رحيل صخر فرزات خسارة كبيرة للحياة التشكيلية السورية

رحل الفنان التشكيلي السوري صخر فرزات بعد رحلة أربعة وستين عاما خاضها الفنان بشغف نادر واستثنائي للفن والحياة.
"كتب راشد عيسى بحسب جريدة السفير" من مدينة بانياس الساحلية السورية، إلى قرية فان دوفير دوباتو في الريف الفرنسي، رحلة غياب واغتراب، ألوان وتشكيلات، ثقافات وشعوب تمتد من شرق المتوسط إلى البرازيل، حيث إقامة طويلة للفنان سبقت محطته الباريسية الأخيرة, رحلة "عكس الوطن من أجل تصويب أدق"، ليست رحلة فرزات وحده، كما يقول زملاؤه هنا، بل رحلة جيل بأكمله، تبدو رحلة قدرية، أقل مزاياها هنا جسور مقطوعة، وتواصل أقل، وأجيال تنشأ من غير أساتذة.

هنا شهادات فيه

صفوان داحول: (فنان تشكيلي)

الغـربـة تطـول

هو بذاكرتنا من جيل الفنانين الذين تغرّبوا مثل يوسف عبدلكي، عبد اللطيف صمودي، غيّاث الأخرس, صخر من هؤلاء الذين مضـــوا ولا يمكن أن يُمحوا من الذاكرة, نتـــمنى أن يجري الاهتـــمام به أكثر في البلد، وتقام له المعارض, في النهاية خسرنا فناناً يغار عليه الفن السوري, في انتظار أن نقدر بعضــنا بعضاً أكثر في الحياة قـبل الممات.

فادي يازجي : (فنان تشكيلي)

يرفض كذبة الحياة

لديه تجربة جميلة في التجريد اللوني، هذه الشبكة من التجريد التي يخلقها دائماً من الطبيعة والأشكال البشرية, كان لديه خصوصية بتجربته كما بشخصيته، التي تتحرك بين الطفولة والبراءة والنـــزق, فهو لا يقبل بما يجــــري من حوله، ويرفض دائـــماً أن يعيش كذبة الحياة الكبيرة، ولقد بقي يحافظ علــى طفولته ونزقــــه حتى النهاية.

سعد القاسم: (ناقد تشكيلي)

لا شك في أن رحيل صخر فرزات يمثل خسارة كبيرة للحياة التشكيلية السورية، رغم بعده الجغرافي عنها لسنوات طويلة جداً، أقام خلالها في العاصمة الفرنسية، ورغم أن آخر لقاء تشكيلي مع أبناء بلده كانت تفصله سنوات عديدة عن معرضه الفردي السابق, ذلك أن صخر فرزات ينتمي إلى الأجيال الأولى من خريجي كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، الذين كانت أحلامهم الطموحة مشرعة أمام اتجاهات فنية عدة ظهرت آثارها في أعماله التي نحت سريعاً باتجاه التجريد، مستندة إلى خيار بنائي خصب، وغنى لوني ظل واضح الحضور في لوحاته حتى في أكثرها تقشفاً بالألوان. ولوحاته المحفوظة اليوم في متاحف سوريا وفرنسا والأردن والإمارات وفي مطار الرياض وسواها، تحفظ تلك التجربة العالية الأهمية التي انتمت إلى أكثر من حضارة في وقت واحد.