الخميس ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٥
بقلم
السابلة والإنتظار
كانت تنتظرني
فرميتُ لها نصيحتي
فلم تسمعني
لتلملم كلماتي
وتصيغ منها تعويذة
لتحفظها من أعين الحساد
وهي تسير بين أدوية من نارٍ
وخطايا من أجساد
ترواح مكانها
وتنتشر في الأنحاء
لم أعد أنام البتة
لم أعد أستريح
لم اعد أقف عند الباب
لم أعد أحسب لها ألف حساب
لم أعد أنتظر أي ميعاد
لم أعد كما كنت أمس
أنتظر قدوم الشمس
لم اعد أسمع كلماتها
لم أعد اسمع همساتها
لقد رحلت
وغادرت المكان
مكان اللامكان
كي أتنفس الصعداء
وأطير على جناحي العنقاء
أصابتها الغيرة
فظلت الطريق
ولم تعد إلى القرية
كان الرعاة ينتظروها
والسابلة يجهشون بالبكاء
وطلاب المدارس يضربون عن الطعام
ويمزقون أوراق الإنشاء
ويحرقون حقائب المساء
وهم ينتظرونها
أن تعود
حتى وإن كانت ممزقة الصدر
ملطخة بعار الدماء
أصابتها الغيرة
ونست الأسماء
لعلها ماتت
أو غرقت في محيطات بلا ماء