ما بالُ نفسِيَ بات الهَمُّ يُضْنيها
ما كان يُضحكُ صارَ اليومَ يُبْكيها
الخوفُ يَقْتلُ أحلامي و.. يَقْبِرُها
والصَّمْتُ يَحرقُ آمالي.. ويُنْهيها
أحزانُ قلبي على وجهي.. مَعالِمُها
إنْ كُنتُ أُظْهِرُها أو كُنتُ.. أُخْفيها
ماذا جَنَيْتُ على الأيامِ.. حاضِرِها
ماذا جَنَيْتُ على الأيامِ.. ماضيها
وَحْدي أُراقبُ أيامي.. وأَشْهَدُها
أَهَلْ سَتَطْوِيَني أمْ هَلْ.. سأطويها
إنِّي نَزَلْتُ دِيارَ الفَرْحِ.. أسْألُهُمْ
يا هَذِهِ هَلْ لنا مِنْ مَسْكَنٍ.. فيها
دَعُوا فؤادي هنا يَهْفُو.. بِقَرْيتكم
عَلِّي أرى حَدَثاً للرّوحِ.. يَشْفِيها
فقالَ أكْبرهم إنْ كُنْتَ ذا.. ثِقةٍ
مِنْ سَقْمِ نَفْسِكَ فاقْصُصْ كيفَ يُشْقِيها
فَقُلْتُ مَوْلاي دَعْ مَنْ رُوحُهُ.. عَطِلَتْ
يَقْصُص عليكَ حَكاياهُ.. ويَرْويها
لي ضَالّهٌ في شِغَافِ القَلْبِ.. مَوْضِعُها
لِفَقْدِهَا فَقَدَتْ نَفْسي.. أمَانِيها
والهَمُّ مِنْ بَعْدِها قدْ دَبَّ في.. جَسَدِي
يُعَذِّبُ النَفْسَ حتى كادَ.. يُفْنِيها
وضالّتي نجمةٌ كانتْ.. أشِعَّتُها
تجتازُ نفسي إلى روحي.. تُزَّكِيها
فلا يمرُ صباحٌ لَسْتُ.. أذْكُرُها
ولا يمرُ مَساءٌ لا.. أُناجيها
يا نجمةٌ في سماءِ الكونِ.. زاهرةً
هل تسمعينَ أموراً كنتُ.. أُلْقيها
يا نجمةٌ في سماءِ الكونِ.. زاهرةً
هَلْ تُبْصِرينَ دِمائي إذْ.. أرَقْتيها
يا نجمةٌ في سماءِ الكونِ.. زاهرةً
هلْ مِنْ دروبٍ إلى لُقْياكِ.. أمْشِيها
يا نجمةٌ في سماءِ الكونِ.. زاهرةً
مَنْ ذا يُنيرُ حياتي لوْ.. ترَكْتيها
كُلُ النُجومِ تَزينُ الكونِ.. لامعةً
ونجمتي أفَلَتْ أَنَّىَ.. أُلاقيها
كُلٌ يُغني على ليلاهُ في.. طربٍ
وما لِقَلْبِيَ مِنْ ليلى.. يُغنّيها
يا نجمتي إنْ تفانت مهجتي كَمَداً
فَهَلْ سَأسْمَعُ مَنْ يَبْكي ويَرثيها.. ؟
فَبَكَى لحالي كبيرُ القومِ.. والتَقَطَتْ
عيناهُ عيني وكانَ الدَّمْعُ.. يُسْجِيها
وقالَ لو كانتْ الأحزان.. مملكةً
فأنْتَ أجْدَرُ مَنْ يُخْتارُ.. واليها
خُذْ مِنْ نصائِحِنا واعملْ.. بحِكْمَتِنَا
تُحْيي النصيحةُ مَنْ بالحَقِّ.. يُحْييها
إذا تَمَنِّيْتَ في دُنْياكَ.. أُمْنِيةً
وَكُنْتَ تَصْدُقُها حَتْماً سَتَجْنِيها