الجمعة ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم
حلاوة في غرفة قذرة
في غرفة قذرة كحاوية قمامة تجتمع فيها القطط المتشردةلا وجه للسكون المطلقكل ما في الغرفةوكل ما يُقال عن مدينة أصبحت متحفاً للجريمةوعن الحزن المطلق كوجه أبي حين لا يحلق ذقنه !لم نرث شيئاً منك يا جدّيسوى بصراً ضعيفاًتحسب من بعيد قطعان الذئاب جبالاً !ولم تكن أمّي تدعو لي سوى بالحياة الحلوةوعروس حلوةالأسنان المسوسة يا أمي لا تقترب من السكر !في تلك الغرفة القذرةالكتب مغلقة والنوافذكل النوافذ مفتوحة كي تمد السماء عنقها كالزرافةالتجاعيد تملأ وجه السماءكما كان الأزرق يملأ وجه القريةالقرية البعيدةكتلك الحلوى التي ينظر إليها ابن البقالولا يتجرأ أن يتذوقها !تمر كؤوس الشاي وفدام الذاكرة الصدئيعجن كل شوائب الحزنفي الغرفة القذرةلا مرضى سكريوعلب الحلاوة عشاء كل المساء !يقول صديقي الحلو عندما يحن إلى ابنة جيرانه الحلوةوالوطن الحلوفي الغرفة القذرة كحاوبة قمامة :نحن من يعتني بالأزهار والحقولونصنع الوسائد والأرائكوهم كالعشب الممتد بدون أي جهديبلعون كل المطر !