فيه خشوع المتعبد، فيعتبرها قبلة المصلين من المسلمين و المسلمات:
«وَاسمَع بِمصرَ الهاتفينبِمجـدها و الهاتفاتو الجـاعِليها قبــلةًعندَ الترنّمِ و الصلاةِ[20]»
و المشاعر الوطنية- عن شوقي لا تکتفي بتسجيل الأحداث الجليلة، و التواريخ الهامة، بل تسجّل القصائد العظام، فی رثاء زعماء الوطن، والإشادة ببطولتهم و وفائهم لبلدهم.و من الذين خصّهم بتلک المشاعر: سعد زغلول، مصطفی کامل، محمد فريد. و يقول في رثاء مصطفی کامل في قصيدته تحت عنوان "شهيد الحق":
«إلامَ الخُلفُ بَينَکمُ إلاَ مَا؟
و هذي الضّجّة الکُبری عَلاَما؟[21]»
و في مکان آخر بمناسبة ذکراه يقول:
«إذا جئتَ بالمنابرِ کنتَ قسا
إذا هو فی عکاذِ علَی السَنَاما»[22]
و أيضاً من المظاهر الوطنية في شعر شوقي کان يتغنّي باخوانه الشرقيين الذين تجمعه بهم أسرة واحدة:
«و ما الشَّرقُ إلّا أُسرةٌ أَو عَشيرةٌ
تَلُّمُّ بَنِيها عِندَ کُلِّ مُصابِ»[23]
ذلک هو شوقي في مشاعره الوطنية التي جمعت لديه الواقع مع الحکمةَ، و الوطنية إلی جانب الروّية، و يبقي أنه طالب بخير الشعب و مصالحه.
الأشعار السياسية في دیوان محمد تقی بهار
یجب علینا أن نشير بمقدار الاضطراب السياسي الذي کانت تعيشه إيران خلال النصف الأول من القرن الحالي. و هذه الاضطرابات السياسية قلبت أفکار الشعراء و الوعي السياسي و النهضة الشعبية وجّهت الطبائع إلی الموضوعات السياسية و الاجتماعية و فتح باباً جديداً في الأدب الفارسي الحديث.
«و کان الإيرانيون آنذاک منشغلين بکثير من الأحداث السياسية و من أجل هذا کان الشعراء إضافةً علی کونهم إجتماعيين؛ کانو ا من السياسيين المتطرفين في المجتمع؛ و محمد تقی بهار في إيران کزمیله آحمد شوقی کان يعيش في خضم الأحداث السياسية و لهذا کان يتغلغل في هذه الأحداث و أدل ا بآرائه في هذا المجال و کما نعلم أنّ "بهار" کان من المتطرفين في المجالات السياسية و لم يکن بغافلٍ عنها أبداً و لهذا تحملّ کثيراً من المصائب و واجه کثيراً من المنافي في هذا الطريق و هو کان دائماً يحاول تقويض دعائم الاستبداد و الاستعمار مستفيداً من لسانه و إنشاده الأشعار السياسية.[24]
نعلم أنّ ايران کان نهباً للصراع الدائر بين القوي الاستعمار العالمي و بخاصة بين روسيا و إنجلترا وقد کان هذا الصراع فيما بينهما مسبباً لکثير من المشاکل لکل من الطرفين المتنازعين، و قد خشيت کل من الدولتين الاستعماريتين النفوذ الآخذ في الاتساع لألمانيا في ذلک الوقت، فسارعتا بالاتفاق بينهما علی تقسيم الأراضي الإيرانية إلی مناطق نفوذ، حيث تمتعت روسيا بالنفوذ المطلق في المناطق الشمالية، في حين تطلق يد إنجلترا في الأجزاء الجنوبية من إيران، و تظل المنطقة الوسطی منطقة حياد بين منطقتي النفوذ، و قد عقدت هذه الاتفاقية في عهد محمد علي شاه و عندما وصلت أخبارها إلی إيران ثارت أحرارها و مثقفوها و طالبوا محمد علي شاه برفضها. و لکنه لم يحرک ساکناً خوفاً من هاتين القوتين، لذا لم يکن أمام هؤلاء الأحرار إلا شجب الاتفاقية في المقالات الصحفية و إنشاد القصائد، و مما قيل في هذه القضية الوطنية الکبری، تلک الرسالة الشعرية التي وجهها «بهار» إلی وزير خارجية بريطانيا «السير ادوارد جراي» الذي خطط لعقد هذه الاتفاقية و وقعها باسم إنجلترا:
پيام به وزير خارجه انگلستان
«سوي لندن گذر اي پاک نسيم سحری سخني از من بر گو به سر ادوارد گری
اندر آن عهد که با روس بستي زين پيشغبن ها بود و نديدي تو ز کوته نظـریدر بر نفـع سياسی نکند پيمان کـاراين نه من گويم کاين هست ز طبع بشرینام نيکو به ازين چيست که گويند بدهرهند و ايران شد ويران ز سر ادواردگری».[25]
و ترجمتها:
«رسالة إلی وزير خارجة انجلترا»
– لتمض يا نسيم الأسحار الطاهر إلی لندن، و أبلغ السير إدوارد جراي رسالة مني:
– إن هذه الاتفاقية التي عقدتها من قبل مع الروس، قد غصت بالغبن و الإجحاف، و لکنک لم تدرک ذلک لأنک قصير النظر.
– فلا احترام للمعاهدات أمام أي مکسب سياسي، إنني لا أقول هذا نفسي، بل إن هذه هي طبائع البشر.
– فأي سيرة أفضل من القول علی مدی الدهر، أن الهند و إيران أصابهما الخراب علی يد السير إدوارد جراي.
فنشاهد موقف بهار فی سبيل المکافحة مع الإنجليز يشبه بموقف شوقی، و نحن فی الفصل الماضی حدثنا عن موقف شوقی فی هذا المجال بتفصيل.
و أيضاً "بهار" في منظومته بإسم "کارنامه زندان" يتحدث عن السياسي و السياسيين و ما يجب عليهم فعله لکي يحسنوا تصريف الأمور. و من الموضوعات السياسية التي تحدّث عنها "بهار" في هذه المنظومة في السياسة و شروط الرئاسة، تکون حکاية عن السلطان محمود الغزنوي، حکاية أحمد شاه القاجاري و تکديسه الأموال، صفة العدالة، و... غير ذلک من المضامين السيياسية التي تحدث عنها الشاعر في هذه المنظومة.
و يقول "بهار" في لومٍ عنيفٍ خطاباً إلی الحاکم الإيراني و يتحدث عن صراخ الشعب الإيراني ضد الظلم و الجور:
«خلق کشور همه فقير و گداهـمه نالان به پيشگاه خداکای خـداوند قادر ذوالمنريشه ظلم را ز بيخ برکن»[26]
و ترجمتها:
– جميع المواطنين فقراء مکددون، لهذا هم يلهجون بالشکوی إلی الله تعالی.
– و يقولون: يا الله، يا ذالجلال و النعم، لتجتث شجرة الظلم من جذورها.
کان "بهار" يری المستعمرين عاملاً لجميع التفرقات و الشقاوات و کان يری غيرة الناس و شجاعتهم العلاج الوحيد لمداواة هذه الآلام، و أنشد "بهار" قصيدةً بإسم "ضد استعمار" و يثير فيها الأحاسيس القومية في طريق مکافحة الاستعمار و نحن اقتطفنا أبياتاً منها:
ضد استعمار
«هان اي ايرانيان، ايران اندر بلاسـتمملکت داريوش دستخوش نيکلاسـتمرکز ملک کيان در دهـان اژدهاسـتغيرت اسلام کو؟جنبش ملي کجاست؟برادران رشيد! اين هـمه سستي چراستايران مال شماست، ايران مال شماسـتدولت روس از شمال رايت کين بر فراشتبه محو دين مبين بخيره همت گماشـتبخاک ايران نخست تخم عداوت بکاشـتبغصـب ايران سپس کند يادداشـت
کـنون به مردانـگي دادن سـزاسـت ايران مال شماست، ايران مال شماست»[27]
و ترجمتها:
– هبوا أيها الإيرانيون، إن إيران في محنة و بلاء، فقد وقع مملکة داريوش في يد نيکولا.
– إن قلب مملکة الکيانيين قد سقط في فم التنين، فأين الغيرة علی الإسلام؟ و أين الاحساس بالوطنية؟
– و أي تخاذل هذا أيها الأخوة النجباء؟ إنّ إيران مِلکٌ لکم، إنّ إيران مِلکٌ لکم.
– لقد رفعت دولة الروس في الشمال راية الحقد و الضغينة، و جاهدت لمحو الدين المبين و إفساد الهمة.
– و بذرت في الأرض الإيرانية بذرة العداوة و البغضاء، و هي تمهد الطريق للاستيلاء علی إيران بعد ذلک.
– و الآن وجب إظهار الرجولة و البطولة، فإيران مِلکٌ لکم، فإيران ملکٌ لکم.
و قد قال "بهار" في مکافحته مع الإنجليز و ظهر عداوته مع الاستعمار في هذه الأبيات:
«انگليسا در جهان بيچاره و رسوا شوی زآسيا آواره گردی، و از اروپا پاشـوی
حاصل ملک فلسطين را نخورده چون يهودخوار وسرگردان به هرجا سخره دنيا شویآتش جنگ عمـومی را نمايی شعـله ورقتل ميليونها جوان را علّت اولی شـوی»[28]
و ترجمتها:
– أيها الإنجليز، أريد من الله تصبح في العالم مخذولاً و سوَّدَ اللهُ وَجهکَ، أريد أن تصبح مشرّداً من الآسيا و تنهض من أروبا.
– و لم يأکل أحدٌ کاليهود ملک الفلسطين، أرجو خذلانک وإنذهالک؛ حتی تصبح سخرةً للعالم.
و هذه الأشعار تذّکرنا بقصيدة شهيرة لأحمد شوقي أي قصيدة "نکبة الدموع" و کثيرمن قصائده الأخری التي ذکرناها في مجال مکافحة "شوقي" مع الاستعمار و الاستبداد.
و أحياناً نری بهار يستفيد کشوقی من التمثيل لبيان عقائده السياسية:
«خرس صحرا شده همدست نهنگ دريا
کشتی ما رانده است به گرداب بلا»[29]
و ترجمتها:
شبّه الشاعر فی هذا البيت دولة الروس بدُبّ البادية و دولة الإنجليز بقَيطس اليمّ، و يعتقد کل من هذين الدولتين قد دفعوا الشعب إلی البلايا و المصائب.
و لکن يجب علينا أن نقول لا يصل بهار فی مجال الإستفادة من التمثيل إلی مقام" شوقی"، لأنّ شوقی کما رأينا فی أشعاره فی مجال السياسة کان أکثر تحفّظاً من بهار، و هذا الأمر هو الذی أرغمه إلی عدم التصريح بأفکاره، لکن نری لبهارلحناً صريحاً و مغضباً فی مجال السياسة، و لهذا الأمر هو استفاد من التمثيل قليلاً فی أشعاره السياسية، لأنه کان فی إدلاء آرائه صريح الهجة و حُرّ الفکر، لکن شوقی استفاد من التمثيل فی أشعاره السياسية أکثر من بهار.
الحرية في أشعار محمد تقی بهار
يعتقد "ماشاء الله آجوداني في کتابه "يا مرگ؛يا تجدد": «أنَّ الحريّة بمعناها الخاص تکون مرادفةً لکلمة " مطالبة الدستور" و حرية الشعب في مصيرهم السياسي و حرية التعبير و القلم، کما کان في الديموقراطية الغربية في القرن التاسع عشر.و هاتان الکلمتان أي "الاستبداد" و "الحرية" من الکلمات التي قد اطلقت العنان للخيال في شعر الثورة الدستورية».[30]
و هذا المفهوم لم يکن له أثرٌ من قبل في الأدب الفارسی قبل الثورة الدستورية. «و "محمد تقي بهار" بين شعراء المعاصر فی الادب الفارسی هو الحامد الفريد و الوحيد للحرية و يقول الدکتور شفيعي الکدکني في هذا المجال" إذا اردتم أن تصطادوا حوتين من بحر شعر بهار فأحدهما الوطن و الآخر الحرية».[31]
«وکان "بهار" مادح الحرية، و وارث قيم الثورة الدستورية، و بحيث أخذت الحرية بمجامع قلبه و لم
تخرج منه إلّا إذا ارتحل إلی ربّه.»[32]«با شه ايران ز آزادی سخن گفتن خطاستکار ايران با خداستهـر دم از دريای اسـتبداد آيد بر فـرازموجـهاي جانگداززين تلاطـم کشتی ملت بگرداب بلاسـتکار ايران با خداست»[33]
و ترجمتها:
– الحديث عن الحرية مع حاکم ايران خطأ، إن أمر إيران بيد الله.
– في کل لحظة ترتفع من بحر الاستبداد و البطش أمواج عاتية مهلکة.
– فتندفع سفينة الأمة من هذه الأمواج صوب دوامة البلاء، إن أمر ايران بيد الله.
– أيها الخلق هبوا و أرفعوا أصواتکم بالضراعة إلی الله، فصوت الخلق هو صوت الله و الحق.
– لمن هذا الوطن الذي وقع في فريسة في أيدي الأعداء؟ إنّه وطننا، إنّه وطننا.
و أيضاً يعتقد "بهار" أن التبعية للأجانب يکون أسوأ من الموت و يقول:
«مردن از هر چيز در عـالم بتّر باشـد ولی
بنده بيگـانگان بودن ز مـردن بدتر است
فقــر در آزادگی بِه از غنا در بندگـی
گور فربه بی گمان صيد پلنگ لاغر است»[34]
و ترجمتها:
– إذا کان الموت أسوأ شيء في الوجود؛ فإنَّ التبعية للأجانب أسوأ من الموت.
– إن الفقر مع الحرية، خير من الغنی قرين العبودية؛ کما أن الحمر الوحشية المکتنزة تکون بلا ريب صيداً للنمور النحيلة.
و حقاً لقب حامد الحرية و حامد الوطن يليق لبهار، و إنّه قد أضحی عيشه و و راحته و رفائه في سبيل الحرية و في کل مکانٍ في ديوانه نری عنواناً من الحرية و منها هذه الأبيات:
«ای آزادي، خجـسته آزادی
از وصـل تو روی برنگردانم
تا آنکه مرا به نزذ خود خوانی
يا آنکه ترا به نزد خود خوانم»[35]
و ترجمتها:
– أيتها الحرية المبارکة، لن أعرض أبداً عن وصالک.
– حتی تدعني إلی نفسک، أو أنا أدعوکِ إلی نفسی.
الأشعار الوطنية في دیوان محمد تقی بهار
الوطن يکون بمعني المکان الذي يشمل شعباً ذي المشترکات القومية و اللغوية و الثقافية و تغيّر هذا المفهوم منذ الثورة الدستورية. و قبلهاکان الوطن يستفيد في معنی المولد، الموطِن و البلد الذي قد ترعرع الأشخاص فيه أو في معناه الواسع في المثال کان يشمل بمعنی کل مسلمي العالم الإسلامي.[36]
للوطن في الأدب الفارسي المعاصر شأنٌ عظيمٌ و لهذا نری أن جميع الأدباء و الشعراء کانوا ملتزمين بذکر القضايا المتعلقة به و هناک کثير من الشعراء الذين اشتهروا في التاريخ بسبب هوايتهم الشديدة إلی الوطن، خاصةً إذا رأوا الظروف المتأزمة في وطنهم أصبحوا ألسنةً بليغةً لمواطنيهم و اشتدّ الحب إلی الوطن في إيران مع بداية الحرکة الدستورية و هم في ظل المعلومات الکثيرة التي کانت لديهم من التاريخ ومن ثقافة إيران خلقوا آثاراً وطنيةً کثيرةً.
من أشهر الشعراء الذين اهتمّوا بهذه الميزة في أشعارهم يکون "محمد تقي بهار" الذي يشکو دائماً من حضور المستعمرين في إيران و لهذا يختصّ کثيراً من أشعاره إلی ذکر مواضيع الوطنية[37]، و هذا الحب للوطن کان منبعثاً من أعماق قلبه و هذا الأمر واضحٌ في ديوانه .و إن بهار بلغ في أشعاره ذروة شعراء مادحي الوطن و من أشهر قصائده في هذا المجال .
و مما قاله بهار في قصيدة هذه، و التي اختار لها«حب الوطن» عنواناً، نورد هذه الأبيات:
حب الوطن
«هر که را مهر وطن در دل نباشد کافر است
معني حـب الوطن فـرموده پيغـمبر اسـت
هرکه بهر پاس عرض و مال و مسکن داد جان
چون شهيدان از می فخرش لبالب ساغر است
و از خدا و از شـاه و ميهن دمی غـافل مباش
زانکه بی اين هر سه، مردم از بهايم کمتر است»[38]
و ترجمتها:
– کافر کل من خلا قلبه من حب الوطن، و حب الوطن أمر صادر من الرسول الأمين.
– و کل من يضحي بروحه دفاعاً عن عرضه و ماله و داره، کالشهداء يغص الکأس بخمر فخره و عظمته.
– لا تغفل لحظة عن الله و الحاکم و الوطن، فبدون الثلاثة، يکون الخلق أقل من البهائم.
و أيضاً هو قد أنشد هذا المسمطَ في الأيام المتأزمة التي کانت تعيش إيران في عهد الثورة الدستورية و کان الناس يعيشون في الحياة الاجتماعية المجحفة في کثير من مظاهرها فهو يقول:
«کار بيچاره وطن زار شد، افسوس افسوسجهل ما باعث اين کار شد، افسوس افسوسکه چنين کشور ديرين کهن در خطر استای وطن خـواهان وطن در خطر است»[39]
و ترجمتها:
– قد إشتد الأمور للوطن، وا أسفاه وا أسفاه، و کان جهلنا سبباً لهذا العمل، واحسرتاه.
قد وقع الوطن الکبير القديم في الخطر، أيها المحبي الوطن، إنتبهوا يکون الوطن في الخطر.
و في مکانٍ آخر يری الوطن کمحبوته العزيزة و يتقدس الوطن في هذه الأبيات:
«با رقيبان وطن از من دلخون گوييد
دلبرم را به شما وانگذارد دل من»[40]
و ترجمتها:
– قولوا لرقبائي هذا الکلام من قلبي الجريح: إن قلبي لن يترک حبيبتي العزيزة لکم.
هو دائماً يفتخر بإيرانيّته، و يدعو الشعب الإيراني دائماً بإصلاح الوطن، و يتذکر مجد الإيران في الأزمنة الماضية و يدعو الناس بالاتحاد و يری الاتحاد عاملاً لتقدم الناس. و يقول:
«خـوش بُود ار ملت اسلام نيزدســت بشويند زکين و سـتيزچـاره ما نيز بــجز اتــحاداين ره رشد اسـت و نعم الرشاد»[41]
و ترجمتها:
– عندما يتحد المسلمين و کفوا أيديهم من الضغينة و البغض و العداوة ،فيکون أحواالهم حسنةً.
– لا بدّ لنا غير الاتحاد بيننا و سائر المسلمين، فهذا طريق الترقي و هو نعم الطريق.
و أيضاً بهار کشوقی يمدح زعماء الوطن من الأحرار الذين بذلوا جهدهم في سبيل حرية الوطن، مثلاً فی مدح ستارخان و باقرخان( من الأحرار) ينشد هکذا:
«ستار خان را بادا ظفر يارتبريزيان را يزدان نگـهدارسالارشان را نيکو بود کاراحرار را نيز دل بايد بيدار»[42]
و ترجمتها:
– ساعد الله ستارخان، و حفظ الله اهالی مدينة تبريز.
– و أعمال باقرخان تکون حسنةً، و يجب أن تيقظ قلوب الأحرار.
الخاتمة
وجدنا خلال دراستنا تشابهات کثيرة في هذین الأدبين، من الناحية السياسية وصلنا إلی هذه النتائج نورد أهمّها:
1. في هذین الأدبین نری أنّ الشعراء کانوا يعيشون في خضم الأحداث السياسية و لهذا کانوا يتغلغلون في هذه الأحداث و أدلو ا بآرائهم في هذا المجال .
2. ان مندوبین في هذین الأدبین أی "شوقی" و بهار" يکتبان عن الحرية و الوطنية، و ينادیان بالسيادة و الاستقلال لوطنهما، لکن مما يلفت النظر أننا نجد شوقی فی بعض الأحيان فی سبيل مکافحة الاستعمار منطوي إلی کثير من التحفظ و يتأثر بسياسة القصر ولکن بهار کان صریحاً و مغضباً في مجال السياسة.
3. استفاد شوقی نوعاً خاصاً من الشعر و هو الشعر التمثيلی علی لسان الحيوانات لبيان عقائده السياسية و هذا يرجع إلی تحفّظه ، و لکن لا يصل بهار فی مجال الإستفادة من التمثيل إلی مقام" شوقی"، و استفاد من التمثيل قليلاً فی أشعاره السياسية، لأنه کان فی إدلاء آرائه صريح الهجة و حُرّ الفکر، لکن شوقی استفاد من التمثيل فی أشعاره السياسية أکثر من بهار.
4. فنشاهد موقف بهار فی سبيل المکافحة مع الإنجليز يشبه بموقف شوقی، و هما يشکوان دائماً من حضور المستعمرين في وطنهما و لهذا يختصّان کثيراً من أشعارهما إلی ذکر مواضيع الوطنية.
5. کلا الشاعرین يمدحان زعماء وطنهما من الأحرار الذين بذلوا جهدهم في سبيل حرية الوطن.
الحواشی
1. الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، ص195.
2. المصدر نفسه، ج2 ،ص272.
3 .الحر، عبدالمجيد، أحمد شوقي امير الشعراء و نغم اللّحن و الغناء، ص201.
4.شوقی، أحمد ، الشوقيات، ج1، ص193.
5.المصدر السابق،ج1، ص295.
6. المصدرنفسه،ج1،ص 279.
7.الفاخوری، حنا، الجامع فی تاريخ الأدب العربي، ص456.
8.شوقی، أحمد، الشوقيات، ج1، ص272.
9.المصدر السابق، ج1، ص187.
10. عبد المجيد، أحمد، أحمد شوقي شاعر الانسان، ص45.
11.شوقی، أحمد، الشوقيات، ج1،ص286.
13. الحر، عبد المجيد، أحمد شوقي امير الشعراء و نعم اللحن و الغناء، ص202.
14. سليمان، سهيل و زملاءه، الوافی فی الأدب العربی، ص 477.
15. عبد الحليم، أحمد زکی، أحمد شوقي شاعر الوطنية، ص14.
16 المصدرالسابق، ص16.
17. المصدر نفسه، ص18.
18.شوقی، أحمد، الشوقيات، ج1، ص56.
19. المصدر السابق، ج1، ص342.
20. المصدر نفسه، ص341.
21.المصدر نفسه، ج1، ص223.
22. المصدر نفسه، ج1، ص221.
23.المصدر نفسه، ج1، ص223.
24.المصدر نفسه،ج3، ص30.
25.آجوداني، ماشاء لله، يا مرگ يا تجدد، ص 170.
26. بهار، محمد تقی، الديوان، ج1، صص213- 215.
27.المصدر السابق، ج2، ص43.
28.المصدر نفسه، ج1، صص257- 258.
29. المصدر نفسه، ج1، ص752- 755.
30. المصدر نفسه، ج1، ص792.
.31.المصدر السابق، ص180 إلی 181.
32.شفيعي کدکني، محمدرضا، ادوار شعر فارسي از مشروطيت تا سقوط سلطنت، ص35.
33. اصيل، حجت الله، گزيده ای از اشعار بهار، ص13.
34. بهار، محمد تقی، الديوان، ص146- 147.
35. المصدر السابق، ج1، ص 718.
36. المصدر نفسه، ج1، صص304- 305.
37.ياحقي، محمد جعفر، چون سبوی تشنه، ص21.
38.صبور، داريوش، بر کران بيکران، ص106
39.بهار، محمد تقی، الديوان، ج1، صص712- 718.
40.المصدر السابق ج1، ص198.
41.المصدر نفسه، ج2، ص571.
42.المصدر نفسه، ج2، ص956.
43.المصدر نفسه، ج1، ص144.
المراجع و المصادر العربیة
1. الحر، عبدالمجيد، أحمد شوقي امير الشعراء و نغم اللّحن و الغناء،الحُرّ، الطبعة الأولی، دارالکتب العلمية، بيروت. 1992م.
2. عبد المجيد، أحمد، أحمد شوقي شاعر الانسان،الطبعة الأولی، دارالمعارف، القاهرة، لاتا.
3. سليمان، سهيل و زملاءه، الوافی فی الأدب العربی، الطبعة الأولی،بیروت،1998م.
4. عبد الحليم، أحمد زکی، أحمد شوقي شاعر الوطنية، الطبعة الثالثة، دارالهلال، بيروت،1997 م.
5. شوقي، أحمد، الشوقيات، المکتبة التجارية، ج1/2، القاهرة،لا تا.
6. الفاخوري، حنا، الجامع في تاريخ الأدب العربي، الطبعة الأولي، دارالجيل، بيروت،1986م.
7. الدسوقی، عمر، فی الأدب الحديث، الطبعة السابعة، دارالکتاب العرب، بيروت، 1996م.
المراجع و المصادر الفارسية
1.شفيعي کدکني، محمدرضا، ادوار شعر فارسي از مشروطيت تا سقوط سلطنت، 30. شفيعي کدکني،الطبعة الأولی، طوس، تهران، 1359ش.
2. اصيل، حجت الله، گزيده ای از اشعار بهار،الطبعة الأولی، سخن، طهران، 1372ش.
3.ياحقي، محمد جعفر، چون سبوی تشنه، ياحقي، محمد جعفر، چون سبوی تشنه، الطبعة الأولی جامی، طهران، 1378ش.
4.صبور، داريوش، بر کران بيکران، صبور، الطبعة الأولی، سخن، طهران، 1384ش.
5. بهار، محمد تقی، الديوان2/1، الطبعة الاولی، امير کبير، طهران، 1335ش.
6.آجوداني، ماشاء لله، يا مرگ يا تجدد، الطبعة الأولی، أختران ،طهران، 1382ش.
7.اقبال آشياني، عباس، ، تاريخ ايران، اتشارات خيام، تهران1362ش
8.شمیم.علي اصغر، ايران در عصر سلطنت قاجار، الطبعة الاولی، ابن سينا، طهران
9. ملک زاده، مهدي، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 2، تهران1329 ش.