الاثنين ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم
مزمور لداود
لِداودَ مَزمورُ مَوتٍإمامُ الغِناءِوَهُدنَةُ جُرحٍلِنَرتِقَ ما قَد أَضاءَ الحَليبُ بِأَجسادِنامُنذُ فَتحٍلِنَغسِلَ أَسماءَنا مِن غُبارِ الحَديدِوَأَضغاثِ رُمحٍوَعِريِ الزُّجاجِ الَّذي كانَ يَفضَحُ فيناحُدودَ الجَسَدْلِداودَ ما كانَ هذا البَلَدْفَكيفَ أَضاعَت بَقايا المَدينَةِ تَحتَ الرُّكامِ :رُفاةَ العِظامِوَأَشلاءَناوَالفِطامَوَميقاتَناوَالمَدينَةَ يَثرِبَوَالغارَوالدّارَوَالعادِياتِوَجُرحاً يُجَلِّلُ هذا الأَبَدْ؟لِداودَ ما كانَ هذا البَلَدْكُراتُ الدِّماءِ الَّتي كَرَّسَت مُنذُ سِتّينَ حَرباًبَياضَ دِمائيوَسِتّينَ مَوتاًغَداةَ انكِسارِ الظِّلالِ عَلى حِكمَةٍ أَنكَرَتنيسَنابِلُ كَفّي الَّتي أُحرِقَت في الخَفاءِشَظايا المَرايا الَّتي قَسَّمَت قَوسَ وَجهي زَواياوَأَحمَدُ – بَعضُ انكِسارِ الهَديلِ –قَتيلٌ إذا الشَّمسُ مالَت يَميلُ عَليَّنَزيفاً يُلاحِقُ أَشتالَ زَهرِ البَنَفسَجِ في جَسَديكُلُّها أَنكَرَتني!أَنا لَستُ أَحمَدَلَستُ التُّرابَ الَّذي كانَ يَشرَبُ في الصَّمتِدَمعَ الرِّجالِ وَراءَ الجَنازَةِلَستُ الخَرابَ الَّذي كانَ يُزهِرُ في المَوتِبَعدَ انفِجارِ القِيامَةِلَستُ المَسيحَ عَلى سُلَّمٍ مِن حَديدِ الصَّليبِلأَصعَدَ نَحوَ التِقاءِ المَكانِ بِجَذرِ الزَّمانِوَأَغسِلَ جُرحي مِنَ الرِّجسِ وَاليَأسِلَستُ أَنا ذلِكَ المُستَعارَ مِنَ الظِلِّ حيناًوَحيناً مِنَ الشَّمسِكَيفَ إذَن أَلمَسُ اليَومَ جُرحي بإصبَعِ كَفّي؟وَكيفَ إذَن لا أُصَدِّقُ أَنّيأَضَعتُ الحَقيقَةَ في سَيلِ نَزفي؟وَكيفَ أُصَدِّقُ تاريخَ جُرحي الَّذيكَتَبَتهُ يَداكَ بِدَمعيعَلى عَظمِ ضِرسي؟وَكيفَ أَرُدُّ الحَكايا الَّتي راوَدَت شاهِدَينِعَن امرَأَةٍ يَومَ زَحفي؟وَكيفَ أُصَدِّقُ أَنَّ المَدينَةَ يَثرِبَقَد قايَضَت بالرَّغيفِ جَدائِلَها بَعدَ سَيفي؟وَكيفَ أُصَدِّقُ نوحاً وَطوفانَ ماءٍوَلوطاً، وَموسى، وَيوسُفَ؟كَيفَ أُصَدِّقُ أَنَّ البِلادَ الَّتي لَم تَبِعني زَبَدْ؟وَأَنَّ لِداودَ هذا البَلَدْ؟وَما كانَ يَوماً عَلامَةَ عِتقيوما كانَت الأَرضُ غَيرَ ابتِهالٍيُؤَلِّفُ بَينَ السَّماءِ وَبَينيوَما كُنتُ إلاّ هَديلَ الحَمامِ عَلى ساعِدينِوَرَجعَ الكَلامِ عَلى ضِفَّتينِوَحُزنَ المُحارِبِ بَينَ اشتِباكينِوَقعَ التَّرَدُّدِهَمسَ التَّشَهُّدِعِريَ الفَريسَةِ بَينَ صَلاتينِكَيفَ إذَن سَأُصَدِّقُ أَنَّ المَسافَةَما بَينَ صَمتي وَصَمتي بِلادٌ بِقَرنينِ؟أَنَّ بِوُسعِيَ أَن أَستَميحَ الضَّحيَّةَ عُذريوَأُعلِنَ حُزنَ الظِباءِوَأَشرَبَ نَخبَ السَّبيَّةِ أُمّي بِكَفيَّدونَ الرُّجوعَ إلى ضِلعِ آدَمَ يَوماًوَدِرعٍ لِداودَمِن زَرَدٍ يَلبَسُ العَظمَ مِثلَ اللُّحاءِ؟وَسِبطٍمَضى بَينَ مَوتٍ وَموتٍوَفي كَفِّهِ حُزمَةٌ مِن دِمائي؟........................................................................عُواءٌوَلَم يَبقَ غَيرُ الثُّغاءِوَعُكّازُ داودَ إرثٌيَدُقُّ المَدينَةَ باباً فَباباًفَلا تَستَجيبُ سِوى لَعنَةٍ من سُحاقِ دِمائيمَعَ الرُّوحِ وَقفِ الجَسَدْوَهذا البَلَدْ!لِداودَ ما كانَ هذا البَلَدْ؟لِداودَ ما كانَ هذا البَلَدْ؟