الأربعاء ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم صالح مهدي محمد

الصمت أمام وجهك تأمّلًا

كأنّ وجهي لا يعرف لغته
إلّا حين يصطدم بملامحك،
فأرتدّ إلى صمتٍ يفيض
أكثر من كلّ الكلمات.
الصمت هنا ليس خواءً،
إنّه امتلاء غامض،
مثل نهرٍ لا يُرى جريانه،
لكن ضفافه تترنّح بالندى.

أمامك تتكسّر اللغة كأوانٍ قديمة،
تسقط حروفها على الأرض،
ثم تنهض من رمادها
لتصير ظلالًا تحوم بيننا.

إنّي أتأمّل وجهك
كما يتأمّل الفيلسوف لغز الوجود،
مرّةً يظنّه جوابًا،
ومرّةً يراه سؤالًا أبديًّا
يُخفي في بياضه غابةً من الأسرار.

الصمت أمامك طقسٌ غريب:
أفتح فمي فلا يخرج سوى هواءٍ
يتحوّل في الفراغ إلى مرآة.
هناك، أرى احتمالاتي كلّها
تتزاحم بلا ترتيب،
وأسمع دقاتٍ بعيدة
لا أعرف إن كانت من قلبي
أم من قلب آخر
يسكن خلف عينيك.

أجلس في سكوني،
وأنتظر أن يتكلّم الضوء،
أن يفسّر لي لماذا
كلّ شيء ينهار حين تبتسم،
ولماذا ينهض كلّ ما حولي
حين يطلّ ظلك في خطوتك.

الصمت أمام وجهك
ليس عجزًا،
إنّه سفرٌ داخليّ
نحو مناطق لم تطأها الكلمات،
رحلةٌ يبتلعها الغموض
ثم يعيدها إشراقًا،
كأنّها بداية عالم جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى