الخميس ٣١ تموز (يوليو) ٢٠٢٥
بقلم طارق الحلفي

اقنعة المكائد

وبِلادٍ أيقظتها دَوْرَةُ المَوتِ
وَكُثْبانُ الغِيَابِ
قد دَخَلناها نُعيدُ الذِّكرياتِ
قَد دَخَلناها ومِن بابِ الحَرائِقْ
حينَما طَوّقها اللهُ بِملهاةِ الحُروبِ
فذَبَحنا بِاِسمِهِ أهلنا دُونَ لُهاثٍ
وتَوَضَّأْنا حَصادَ الدَّمِ في كُلّ تَأَنٍّ
وتيَمَّمنا ضُحى قَبلَ الصَّلاةِ
كي نُداني تَرَفَ الرَّحْمَةِ مِن رَحْمِ الرَّمادِ
قَبْلَ أنْ يَرْتَطِمَ الضَّوءُ بِأَهْدابِ الصَّباحِ
وَيَفزّ المَيْتون.

دَوْرَةٌ أخرى سَتَأْتي
بِطَواحينِ المَكائِدْ
دَوْرَة اخرى
يُعادُ المَشْهَدُ المترع بالموتى
ومِن دُونَ ارتيابْ
دَوْرَة اخرى سَتَأْتي
بِمَرَايا الأقنِعةْ
فَنُعاني قَدرًا سُلطانهُ فَيضُ الصّليل
قَدرًا.. يُرْهَنُ ارضًا لِضَياعٍ أَبَدي
قَدرًا.. يَطرُدُنَا بَعْضُ رجالٍ
قَدرًا.. يَحْكُمُنا نِصْفُ رِجالٍ
قَدرًا.. يَهرِبُ مِن بُرْجِ القِيامَةْ
حامِلًا أسماءَنا طَعنةُ عُريٍّ
لصَهيلِ الحَلباتِ
كي نُسَمّي كُلّ إيماءَة يَأْسٍ،
مِهْرَجانًا لِمَسيحٍ كبّلتهُ الفاجعات،
او إزارًا لِشَفِيعٍ تَرتَجيهِ المعجزات.

مَرْجِعًا كَنَّا وَأصْبَحْنا عبيدًا لِلجنودِ القَتَلَةْ
مَرْجِعًا كَنَّا وَأصْبَحْنا خُطامًا في مَزادِ السَّفَلَةْ
مَرْجِعًا كَنَّا وَاِصْبَحْنا هَبابًا
بَعثرتهُ الرّيحُ في فَوْضى مَكِيدَةْ
مَرْجِعًا كَنَّا وَاِصْبَحْنا ظِلالًا لأفولِ الأصدِقاءِ
نَنْقلُ القَوْلَ بِصَمْتٍ وَنُغَنّي بِضَميرِ الغَائِبينَ
فاسْتَكانَتْ خامَةُ المَعنى رَجاءَ الاِخْتِباءِ
خَلف مِيعادِ المَعادِ

كُلمّا رَفّ على البُعْدِ جَناحٌ
اسقَطتهُ الطائِرات


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى