
في غرّة رمضان
بقلم: فيصل أكرم
سألتُ الناسَ في صحْويوفي نوميوبين العين والأجفانْسألتُ فقيرنا الأعدمْسألتُ غنيّنا الأفخمْسألتُ المومسَ الملقاة في يمٍّ بلا شطآنْسألتُ الشيخَ والسلطانَ: هل فعلاً أنا إنسانْ؟ولكنْ لم يجبْ أحدٌفصاح بداخلي صوتٌ:أنا الإنسانْ..ولي كفرٌ ولي إيمانْولي جرمٌ ولي إحسانْليَ الآياتُ والنـزواتُ والغزواتُ والإذعانْملاكٌ؟ ربما شيطانْإلهٌ؟ لا، لأني دائماً إنسانْولا أرضى بما يرضاهُ من قلنا له الـ.. سُبحانْأنا إنسانْلماذا جئتُ مسحوقاً، وفي وطنٍيطالبني بأن أبتاع بالدولار صكاً يُثبتُ الغُفرانْ؟أنا.. إنسانْ؟فلا أهلٌ لديَّ ولا أحسُّ بنعمة الأوطانْأنا إنسانْأداري شهوتي بالصومْصلاتي كلها إدمانْأنا إنسانْ..حياتي نصفها خوفٌ، ونصفُ مماتيَ اطمئنانْمتى سأموتُ كي أحظى بنصف الكأس؟ لستُ أريده ملآنْفيكفي ما شربتُ من الكؤوس الـ.. ملؤها قطرانْأنا إنسانْأعيشُ ملذتي بمذلتيومذلتي بملذتيوفي الحالين لم أوجدْ سوى عريانْلأني دائماً إنسانْ؛قديماً قيلْ:(تموتُ الأُسْدُ في الغابات جوعاًولحمُ الضأن تأكله الكلابُ)أنا ضأنٌ، فأين الكلب (لا ديوجين) يأكلني؟أنا أسدٌ (وقلبي لم يكن ريتشاردْ) فأين الغاب كي أُرمى بها ميتاًولا أحدٌ يسائلني:لماذا لم أكن كلباً، أردُّ الذئبَ عن أغنام حكامي؟ولا أحدٌ يؤنبني:لماذا لم أقل شكراً،لأن الحاكم الإنسانَ لم يأمر بإعدامي..فهل حقاً أنا إنسان؟كتاباتي سخافاتٌ، وشِعري كله هذيانْوأفكاري خرافاتٌ، وموضوعي بلا عنوانْوميلادي بلا معنىفلا معنىً لمن مثلي، إذا ما جاء من برجٍ يحبُّ العدلَ – كالميزانْأنا برجي هو الميزانْولكن – يالسوء الحظ – أني دائماً إنسانْعليَّ الواجبُ القوميّْولي..؟ مالي سوى ما قاله الفقهاءُ في التفسير للقرآنْوممنوعٌ بأن أسألْ:لماذا جاءنا رمضانْ؟فيا سُبحانَ يا سُبحانْأنا الإنسانُ، من حقيبحالٍ مثلما حالي..ودنيا مثلما دنيايَ، أن أسألْ:لماذا جئتَ يا رمضانْ..؟لماذا جئتَ في عصرٍ، ليس يُعدِّدُ الأديانْفكلّ الناس قد عادوا –معاً- لعبادة الأوثانْهي الأوثانُ في عصري، بأبهةٍ.. تباركَ خالقٌ رحمنْلماذا جئتَ يا رمضانْ؟أنا إبنٌ لهذا العصرْ..وديني دينُ آبائي،وليس يجوزُ أنْ أختارَ.. ذلك قمةُ العِصيانْ!لماذا جئت؟وكلّ الناس في عصري حزانى دونما أحزانْلماذا جئت؟وكلّ الناس في عصري سهارى دونما أجفانْلماذا جئت؟وكل الناس في عصري:رجالٌ.. كلهم جوعىحريمٌ.. كلهم حرمانْلماذا جئت؟وكلُّ الناس في عصريموتىدونما أكفانْلماذا جئتَ يا رمضان؟
بقلم: فيصل أكرم