الأحد ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بلقيسُ تغرقُ في دمي والياسمين
محمد حرب الرمحي
في الليلِ مُتسعٌلضوءٍ حمامةٍ بيضاءْليدٍ تُسافرُ ..في خصل الغيومِ مطرْلأصابعٍ تبكي الوداعَ لقاءْمُدي ذراعُكِ فوق ذاكرتيعريشةَ ضوءمُدي حنانكِ في قناديلي،جديلةَ ماءكلُ الصبايا في ثريات الرؤى،حُلماً قديمبلقيسُ وحدُكِ بينهُنَ،مليكة الأضواءبلقيسُ أنتِ حبيبتي،وحبيبتي.. عِطرٌ إلهيٌ ،وبعضُ تلاوةٍ من ياسمينطفلٌ تعمدّ رافديكِ رضاعةً،بقصيدتينِ من الحليبِوحلمةٍ ملساءْ!الشِعرُ ليسَ حبيبتي شِعراًإذا ما كانَ مسكوباً ..من الأثداءبلقيسُ إن لم تعلمي ، فلتعلميحين اعتمرتُكِقُبلتينِ من الحريرِ على القمركان الوريدُ أمامَ نبضي حافياً ،ودمي مسيحْوقصائدي كانت تراودنيعلى استحياءفي الليلِ متسعٌلكأسِ أنوثةٍ ونبيذَ شِعرولنهدِ نجمٍإذ يصبُّ لِبانَ ضوءهِ بينناكرضاعةِ العنقاء!بلقيسُ خلينيأُحيكُ لكِ الفراشة بالشموعوأُعيدُ وجهُكِ عارياً،لرؤى المرايا في ثيابِ هواءْكوني على وعدِ احتراقيكلما أشعلتِنيفأنا أُحبُّكِ غيمةً ...تمشي على قدمينِ من صحراءْقالوا السنينَ تجارةُ الموتىوما الذكرى سوى حنفية الماضيتصبُ على الحنينِ بُكاءْ!لم يرفعوا تابوتَ شمعتناعلى أكتافِ عتمتهم ،ولم يستقبلوني فيكِ بيتِ عزاءْ!بلقيسُ،سورةُ مريمٍ لم تنتهيالهيكلُ العظميَّ تحت لحومناسراً يُعَلِقُنا على الأمواجِ ،يُغرِقُنا ببحرِ دماءْفي الليلِ متسعٌلقنديلٍ ضريرلفراشةٍ عمياءيا الأنتِ فهرسَ لاشعورِ قصائدييا الأنتِ خارطة الحياةِ لمولدييا الأنتِ، يا بلقيس،يا سبط الهوىلي في هواكِ حبيبتيتُفاحتينِ من الحنينوكتابُ شِعرٍ ينحني بالتوتِ ،كلَ شِتاءْلي أنتِ حين أبوسهايتصفحُ الحلوى امرأةْ ..بالمنِّ والسلوى فميويصيرُ طعم الشهدِيقطُرُ فيكِمن عسلِ النساءِ نساءْ!لي نهدُكِ النعنعْولي من سُكرِ الشفتينِطعم القُبلةِ الأولىوطعمَ اللسعةِ الأولىوأولُ آهةٍ خرساءْ!لم يتسِع صدري لغيركِ ،فانجليقمحاً يُصلي الخُبزَبينَ سنابليوتشهّديني في رِضا الفقراءْ!في الليلِ متسعٌلقولِ قصيدةٍ حُبلى السكوتْ:بلقيسُ تغرقُ في دمي والياسمينتبكي على ميلادِ موتي والحنينوتلومُ جعفرَ كلما،نامت بتختِ مدامعي الخنساءْبلقيسُ،لا تبكي يدي الـ بُتِرَت بسيفْما زالَ عندي بعضُ كفْما زلتُ أُشرِعُ للحنانِ قصيدتينوأعانقُ الأمواجَ ريحاًكيفما النبلاءْيا نكهةً من كستناءِ الشِعرِلا تبكي الرحيلَجميعنا غُرباءْ!لكنَّ حُبُّكِ لم يزلطاووسَ شِعرٍ من قُزَحْوأنا بحبُّكِ سوفَ أبقىسيد الشعراءْ!في الليلِ متسعٌلخمرِ أنوثةٍ حمراءْولكأسِ امرأةٍ من التفاحِشامبانيانهدانِ من ورقِ العِنَبْشفتانِ من ما لذَمن طيبِ القَصَبْقدمانِ تكتُبُ خطوها حنّاءفي الليلِ متسعٌلعودةِ عازِفِ اللحنِ الأخيرْولشمعدانْولرقصةٍ تشتاقُ زورباقبلَ آخرِ كأسَ خمرٍكاد يسقطُ من يدِ الحسناءْ!في الليلِ متسعٌلتابوتٍ مُذَهَب بالستائرِ والحريرلعروسِ جنٍ من أساطير القبورولطرحةِ السرطانِ والكيمياءْ!بلقيسُ لا تبكيأنا الماضي وأنتِ غداًومن يبكي على الماضييضيقُ عليهِ قبرُ الليلِ ، كلّ مساء!
محمد حرب الرمحي