

في محطة الإنتظار
مررت خلال الأشهر الماضية بوعكة نالت مني . كنت أتألم على سرير بارد ، بعدما فقدت الأمل ، روحي كشجرة توت تتساقط أوراقها .
حكايتي تحت مجهر الألم وحيدة أخطو في سواد الأرض ، عشت أشهر في عالم الجن الخفي الذي لا يصدق به إلا القلة قال تعالى في كتابه العزيز " وماخلقت’الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات 56 .
وشاء القدر أن ارتدي قميص التعاسة أشهر طويلة . السواد غطى كل شيء حتى ابتلع النجوم البراقة ، ليحفر في روحي مأساة لا يشعر بها إلا من ذاق مرارتها .
وحيدة أبكي من شدة الأعراض التي نالت من جسدي وروحي ، كان القرآن الكريم أنيسي والدرع الذي احتمي به من أذى الشياطين .
الغيم ملأ رئتيّ ، روحي غرقت في مستنقع عبث المشعوذين القساة وبقيت أسيرة المرض والعذاب .
قال تعالى في كتابه العزيز " إن الذين اتقوا إذ مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف 201 .
أيام مرة عشتها تحت مقلصة العذاب ، شيطان خفي مسلط يعبث بحواسي ينفث بداخلي الذعر والمرض ، تبدلت خارطة حياتي العالم أصبح داكنا كالقهوة .
التفاصيل المؤلمة :
الخوف تدلى على صدري ، اليأس بلغ ذروته ، صوتي المرتجف الكابوس المتكرر ، الأبواب الموصدة خلفها حكايتي .
كل شيء معتم .
أقف بقدم واحد عبثا انفض الغبار .
البكاء والدعاء لازما معاناتي طيلة المدة ، ذاكرتي ملبدة بالجليد ، وحزن يجثو على ركبتيه أمامي .
لطف الله تعالى ودعاء أمي الرؤوم واخوتي كانت السحابة التي هطلت على روحي .
الحمد لله الذي ابتلاني أدعوه أن يصرف عني هذا الكرب ويمنحني الصبر حتى اجتاز هذه المحنة ، ولا زلت بلا حقيبة في محطة الإنتظار .