وحدي بجوف الأسى
عمَّا أعاني من الأشوقِ بالبَيْنِ
«عن تربِ أرضي» سألتُ اللهَ يقصيني
تهمي دموعي على خديَّ موقظةً
حنينَ قلبٍ بنارِ الشوقِ يكويني
ولهفُ روحي إلى الأحبابِ يدفعُني
لكلِّ دربٍ بهِ الذكرى تناديني
في عمقِ أوديةٍ، ظلماء موحشةٍ
أمشي على فزعٍ، والعزمُ يجفوني
وحدي بجوف الأسى والضيقُ ينهشُني
أمِّي- أنادي أبي، أختي، أغيثوني
يضيع صوتي بصوتِ الرِّيح مختنقًا
والبردُ يلفحُني، والسُّهدُ يضنيني
ويهربُ الصبرُ والأوهامُ تقذفُني
في لجةِ الخوفِ، والظلمْاتُ تعميني
والرُّوحُ تسعى بيأسٍ كي تفارقَني
فراقَ رِفقٍ به للموتِ تشريني
أجثو بعصفِ الرؤى، والصمت يرعبُنيي
والدَّمعُ يغرقُني، والرُّوحُ تبكيني
آهٍ أيا روح هل تبكين خائفةً
أم ذاك دمعٌ همي في حفلِ تأبيني؟
أطيرُ بالرُّوحِ عليِّ ألتقي أملا
ممنْ بظلٍ أتى وهمًا بتوهينِ
ويطلعُ الفجرُ والعينانِ ساهرةٌ
والبدرُ يغفو ولا طيفٌ يحييني
وتغربُ الشمسُ والدمعاتُ تصحبُني
حتى الشروقِ بأحزاني تلاقيني
أواهُ من غربةٍ أرختْ ستائرَها
على زمانٍ به الذكرى تواسيني