الجمعة ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧

أحمد المديني وكتابة المختلف

بقلم : شريشي لمعاشي

1
في محور (احمد المديني وكتابة المختلف) عقدت شعبة اللغة العربية وادابها بكلية الاداب والعلوم الإنسانية المحمدية يوما دراسيا يوم الأربعاء 11 ابريل 2007 ..انطلاقا من اعتبار احمد المديني واحدا من الذين راكموا تجربة إبداعية لافتة للنظر تتجاذبها ثلاثة عقود من الممارسة الثقافية، إسهاما أكاديميا وانشغالا نقديا ومقاليا ودراسيا وروائيا فشعريا، خولت له أن يلون هذه التجربة بما أمدته به التحاقلات المعرفية والإبداعية المذكورة، وبما أكسبته من خصوصية عروج إلى عوالم ناجمة عن التداخل بين الوطني والعربي و العالمي.

بذلك أمكن لأحمد المديني أن يكتب المختلف في عنفوان تشكيله لتحولات المؤتلف، وأن يكون ذا إسهام في الذهاب بالثقافة المغربية والعربية إلى ملاقاة المحتمل الحداثي.
2

وبعد الجلسة الافتتاحية التي تحدث خلالها مصطفى الشليح عن اللجنة المنظمة وعبد الجواد السقاط عميد الكلية واحمد توبة رئيس شعبة اللغة العربية آدابها انطلقت أشغال الجلسة الصباحية والتي ترأسها الطايع الحذاوي(باحث وأستاذ جامعي) حيث تدخل في البداية إدريس نقوري(ناقد وأستاذ جامعي) في موضوع ( قراءة في الخطاب الروائي المغربي من خلال نمودج احمد المديني) مقاربا السمات والخصائص التي تميز بها خطابه الروائي معتبرا كونها كتابة متمردة ذات لغة عنيفة متوترة تمتح من مخزون الذاكرة ، معجمها من التراث وعنف الواقع الدامي.

وفي بحثه عن هذه الخصائص، لخصها الباحث إدريس نقوري في سبع نقط والتي فصل فيها بالأمثلة من النصوص:

 الرواية والبعد السير ذاتي- الواقعية بأبعادها- الارتباط بفضاء روائي متعين- الموقف والعلاقة مع الغرب- التجريب والإمعان في التجديد- الوعي النقدي داخل الخطاب الروائي- السخرية ووظيفتها.

المداخلة الثانية لسعيد يقطين(ناقد وأستاذ جامعي) بعنوان ( المخدوعون: تأملات سردية) قدم لها بعدد من التساؤلات التي تهم الرواية المغربية والرواية الرقمية وقضايا التجريب والتجديد ليصل إلى البحث في رواية المخدوعون وقد اعتبرها حلقة ضمن المسار الروائي ،ثم خلص إلى استخلاص مجموعة سمات وهى غنى الذاكرة لدى المؤلف والرمزية السياسية ثم توتر الخطاب واللعبة الشكلية الناظمة للتجربة الروائية عند المديني بشكل عام .

في الورقة الثالثة المقدمة خلال الجلسة الصباحية تدخل شعيب حليفي( ناقد وأستاذ جامعي) في موضوع( تحولات التخييل : بحث في التشكل والتكيف ) حيث افتتح كلامه بالحديث عن تشكل النصوص وتكيفها مع الخطابات الأخرى : أدبية أو غير أدبية، ثم انتقل لتعريف التشكل والتكيف وكيفية اشتغالهما داخل النصوص باستمرار...ليباشر التحليل المقارن على نصين روائيين لأحمد المديني وهما أول رواية له( زمن بين الولادة والحلم الصادر) سنة 1976 وبين آخر رواية له بعد ثلاثة عقود ( المخدوعون).

في مقاربته للرواية الأولى تحدث شعيب حليفي عن مجموعة من القضايا التي شكلت دلالات النص بالإضافة إلى الشكل الفني ضمن حوارية انسيابية ، وكيف أن المديني استطاع تكييف خطابات أخرى غير روائية كانت هي المهيمنة( الاختيار الثوري للمهدي بنبركة والتقرير الأيديولوجي لعمر بنجلون )وتقول بالدلالات القريبة من رواية( زمن بين الولادة والحلم) .

كما قارب الباحث رواية (المخدوعون) بالبحث في التشكل والتكيف مستنتجا - من رؤية مقارنة- التطور في خطاب الرؤية وعلى مستوى البناء الفني.

المداخلة الأخيرة في الجلسة الصباحية قدمها عبد اللطيف محفوظ ( ناقد وأستاذ جامعي )حول( المضمر في امرأة العصافير) منطلقا من تقديم عام يرصد أهم العناصر الملفتة في المجموعة القصصية امرأة العصافير ومن بينها احتفاؤها بلغة عامية تنازع اللغة الفصيحة وتسعى إلى تشخيص الواقع الفعلي.

ثم تطرق الباحث إلى سمة أخرى مهيمنة على الشخصيات القصصية في كونها تجئ هادئة أو هائجة ومستسلمة للقدر نحو مصير الخيبة والإحباط.وفي كون قصص المجموعة تتنوع من حيث بناؤها السردي وتوظيفها للضمير المتنوع بين الغائب الذي ساد في النصوص الأولى والمتكلم الذي حضر في القصص الأخيرة.

في ختام مداخلته قدم عبد اللطيف محفوظ تحليلا للمجموعة ككل من خلفية سيميائية انطلاقا من سبع سمات ملفتة ، اعتبرها مداخل لكشف خصوصيات المجموعة وهي : اللغة، بناء السرد ، خواتم القصص،خصوصيات الخطاب،شكل حضور الأشياء،شعرية الالتباس،لعبة الغموض الحكائي في الوضوح الخطابي.

وقد تدخل في هذه الجلسة الصباحية احمد المديني الذي أجاب عن أسئلة الطلبة والحضور مبرزا رؤيته في الكتاية والاختلاف والتعدد.
3

الجلسة الزوالية والتي ترأستها آمنة دهري( باحثة وأستاذة جامعية)وقدمت قراءة في معنى الكتابة عند المديني ومعالم عوالمه الإبداعية. أعطت الكلمة بالتتابع لرشيد بنحدو(ناقد ومترجم) في شهادة حول المديني ناقدا ومبدعا.. في ما قدم محمد السولامي(باحث وأستاذ جامعي) شهادة حول ذكرياته مع الكاتب بفاس خلال نهايات الستينيات بالجامعة.أما مصطفى الشليح(شاعر وأستاذ جامعي) فقد أبدع في شهادة قدم خلالها قصيدة بعنوان (تلك الأندلسية)..ليختتم الكاتب احمد المديني هذا اللقاء ، بدوره ،بشهادة شعرية عبر فيها عن تأملاته في الكتابة والحياة.

بقلم : شريشي لمعاشي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى