السبت ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
إلى بغداد..مدينة التاريخ ..وتاريخ المدينة
بقلم: سالم المساهلي
أمَّ اللغات تضعضعت أركــانيوتبعثرالإيقاع في ألحــــــــانيتتمزق الألفاظ صُلب عبـــارتيوالعِيُّ يعقد عَبرتي ولســــانيأرقٌ على حرق الفؤاد يهــــّدنيويسيل ماء الصبر من شريـانيتترقرق الأوجاع بين جوانــحيوالنار تأكل مهجتي وجَنـــانيعبثا أحاول أن ألمَّ شتاتـــــــــهانفسا تَساقطُ أنفُسا بكيــــــــانييترنَّح التاريخ في أرجـــــــــائناويموج مثل المفرد الحــــيرانقمرٌ يطلّ على الفرات مُشَّـــردايُخفي ويُبدي لوثة السّـــكرانلا شمس في بغداد تمسح حُزنهالا صوت غير قنابل العــدوانهذا هو النبأ العظيم يهــزّناويبيحنا للتّيه والغـــــــــثيانأهلي هناك أَحلَّ سفكُ دمائـهمهتكَ الستوروكشفَ كلّ مُـدانذي فتنة أونكسة أونكــــــــبةأخرى تُعيد الروح للأشــجانكانت فلسطين السبيّة والقضيةوالقصيدةَ ،ها هما إثـــــــنانفتوزّعوا قمم التّفاوض جـدولالتبادُل الطّلقات والشنَـــــــآنيا أمَّة عبثت بجامع عِرضـــــهاوتدحرجت في البئر كالأشطانما كنت أحسب أن أقوم مُشوَّشاأرثي العراق ببالغ الأحـــزانقل للرجال الشمِّ في عليائـهمفضّ العلوج بكارة الإحصــانداسوا على حرم العروبة شهوةًوأشدُّ منه تناغمُ العُربــــــــانيتفيأون النخل ملء شمــــــــاتةتغلي بها الأحقاد من أزمـــانيترجرجون كما القطيـــع تهيُّباوتوجُّسا من هبَّة الجــــــدرانيستوطنون الذعر بين دروعهمعلَّ الرمال تمور في هيـــجانيتصفحون خطى الجياد تطــلُّعالبداية التكوين والعمـــــــــرانهارون كان هنا وكنا مطــــــلعالشمس المضيئة في ذُرىالأكوانذي بابل تلك التي عنوانــــــــهايستنطق التاريخ كـــــــلّ أوانماجت بها العَرَصات حين فُجاءةواستسلمت لمجاهل القُرصـانغص الفُرات بمائه وسمـــــائهلهفاً على المجرى من التّيَهـانبرح المهى أعطاف دجلة نافراياغربة الأمواه والحيـــــــوانفبم التعلل والرفاق تفــــــرقواوتنكر الخلاّن للخـــــــــــلاّنوبم التحجّج والصحـائف أُتلفتومداد وحي الله كالغـــــــدرانقُبرت أدلة وصلنا بنسيــــجناها أننا في التيه للأذقـــــــــانإني رأيت الآن كيف خــــيولناتعدو بلا هدف ولا عنــــــوانورأيت رأي العين كيف جنـودناقد جُرِّدوا إلا من التُّـــــــــبانأُلقوا على وجه التراب كراهــةيا ليتهم لثموه بالأحضـــــــانيا ليتــــــهم ـ والموت فعل لازم ـلم يركنوا في ذلة وهـــــــوانعقّوا الحسين فلا لواء يشــــدّهموتقدَّموا في حِلية القُربــــــانما أكثر الشجعان يوم خطابــــةلكنهم في البأس كالأضعـــــانكم من "يزيد" عاث في أحلامناوأضافنا لحضيرة الغلمـــــانكم مرّث الأيام في أحداقـــــــناوأذاقنا الضرّاء في فنــــجانذهب الذين الوعد صِنْوُ رقابهملايُستباح بباهض الأثــــــمانذهب الذين النارُ نبض قلوبهملايحفلون بجنة الســــــــلطانمن ذا الذي يشفيك بعد ذهابـهميا درّة في معجم البلـــــــدان؟****لولا الملامة قلت ملء حماسـتيما لم يقله الله في الــــــــقرآنلولا الملامة والخلاق وهمـــتيلركبتُ نزق الجن والشيــطانوقرعتُ أجراس الفسوق تمـرُّداوعصفت مثل الريح والطـوفانوحرقتُ رايات النفاق تحــــرّراوكنست كلّ النصب والبهــتانوفقأتُ عين الراصدين تنفــــُّساوهدمت كل مخافر الطــــغيانوهتفتُ في القطعان: يا شرالورىهبُّوا إلى التبشير بالإنســـــانأو فلتعودوا الجاهلية ثانــــــــياويعود شأن الوأد والأوثـــــانولنركب الصحراء خلف "الشنفرى"لكن بغير ملابس الخـــــــذلانولنقتف "العبسي" في كـــرَّاتهلكن بصدق السّر والإعــــلانأو نتبع"الخنســاء"في تعديدهالكن بحرق القلب والأجفــــانبغداد ماج الصّبر في نظراتــهاوبخلتُمُ بالوصل والفرســـــانسقطت نوارسها على أسوارهاوبخلتمُ باللحد والأكفـــــــــان****نقِّل ولاءك حيث شئت فلن ترىغير الذي يُغريك بالإذعـــــانيسقيك ماء النار دون كلالــــــةويريد منك وداعة الحِمـــلانومن الصداقة ما يكون مطيّـــةللذل والتفريط بالمـــــــــجَّانومن العداوة أن تكون مُحـاذراومدافعا عن حرمة الأوطـــانلا خير في الشرّين يُؤمن ظــلّه:حُمم الغزاة ومَخفر الســـجّانمن ذا يصدّق أنهم بجيوشـــهمجاؤوا ببعض مبادئ الإحسان؟كلّ الذي أدريه أن ظلالهملن تُستطاب وليس في الإمكانوسترجع الأيام رغم جموحـــهاويعود طلع البشر للــــــولْدانويفيض عشق الرافدين بيــادراتُغني ،وتفني موسم الحـرمانهذا نشيد الرّوح يطفح وجــــْدهُيشدو هواكِ بألف ألف لســـانهذا انعتاقُ الوصل من سكَراتهأعياه داء الحَبس والكتمـــانيا خيمة الأجداد يامُهــــرالرُّبىإن الذي أضناك قد أضنـــانيلم أبك فقدًا أورثاء أوســدىلكنه الحبّ الذي أبكانــــــــيهذي المواجع لن يغيب صهيلهاستظل نبض الوحي والبرهانهذا هو الدّرَك السحيق وبــــعدهقاع الضياع ودفتر النســـيانهذا هو الفصل الأخير وبـــعدهلن يسمح التاريخ بالغفــــرانأوَّاه يا همم الرّجال توقــــــــَّديجدّي فإن الدّهر في ميَســــانآمنت بالإنسان حرّ ثائــــــــــراوكفرت بالأغلال والقضـبان.
بقلم: سالم المساهلي