الخميس ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦

الفلسطيني الشاعر في مصر

ناصر عطا الله / شاعر فلسطيني مقيم في مدينة غزة

مررنا على غير اعتياد من مرابط الحديد على المعبر الجنوبي في رفح لنلتقي مع الرحب والسعة في فضاءٍ لكون يغيب عنا نحن أبناء فلسطين وإذا ما خرجنا من ضيق المكان حتى ارتبكت خطواتنا في فيض الأماكن وإنها نعمة مقرونة بشكر من دعانا هذه المرة إلى القاهرة كي نحيي يوم الأرض الفلسطينية ، قرب النيل وبجوار طلعت حرب الذي يقف في ميدانه حارساً شجاعاً لعراقة مصر وشعب مصر، في مقر حزب التجمع المصري تجمعّنا نحن شعراء من الضفة الغربية ومن غزة البحرية بعد أن أفشّل الاحتلال الاسرائيلي أي محاولة لتجّمعنا فوق أرضنا الواحدة، وكنا على عناق دائم وطيب مشاعر ُحملتْ بأبرةٍ دقيقةٍ كي تخترق قلوبنا لنشعر بأننا أولاد بلد واحدة والمستحيل الذي خلقه الاحتلال يصبح ممكنا سهلا تصنعه القاهرة الجميلة، القينا قصائدنا المجروحة وضّجت قاعة الاحتفال بالتصفيق وربما بكت بعض النشيطات المصريات في مجال حقوق الإنسان على أم فلسطينية أفنت عمرها انتظارا لعودة ابنها المعتقل في سجون الاحتلال، وربما عُبءَّ صدر كل من حضر بأسى الفلسطيني المتروك لانياب العدو.ولا شيئ غير التمني بيوم الخلاص والحاق النّوار الفلسطيني بحومة الوطن العربي الكبير.

القاهرة احتفلت بنا كما يجب وربما فوق ما يجب وأبناؤها الشعراء والأدباء أخذونا الى أحضانهم أخذ النيل للصحاري، فكنا غاية في السرور والجمال. فشكرا للناشطة والكاتبة الكبيرة فريدة النقاش التي دعتنا الى أيامها القومية الخالدة وشكرا للشاعر الكبير حلمي سالم الذي ناضل من أجلنا وصفق لنا وقبّلنا بوطنيته وقوميته الصادقة، وشكرا لنخلة النيل وشاعرة الإنسانية الجميلة فاطمة ناعوت التي رافقتنا بكل خطواتنا وجعلت من قلبها شراعا أبحرنا بواسطته جماليات مصر وأوصلتنا الى ضفاف الراحة ورونق الحياة، شكرا للأصدقاء المصريين شعراء وكتّاب وفنانين ومهتمين الذين عبّروا عن عروبتهم بأصالة الجوار .

ولنا نحن الذين خرجنا فرادا من فلسطين من الضفة الجميلة التي سمحت للشاعر الرقيق الصديق عبد السلام العطاري ولعبد الناصر صالح بالطيران الى القاهرة محملة إياهما رسالة عاجلة عن اوجاعها وهمومها اليومية فكانت رسالتها قصائد شعر تلقى على مستقبليها بمحبة جمعت المتروك والمهتم به معاً، شكرا لغزة التي سمحت لي ، وللشاعر والناقد المبدع نصر جميل شعث أن نزحف اتجاه القاهرة كي نهتف باسمها ونربط شطري القلب بقصائد التوحّد وإصرار البقاء.شكراً للشاعر الفلسطيني الجميل يزيد ديراوي الذي ترك دراسته من أجل وطنه وجمع اشعاره مع اشعارنا كي نعجّن الهم الفلسطيني ونحضّره خبزا لاهلنا في مصر، شكرا للشاعر السوري الرائع براء عويس الذي علَّ رايته لمحبتنا وظلنا بقلبه الجميل وشاركنا باشعاره اماسينا.

انه الشعر، الوطن الإنساني الواسع لا أقول سماءه أو بحره إنما فضاءه الكبير الذي نسبح فيه بعدالة قضيتنا وشجون ما فينا وبراعة أحلامنا وسنبقى نسبح حتى نصل إلى شواطئ المبتغى.

ناصر عطا الله / شاعر فلسطيني مقيم في مدينة غزة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى