الجمعة ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم محمد فتحي حرب

قَمَرٌ عَلَىٰ طُوْفَانِ الْأَقْصَىٰ

أَمْشِي وَمِنْ أَلِفِي أَسِيْرُ لِيَائِهَا
بِاسْمِ السَّمَاءِ أَجِيْءُ بِاسْمِ سَمَائِهَا
فِي الْبَدْءِ "أَرْضُ اللَّٰهِ" "كَنْعَانِيَّةٌ"
شَمْسٌ عَلَىٰ الدُّنْيَا بِكُلِّ بَهَائِهَا
عَرَبِيَّةُ الْعَيْنَيْنِ "أَعْرَابِيَّةٌ"
حَوْرَاءُ كَالْفِرْدَوْسِ فِي حَوْرَائِهَا
"اَلْأَرْضُ" مِنْ أَجْدَادِهَا وَ"الْكَوْنُ" مِنْ
أَحْفَادِهَا وَ"الْقُدْسُ" مِنْ أَسْمَائِهَا
"اَلْقُدْسُ" أُمُّ الْحُبِّ أُمُّ حَبِيْبَتِي
أَنَا وَ"الْمَسِيْحُ الْحَيُّ" مِنْ أَبْنَائِهَا
"اَلْقُدْسُ" بِنْتُ الْكُبْرِيَاءِ مَدِيْنَةٌ
وَرِثَتْ صُمُوْدَ "الْأَرْضِ" عَنْ آبَائِهَا
"اَلْقُدْسُ" قَافِيَةُ الْوُجُوْدِ قَصِيْدَةٌ
كَوْنِيَّةٌ تَمْشِي إِلَىٰ شُعَرَائِهَا
أَمْشِي إِلَىٰ ’الْقُدْسِ الْعَتِيْقَةِ" -طَاهِرًا-
كَالْأَنْبِيَاءِ أَسِيْرُ فِي أَحْيَائِهَا
اَلْأَبْجَدِيَّةُ أَحْرُفٌ عَرَبِيَّةٌ
تَتَكَلَّمُ الْفُصْحَىٰ حُرُوْفُ هِجَائِهَا
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِدَ الْكِتَابُ حُرُوْفَهُ
كَانَ "الْحَوَارِيُّوْنَ" مِنْ قُرَّائِهَا
فِي "الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ" تُصَلِّي كَعْبَةٌ
فِي "الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ" فَجْرُ "قُبَائِهَا"
سَجَدَتْ إِلَىٰ "الرَّحْمٰنِ" -جَلَّ جَلَالُهُ-
كَي يَرْكَعَ "الطَّاغُوْتُ" عِنْدَ حِذَائِهَا
كُوْفِيَّةُ "الْأَقْصَىٰ" سَمَاءُ هُوِيَّتِي
شَالُ "الْفِلَسْطِيْنِيِّ" شَمْسُ رِدَائِهَا
حُبْلَىٰ بِقَافِيَةِ الرِّجَالِ قَصِيْدَتِي
يَتَنَاسَلُ الْأَبْطَالُ مِنْ أَحْشَائِهَا
إِنْ لَمْ يَلِدْ رَحِمُ النِّسَاءِ رُجُوْلَةً
مَنْ ذَا يُدَافِعُ عَنْ مَحِيْضِ نِسَائِهَا؟!
أَمْضِي إِلَىٰ "أَقْصَىٰ الْحَنِيْنِ" يَقُوْدُنِي
قَلْبِي إِلَىٰ أُمٍّ بِلَا عَذْرَائِهَا
آتٍ إِلَىٰ الْأَيَّامِ لَا نَهْرٌ مَعِي
لِيَ شَجْرَةُ الزَّيْتُوْنِ فِي صَحْرَائِهَا
لِيَ بَحْرُ "غَزَّةَ" مَا تَزَالُ سَفِيْنَتِي
يَتَدَفَّقُ "الطُّوْفَانُ" فِي أَرْجَائِهَا
لِيَ فِي عُيُوْنِ "الْقُدْسِ" أَلْفُ مَنِيَّةٍ
لَا أَبْرَحُ "الْأَقْصَىٰ" قُبَيْلَ قَضَائِهَا
أَحْكِي إِلَىٰ "أُمِّي" بِقَلْب نَّازِفٍ
عَنْ طِفْلَةٍ مَنْذُوْرَةٍ لِشِوَائِهَا
عَنْ رَأْسِ طِفْلٍ عَنْ مَغَازِلِ دُمْيَةٍ
تَلْهُو خُيُوْطُ الْمَوْتِ فَوْقَ دِمَائِهَا
عَنْ قَرْيَةٍ عَزْلَاءَ صَارَتْ أَدْمُعًا
كَمَدِيْنَةٍ تَبْكِي عَلَىٰ بَنَّائِهَا
عَنْ طَائِرَاتٍ عَنْ مَدَافِعِ قَاتِلٍ
يَتَطَايَرُ الْأَطْفَالُ فِي أَجْوَائِهَا
عَنْ بَرْبَرِيَّةِ قَاتِلٍ مُتَوَحِّشٍ
يَمْشِي كَـ "هُولَاكُو" عَلَىٰ أَشْلَائِهَا
عَن نَّازِحِيْنَ عَلَىٰ حُدُوْدِ بِلَادِهِمْ
عَن لَآجِئِيْنَ إِلَىٰ خِيَامِ عَرَائِهَا
جَرْحَىٰ تُضَمِّدُهُمْ جِرَاحُ قُلُوْبِهِمْ
مِثْلَ الْمَشَافِي تَسْتَجِيْرُ بِدَائِهَا
أَسْرَىٰ كَأَنَّ سَمَاءَهُمْ زِنْزَانَةٌ
تَتَحَرَّرُ الْأَقْمَارُ فِي سُجَنَائِهَا
أَحْيَاءُ مَفْقُوْدُوْنَ -دُوْنَ مَنَازِلٍ-
يَتَقَاسَمُوْنَ الْمَوْتَ تَحْتَ بِنَائِهَا
قَرْنٌ مِنَ "التَّهْجِيْرِ" ثَمَّةَ "نَكْبَةٌ"
أُخْرَىٰ تَعُوْدُ بِنَا إِلَىٰ "نَكْبَائِهَا"
عَصْرٌ مِنَ "التَّطْهِيْرِ" أَيَّةُ أُمَّةٍ
لَا يَنْتَهِي التَّارِيْخُ عَنْ إِفْنَائِهَا؟!
إِنَّ "الْإِبَادَةَ" -يَا أَبِي- أَبَدِيَّةٌ
إِنَّ الضَّحَايَا هُمْ شُهُوْدُ فَنَائِهَا
لَسْنَا دُعَاةً لِلْحِدَادِ وَإِنَّمَا
نَلْقَىٰ الْمَنَايَا فِي بُيُوْتِ عَزَائِهَا
تَمْشِي "الْكَتَائِبُ" مِثْلَ فَجْرٍ أَزْرَقٍ
تَعْلُو كَأَنَّ الشَّمْسَ تَحْتَ لِوَائِهَا
أُسْطُوْرَةُ "السِّنْوَارِ" تَحْيَا بِاسْمِهِ
"يَحْيَىٰ": "الشَّهِيْدُ الْحَيُّ" فِي "شُهَدَائِهَا"
شَرَفُ "الْمُقَاوِمِ" أَنَّ يُعَلِّمَ أُمَّةً
أَنَّ الذِّئَابَ تَمُوْتُ دُوْنَ عُوَائِهَا
أَنَّ الشَّجَاعَةَ لَا تُسَالِمُ خَائِفًا
لَوْ صَافَحَتْ يَدُهَا يَدَي جُبَنَائِهَا
أَنَّ الْحَيَاةَ مَسَافَةٌ صِفْرِيَّةٌ
 نَحْوَ الْخُلُوْدِ- رَهِيْنَةٌ بِإِبَائِهَا
أَنَّ الصَّبَاحَ "الْمَقْدِسِيَّ" مَدِيْنَةٌ
"غَزِّيَّةٌ" خَرَجَتْ عَلَىٰ ظَلْمَائِهَا
أَنَّ النُّجُوْمَ هِيَ الَّتِي تَخْتَارُنَا
مَا لَمْ نُسَاوِمْ رَاجِمَاتِ ضِيَائِهَا
أَنَّ الزَّمَانَ يَمُرُّ -دُوْنَ هَوَادَةٍ-
كَقَذَائِفِ "الْيَاسِيْنِ" عِنْدَ مَضَائِهَا
أَنَّ الْبِلَادَ هِيَ الْبِلَادُ بَعِيْدَةٌ
وَقَرِيْبَةٌ كَجِيَاعِهَا وَظِمَائِهَا
أَنَّ الْمَنَافِيَ لَا تُحَاوِرُ وَرْدَةً
لِتُجَادِلَ الْأَشْوَاكُ عَنْ غُرَبَائِهَا
أَنَّ الدِّمَاءَ تَسِيْلُ "أُرْدُنِّيَّةً"
كَي يَخْرُجَ "الطُّوْفَانُ" مِنْ "بَتْرَائِهَا"
أَنَّ الْفَتَىٰ الْعَرَبِيَّ فِي "لُبْنَانِهِ"
يَخْتَالُ مُنْتَصِرًا عَلَىٰ أَعْدَائِهَا
أَنَّ الشُّمُوْسَ مَسِيْرَةٌ "سُوْرِيَّةٌ"
 فَجْرًا- تَمُرُّ "دِمَشْقُ" مِنْ "شَهْبَائِهَا"
أَنَّ "الْيَمَانِيِّيْنَ" آسَادُ الْوَغَىٰ
يَأْتُوْنَ "كَالطُّوْفَانِ" مِنْ "صَنْعَائِهَا"
أَنَّ الْمَصِيْرَ يَصِيْرُ مِنْ "مِصْرَ" الَّتِي
وَقَفَتْ وُقُوْفَ "الطُّوْرِ" فِي "سَيْنَائِهَا"
"اَلْقُدْسُ" عَذْرَاءُ الزَّمَانِ وَحِيْدَةٌ
عَجَزَتْ بَنَاتُ الدَّهْرِ عَنْ أَكْفَائِهَا
مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الْمَاءُ -دُوْنَ غَمَامَةٍ-؟!
مِنْ صَخْرَةِ "الْمِعْرَاجِ" مِنْ "إِسْرَائِهَا"
أَمْشِي إِلَىٰ "الْأَقْصَىٰ الْأَسِيْرِ" وَلَمْ أَزَلْ
أَمْشِي وَمِنْ أَلِفِي أَسِيْرُ لِيَائِهَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى