

يا لألسنة اللهب!!
لا شيء ينفع وقد مرت خمس وستون سنة على النكبة غير ألسنة اللهب!!
إليك كتبت أغنيتيوناديت الرمال الوالهات أسى عليكِإليك مشيتُ أحمل قصتيوبها أغنّيعائدا أستعطف الرحمات من جفنيكِوأنبش بين أضلاع الهوىأشجان نكبتك التي صارت ظلالاوارفاتٍ، وقد شمخت لديكِإليك كتبت أغنيتيإليك رسمت مأساتيعليك ذرفتُأم من فيض عينيكِالقلوبُ تحرقت بؤسا عليكِولهى بصلبك في الدروب الضائعاتإلى صحراء فكرتنافأصبحت السبية في زمن انقراض السبيِفانسلّتْ خيوط الليل تنسج بيتها فيك.<
شمال قريتناتناثر حلم بهجتنا الحزينْفذابت في جنون الريحوانتقم الهباء لنفسهوكانت الأغرابُ والآهات والأحزانُ من ترتيل سيدهاتدثر حيةترعرعهاتربيهافتلعقها دماناتلك الحوادث أنبت زرعايبادلنا العداوةَوالشقاوةُوالتلاشي في الغبار تجمعتتبكي عليكِغدت جوعى مغالق بيتنانامت مع التذكار،يعلوها الحنين.قد أنقذت سغبَ المذلة فينابطاقات المؤونة والخيام.وأسلمتنا للضياعومات الليل والخبز المغمس بالعذابفي عين مريمنا التي كانتتسائل أمها:"أماه إني قد سألتكوانتظرتفما أرى غير الدموعْأماه هيا أخبرينيكيف انطفت تلك الشموعْأماه إني قد سألتكفرحة مرجوة من بين تذكار الحبيبةفاحتملت بها الضلوعأماه،أماه الغرام لنا صديقمنذ كنا في الربوعْما لي أرى قسمت وجهكقد تخددها الخشوعأماه قد مرت سنين العمر ظالعةتتبعها الردىمفروشة أكفانهيصطادنا، وحشاً غريبا طبعهرفض الخضوعْأماه، هذا دمع عيني راجيا:يا ليتني كنت التراب ولا أرىأشباح طيفك تنخر العظم الذيأوهى قوادمه التذلل والخشوعْ"إليك كتبت أغنيتيوأحزانيوجالست المخيم والمدينة والقرىوجالست العجوز التي صارتبطلعة شمسهاتروي التفاصيل المثيرةوالطريفة في عيون الآخرينإليك كتبت أسفار الهوىمعتقة الخمور بأنة الوجع الأليموماذا بعد يا سر التحوللنا الحزن المصفى والتشردوالتحلي بالمرارة ضد إعلان السفورواستعار الوزن عادتهبرتل من عبارات الثعالبفاغتالت قصيدتنا السروروأسلمتنا قوافينا إلى صور التجردوالبلاهة والنفورهل أيها الشعراء – غادر جمعكمأطلال قريتنا المهدمة الزوايا والجسورأم ماتت الدنيا بعيني نائمطابت لغفوته المنامةبين أحضان الخصورهيا انهضوا وتعلموا كيف القراءةفي سطور الفجرِ،مزهو الحضورهدموا البيوتوشردوناجرعونا ذلهمفتناثرت أعشاشنا بيد الجوارحواعتلاها طيف بسمتها الغروروتحصنت في حينها كل الفوارسوالخيل ما عادت ليعرفها الضموروالماضيات مع البيارق نكستواجتاحها خجل يجرجرهاإلى سفح الظهور!!شكرا لأفعال لا يعتريها النقصأو يداخلها القصور!!حاشاكمُأنتم فعلتم شؤمها؟!!وتبجحت قالت:"هنا صقر العروبة، تدعمه النسور"أين يا أنتمْقوافيكم، معاولكمْأين أنتم والصقورْهل هاجرت تلك النسورْهل تركتم عذركم يبكيعلى من كانت الدنيا له دنيا!!ضاعت بلاد، وضاع الناس فيهاوتفرحون، وتمرحونوتسكرون، وتأكلون، وتلبسونوتسهرون، تبذرونوبالنساء تدغدغوننبني المهابة في متون الريحِفتأتي الريحُتحملكم إلينا شبه كرسي خليعْفتشردونونكتب عنكمُ المديح الشريف لذاتكمبذواتنا تتصرفونْوبعد فإنكم:تجربون تخاذلون تسالمونوتندبون فتضحكونضاعت عراقة مجدكمفتطبلونآه على زمن له شكل التماهيوالتجرد والجنون
إليك كتبت أغنيتيفاشتعلت حروف الذكرياتوصارت كالدخانتجوب عمق النفس تنخر قلبهاوتحز عظما قد تكسروتلون اللوحات، بالدمع الذيقد ساكبته يد المنونوالليلة الليلاء ودعها الصباحبرائحة المشانقانتظرت بزوغ نجم حارقأو شمسنا تأتي بها الريحُلا من الشرق الغروربل انتظرت شروق نجمتنامن رحم قريتنا المصابة بالجنونْهذا الزمان منافقإلاك أنت ابن التشردوالتصعلك والسجونأنت الفلسطينيُّ هدي حجيجهموفداء كل غانية كعوب!!خمسونَ، بل ستونَ، بل سبعينَ،والحزن مثل الحزن يُبرق في العقولْماذا ستحملُ بعدها؟أتقيم أود حنينها؟تهددها؟تناجيها؟تبادلها الغرام والابتعاد؟وتنظر شأو بارقة تغازلها؟وتحملها كما قد حاملتك قصيدةوتحط معهامن محطات الفرارإلى محطات الردى؟ماذا ستحملُ بعدها؟يا بؤس ليل طال في زمن خؤونْ!!أنت الفلسطيني فاعرف يا أساكعلى الفراقفراق خيمتك التي قدساكنتكوآكلتكواحتمتك من القصوروأخرجتك من البلاد إلى البلادإلى المتاهات الطويلة والقبورْواكتفيت بما تجود به الخطبْوالخيمةِ البلهاء في حر اللهبْ.فتذكرْ ...أن الحسام بجسمك الغض احتربْوالملهمونَ بكل موقعة حطبْلا تنتظر إلا القيامة في سيولتقلع الأوتادْولتغرس بصوتك أنت ما يأتيورتل مع سواعدك الفتية:يا لألسنة اللهب! يا لألسنة اللهب!!