بيت في القدس

العودة سينمائيا إلى القدس، واستعادة مصائر الفلسطينيين عقب نكبة 48، امر ممكن عبر فنية السرد البصري لعمل سينمائي مدهش ومؤثر للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان يحمل عنوان" بيت في القدس، قدم هذا العمل ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الدورة 29، وهو من انتاج شركة "ميتافورا" للإنتاج الفني.

فيلم " بيت في القدس" يحمل ثقل التاريخ الفلسطيني من دون التفريط في جماليات السينما خاصة على مستوى الصورة، والإضاءة، والمونتاح والموسيقى التصويرية، وزوايا التصوير، وعلى مستوى الحبكة السردية البصررة الرفيعة من خلال محمي بصري للطفلة "ريبيكا" التي انتقل والدها اليهودي- البريطاني من إنجلترا إلى القدس ، بعد وفاة زوجته في حادثة سير" ومحاولة البحث عن خلاص لآلام ابنته الوحيدة. تستقر عائلة مايكل في منزل قديم في القدس الغربية، و تكتشف "ريبيكا" دمية خزفية في بئرٍ بالحديقة، وعلى نحو قاس يتخلص" مايكل" من الدمية القديمة، لمنع طفلته من اي مؤثر خارجي، لكن الطفلة تحاور صاحبة الدمية التي انفصلت عن اسرتها عام 1948، وتشيد معها صداقة تعرف من خلالها جزء من تاريخها وعزلتها في المنزل القديم بالقدس. الأب يرفض ان يصدق الحكاية ويوجه ابنته نحو طبيبة نفسية تعجز عن تشخيص حالتها وتكتفي بأدوية تساعدها على النوم.

الأب سيتلقى شكوى من الشرطة الفلسطينية حول نشاط رقمي مشبوه لابنته التي حاولت البحث عن تاريخ لهذا البيت، وتتعرض الطفلة لمضايقات كثيرة، لكن رفض الأب تصديق ابنته، جعلها تبحث عن حول فردية، لتتجه لوحدها نحو بيت لحم للبحث عن أسرة " طفلة بيت القدس" لكنها تتعرض للاختطاف من قبل الشرطة الإسرائيلية التي تعيدها إلى بيتها. الأب يصدق اخيرا حكاية ابنته ويرحل الى بيت لحم لجلب المرأة العجوز صاحبة البيت. هذه العودة تتزامن مع انقاد "ريبيكا" من الغرق في البئر لتتحول المرأة العجوز الى الطفلة الفلسطينية في مشهد درامي مؤثر.

فيلم "بيت في القدس" تحفة سينمائية تنتصر للهوية الفلسطينية، وتعيد الصلة بالتاريخ الفلسطيني المؤلم، ليس من باب معهود الخطاب السياسي، بل من شاشة التخييل والصناعة السينمائية مع فريق عمل احترافي مكون من:" جوني هاريس، مكرم خوري، سعاد فارس، مايلي لوك، وشهرزاد مخول فارل".

فيلم "بيت في القدس" رسالة واضحة مفادها أن روحا عظيمة تحرس القدس، وان فلسطين طفلة لا تشيخ ابداََ.