الثلاثاء ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
هوية القصة المحلية
بقلم حسن الشيخ

وعزوف النقاد العرب عن الحكايات السعودية

ما زالت العديد من الدراسات النقدية تبحث عن هوية وملامح الفن القصصي المحلي من ناحيتي الشكل والمضمون، اللتين يميزانه عن غيره من مجمل الفن القصصي في عالمنا العربي، ولعل من أبرز من كتب عن القصة القصيرة والرواية المحلية: الدكتور منصور الحازمي، والدكتور نصر محمد عباس، والدكتور طلعت صبح السيد، والدكتور يوسف نوفل، والدكتور محمد الشنقيطي.. وجلّهم ممن حاول تأسيس هوية محددة لهذا الفن القصصي.

إلا أن معظم هؤلاء الكتاب وقفوا من القصة القصيرة موقفاً سلبياً من خلال تناول تلك التجارب القصصية، ولا نعني بذلك الموقف السلبي، ذلك الموقف العدائي من القصة والقصاصين، إنما هو ذلك التناول الجزئي في دراسة القصة نقدياً، وإذا استثنينا بعض هؤلاء، فإن من كتب عن القصة لم ير فيها إلا بعدها التاريخي فقط، لذلك فقد تناولها كمؤرخ ولم يتناولها كناقد، والبعض الآخر تناولها بعد أن نسفوا – في مقدمات كتبهم – هوية القصة المحلية، وجذورها، ومصداقيتها، وتبرير هؤلاء أن القصة بشكلها الفني الحديث ما هي إلا تقليد أعمى للفن القصصي الغربي.. لذلك فقصصنا المحلية لا تعبر عن واقعنا الاجتماعي المعيشي ولا تعكس ثقافتنا ولا هويتنا، وبالرغم من أن هذه المداخلة لا تخلو من الصحة إلا أنها نظرة نقدية متطرفة تجاه القصة القصيرة وروادها.

أما البعض الآخر من النقاد.. فإنهم انزلقوا بإفراطهم في تناول هذا الفن، وتوجهوا للأفراد من قصاصينا وكالوا لهم المديح والثناء دون حساب، وإذا كنا في الوقت ذاته نقدر تجارب هؤلاء القصاصين وأصالة عطائهم.. إلا أن جانب المديح والإطراء فاق جانب النقد الفني النزيه عند تناول مجموعاتهم القصصية.

إلا أن هناك قلة من نقادنا المحليين ونقاد العرب المقيمين في ضيافتنا بقيت صامتة حيال الحركة القصصية المحلية، وإذا تحدث البعض من هؤلاء فحديثه ينصب على تقويم التجربة الشعرية المحلية ولا يتطرق للفن القصصي، إما خوفاً أو تحرجاً أو مجاملة.. لبعض كتاب القصة، إلا أن التشاغل هو أكثر الأعذار التي يبديها هؤلاء حيال صمتهم عن تناول تجربتنا القصصية، علماً أن ساحتنا المحلية هي بحاجة ماسة لرأي نقادنا الكبار لتحديد مسارنا القصصي من الجانب النقدي لا لتحديده من الجانب الإبداعي، فحرية الإبداع مكفولة وهي حق للأديب لا للنقاد، كما إننا بحاجة لهؤلاء النقاد الكبار لرسم ملامح وهوية الفن القصصي دون مجاملة لأحد وتحديد موقعه الصحيح على خريطة العالم العربي الإبداعية، وتسليط الضوء على نقاط الضعف فيه وانحرافاته ومشاكله.. حتى يمكن حلها بأسلوب موضوعي بعيداً عن الانفعال والارتجالية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى