الأحد ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
المخرج حاتم علي:

الملك فاروق تعرض لظلم تاريخي

محمود التركي ـ عن الشرق الأوسط

هو صاحب «صقر قريش» و«ربيع غرناطة» و«ملوك الطوائف» و«التغريبة الفلسطينية» الذي يعتبر أهم مسلسل عربي عالج القضية. وتنتمي معظم أعماله إلى الدراما التاريخية التي يؤمن بضرورة اللجوء اليها للتعبير عن الواقع الذي نعيشه. إنه المخرج السوري حاتم علي، صاحب الاهتمامات المتنوعة في الشعر والادب والتمثيل، والذي تخرج في معهد المسرح السوري في العام 1986. حاتم الذي بدأ منذ أيام قلائل تصوير مسلسل «الملك فاروق» الذي كتبته الدكتورة لميس جابر، يعاني من صعوبات عديدة بدأت منذ الاعلان عن تصديه لإخراج المسلسل، بعد ان استنكر البعض قيام مخرج سوري باخراج عمل تاريخي عن فاروق آخر ملوك مصر.

ووصل الامر ببعض الاقلام إلى اعتبار الاستعانة بحاتم علي نوعا من استكمال الغزو السوري للدراما المصرية، بعد قيام جمال سليمان ببطولة مسلسل حدائق الشيطان، الذي حقق نجاحا كبيرا في رمضان الماضي، بالاضافة إلى تعاقد الفنان السوري أيمن زيدان على بطولة مسلسل جديد. ولا يعلم الكثيرون أن حاتم فكر في الاعتذار عن تصوير العمل بعد تعرضه للكثير من الاقاويل التي وضعت العراقيل في طريق اعداده للمسلسل، ومنها عدم حصوله حتى الآن على تصريح بالتصوير في القصور الملكية التي عاش بها الملك فاروق، إلى جانب رفض السلطات المصرية السماح لفريق الماكياج الايراني الذي تعاقد معه بدخول مصر. «الشرق الأوسط» التقت المخرج حاتم علي في حوار باستوديو الأهرام، حيث يتم تصوير مشاهد مسلسل الملك فاروق الذي يقوم ببطولته الممثل السوري ايضا تيم الحسن ووفاء عامر.

 ما رؤيتك التي تحاول طرحها عن الملك فاروق؟
 أحاول إعادة تقديم شخصية الملك فاروق، الذي يعرفه الكثيرون في مصر والعالم العربي، من دون الكثير من المغالطات التاريخية التي أحاطت بتلك الشخصية، وخاصة في كتب التاريخ التي درسناها. ولهذا سيظهر الملك فاروق منذ صغره وتوليه الملك وهو بعد لم يتعد السابعة عشرة من عمره، حتى رحيله عن مصر في العام 1952 عقب قيام ثورة يوليو.

 ما صحة ما يردده البعض من انك ستقدم فاروق حسب رؤيتك الشخصية؟
 أكيد أن لكل مبدع سينمائي رؤية يحاول توضيحها والتعبير عنها في أعماله الفنية، ولا يوجد عيب في ذلك. فحتى المؤرخ نجده حين يكتب التاريخ ويسجله يصبغ عليه وجهة نظره، مدعومة بما يؤكدها من وثائق ان وجدت. وأنا أؤمن بمقولة ان التاريخ وجهات نظر، خاصة حينما يتعلق الأمر بتناول شخصية تاريخية، وهناك الكثير من الشخصيات التي مازال يثار حولها الجدل حتى الآن. > هل سيقتصر تناولك للمسلسل على شخصية الملك فاروق فقط؟ ـ أي شخصية تتأثر وتؤثر في البيئة المحيطة بها، بما في ذلك شخصيات وأحداث وأماكن. ولهذا سأعمل في مسلسل «الملك فاروق» على إعادة قراءة وتناول شخصيته من خلال استعراض تاريخ مصر في تلك الفترة. بما فيها من شخصيات كانت وثيقة الصلة بفاروق وكان لها أثرها الدرامي على حياته مثل والدته الملكة نازلي وزوجته الأولى الملكة فريدة والنحاس باشا وأحمد حسنين باشا رئيس الديوان ووالده الملك فؤاد وعلي ماهر باشا رئيس الوزارة في ذلك الوقت. كما أن تلك الفترة التاريخية شهدت أحداثاً متعاقبة قلما نجدها في اي فترة أخرى، وبعضها كانت أحداثا مؤسفة، ولا ننسى أن الحياة السياسية بمصر في ذلك الوقت كانت مشتعلة جدا. > ما هو رأيك الشخصي في الملك فاروق؟ ـ في اعتقادي الخاص ان ذلك الشخص وجد نفسه فجأة ملكاً على أكبر بلد عربي، وهو بعد صبي لم يتجاوز عمره 17 عاماً، وأصبح لزاماً عليه أنه يقود السفينة في تلك السن المبكرة والتعامل مع كبار رجال السياسة في الوقت الذي كانت مصر فيه محوراً للعديد من النزاعات والمشاكل العالمية، بالاضافة إلى حياته العائلية التي لم تخل من الصراعات.

وفي رأيي أنه وحتى الآن لم يقدم العمل الفني الذي أعطى لذلك الرجل حقه من حيث التركيز على جوانب شخصيته وصراعاته التي عاشها، بل إن الكثير منها قدم صورة غير صحيحة عن تلك الشخصية التاريخية الرائعة، وبعضها كان كوميديا يقترب من الصورة الكاريكاتورية.

 هل يعني هذا أن المسلسل سيركز على إيجابيات الملك فاروق؟

 المسلسل سيقدم هذه الشخصية بإيجابياتها وسلبياتها فلا نسعى إلى تلميع صورة آخر ملوك مصر والدفاع عنه، فبالتأكيد كانت له أخطاؤه الفادحة التي سيتعرض لها المسلسل، أنا فقط أحاول إعادة قراءة التاريخ. > ما سر عشقك لتقديم الأعمال التاريخية؟ وهل تجد نفسك كفنان بشكل أكبر فيها؟ ـ الأمر ببساطة أنني أجد في الدراما والتاريخ فرصة أكبر لطرح أفكار أكثر جرأة، ولكن ذلك لا يمنع من أنني أستطيع تقديم اعمال من نبض الشارع السوري والعربي، وأنا كفنان لا أحب التصنيف سواء كمخرج أو ممثل لأن الفنان الذي يصنف نفسه ليس فناناً على الإطلاق. > كيف ترى التعاون بينك وبين المؤلفة دكتورة لميس جابر؟ ـ المخرج والمؤلف يجب أن يكون بينهما تعاون كبير ليخرج العمل الفني متكاملاً، فالاثنان يعملان معاً لإنجاز عمل فني جيد، وقد جمعتني جلسات عديدة مع دكتورة لميس لكي تظهر الشخصيات كما نراها.

 ماذا عن اختيار الفنان تيم الحسن لبطولة العمل؟
 تيم الحسن من الفنانين المعروفين بشكل جيد في سوريا، كما قدم العديد من الأدوار المتميزة، وهو فنان صادق في أدائه وقد وجدته الاقرب إلى الشخصية التي أتعامل معها ولهذا أعتقد أن الهجوم الذي تعرض له لم يكن له ما يبرره فلينتظروا ويشاهدوه ويحكموا على ادائه لا على جنسيته. > كيف تعاملت مع الانتقادات التي تعرضت لها بوصفك مخرج سوري يتصدى لعمل في قلب التاريخ المصري؟ ـ الفنان يتعرض للانتقادات في اي مكان سواء في بلده او خارجها والمهم أن يقدم عملاً يستحق المشاهدة، ولا شك ان الكثيرين في مصر ينتظرون ماذا سيقدم حاتم علي، كما أن الكثيرين في سوريا ينتظرون أيضاً ويتساءلون هل سينجح حاتم على أم لا؟ وأؤكد للجميع انني لست دخيلا على الدراما المصرية فكلنا اخوة، ولكن اعتقد أن ذلك الهجوم زاد لمجرد أنني استعنت بالممثل السوري تيم الحسن، ولكن الممثلين المصريين رفضوا تجسيد الشخصية في الأساس، فكيف يرجع النقاد باللوم عليّ. وبصرف النظر عن ذلك فقد وجدت الكثير من الترحاب هنا في مصر من بعض الفنانين والجمهور المصري العادي وهو ما أزال عني بعض الحزن الذي تسببت فيه تلك الانتقادات غير الموضوعية.

 لماذا استعنت بفريق ماكياج ايراني في المسلسل؟ ولماذا لم يسمح لهم بدخول مصر؟

 الايرانيون فنانون في عالم الماكياج فيما يختص بالشخصيات التاريخية. وسبق لي التعاون معهم في اعمال سابقة. والحقيقة انني فوجئت بعدم السماح بدخولهم إلى مصر وحاولنا من جانبنا تفهم الامر الا ان احدا لم يعطنا ردا.

 ابطال المسلسل ليسوا من كبار النجوم كما تعودنا في مصر. هل تعمدت ذلك؟

 لم اتعمده ولكنني أؤمن بأن الجميع يجب أن يعملوا لصالح العمل الفني بما فيهم النجوم ولكن تلك القاعدة غير معمول بها في مصر، حيث يسير العمل بكل مفرداته في دائرة النجم وهذا أمر مرفوض بالنسبة لقناعاتي الخاصة

محمود التركي ـ عن الشرق الأوسط

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى