الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بقلم ناصر ثابت

لو تنفع الكلمات

قلماً وقِرطاساً بربكِ هاتي
إني سأبحرُ في مكامنِ ذاتي
وسأكتبُ الكلماتِ فوقَ مدامعي
وعلى عيونِ الليلِ في الظُلُماتِ
"ماذا ستكتبُ؟"، قلتُ:"هذي فرصتي
لأعيدَ بثَّ الروحِ في الثوراتِ"
سأخطُّ:"يا عربيُّ إضربْ وانتفضْ
مرغْ وجوهَ جَحافلٍ وغُزاةِ"
قالتْ:"كلامُك رائعٌ لكنه
يأتي كمثلِ الطعنِ في الأمواتِ"
فصرختُ:"كيف؟ وفي العراق طفولةٌ
ديستْ على الآفاقِِ والطُرقاتِ
ومآذنٌ قُتلتْ لأنَّ شفاهَها
قالتْ كلاماً رائعَ الآياتِ
قالتْ:"بربكَ، ليسَ في أوطانِنا
من يسمعُ الأشعارَ والدعواتِ
فالكلُّ مشغولٌ برقصٍ داعرٍ
بالركضِ خلفَ العُهرِ والحَفلاتِ
أنظر إليهم يضحكونَ بلاهةً
ويخدِّرونَ عُقولَهم بالقاتِ
أنظر إليهم يعبثونَ ويَمرحونَ
وأرضُهم مذعورةُ الخُطُواتِ
بغدادُ يحرِقُها التتارُ مجدداً
والقدسُ تذرفُ كالدمِ العَبَراتِ
لو تنفعُ الكلماتُ في إيقاظهم
لاستيقظوا من شِدَّةِ الضَرَباتِ"
أقسمتُ:"سوفَ أقولُ شِعراً غاضِباً
كالصُّور يُنفخُ آخرَ الأوقاتِ "
قالتْ:"رويدكَ، هلْ سمعتَ بأمةٍ
فتحتْ لقاتِلِها ثرى الجَبهاتِ
أعطتْه كلَّ حدودِها وقلوعِها
والسيفَ والبترولَ والصَهَواتِ
أبناؤها يتواطئونَ بخِسَّةٍ
أو يدفنونَ رؤوسهمْ بسُباتِ
إن قلتَ لي:"وجنودُهم؟"، أبكيتني
لم يعرفوا الإقدامَ من سنواتِ
أو قلتَ لي:"إعلامُهم؟"، أضحكتني
متخاذلٌ بالعُهرِ والشَهواتِ
إما يوجهُ للأمير صلاتَه
أو للتي سحرتهُ بالرَّقَصاتِ "
هذا إذن وضعُ البلادِ وأهلِها
مَنْ زوَّدوا التاريخَ بالعَظماتِ
الناسُ مهزومونَ من أعماقِهم
وقلوبُهم تكتظُّ بالحَسراتِ
فبكيتُ من ألمٍ يقطِّعُ أضلُعي
وسألتُ ربيَ لطفَ ما هو آتِ
سأقولُ للأطفالِ أنتم عزوتي
أنتم جنودُ الحقِّ في الساحاتِ
لا تتبعونا، إننا أفيونكم
نُهدي إليكم أتفهَ العاداتِ
إني أرى في روحِكم ناراً على
رأسِ العدوِّ، فأقدموا بثباتِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى