سامي يوسف: انا مسلم وسطي

عقد ظهر امس بفندق (الهوليدي ان) مؤتمر صحفي للفنان سامي يوسف بمناسبة زيارته الاولى للاردن والتي تتضمن اقامة حفل في الساعة الثامنة من مساء اليوم على مسرح الارينا في جامعة عمان الاهلية سبقها حفل توقيع لالبومه في مكة مول يوم امس.
واعرب سامي يوسف عن سعادته الكبيرة بوجوده في الاردن وهي الزيارة الاولى له وقال ان الاردن بلد جميل وهادئ ويتوافر على مساحة مريحة للنظر.

واوضح ان ما يجري في فلسطين وغزة هو صورة من صور الظلم الانساني وان كل من لديه ضمير وانسانية لا بد ان تثيره كل المناظر التي نراها وانه لم يسبق له ان غنى لفلسطين وكان يتحاشى الخوض في القضايا السياسية واختار ان تكون بداياته اغنيات في مديح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من خلال البومه الاول الذي حمل اسم (المعلم).

اما البومه الثاني فقد ضمنه العديد من الاغاني ذات الطابع الانساني (امتي) لفلسطين ولجنوب افريقيا ومرض الايدز وكل هذه الاغاني ليست ذات طابع سياسي وانما انساني محض وتحمل فكرا وموقفا.

وقال ان اغانيه باللغة الانجليزية كانت عن فلسطين اولا وانه قام بـ (استخارة) الله عز وجل بشأن البوم (المعلم) فاقتنع بارادة الله واصدر الالبوم الذي يتحدث عن الرسول الكريم وكلما حقق الالبوم نجاحا كنت ارى انها مشيئة الله التي ساهمت في صنعه وانجازه حيث تصدر هذا الالبوم المراتب الاولى في الوطن العربي وفي تركيا ايضا التي يصعب ان يصل فيها البوم لاجنبي الى الصدارة.
وحول جدوى الفن في تغيير الواقع اكد يوسف: ان الصحافة والموسيقى وكافة الفنون من اسرع الوسائل للوصول الى قلوب الناس لان الكلمة ذات تأثير كبير ولا سيما في الغرب.

واوضح انه يعي ان الامة العربية والاسلامية هي امة غاضبة وحزينة وان هناك ضرورة لمخاطبة الاخرين من خلال الفن وان الموضوعية تتطلب شجب وانتقاد الظلم سواء كان مسببه الامة العربية والاسلامية او الغرب المتطرف وانه في البومه الغنائي انتقد قتل 200 طفل في روسيا من غير المسلمين ورأى في ذلك عملا ارهابيا يجب شجبه.
وحول الطريقة الصحيحة لايصال رسالة الاسلام اكد انه لا بد من الوصول الى غير المسلمين وافهامهم ما هو الاسلام عن طريق الكلمة الطيبة وابراز الصورة الجيدة عن الاسلام والمسلمين.

من جانب آخر قال يوسف انه يحب غناء كل ما يجده قريبا من قلبه لذا فقد ارتأى مديح رسول الله لانه الاقرب الى قلب كل مسلم وانه يقدم فنا هادفا وانسانيا.
وفيما وصف بتحريم الاسلام للغناء قال (انا لست عالما او فقيها والموسيقى موجودة منذ القدم كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانا استشير العلماء وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي قبل القيام بأي عمل وكثيرون هم الذين يشجعونني في اطار حدود الالتزام والموقف الايجابي).

واكد يوسف انه ينظر الى الاسلام من خلال كونه يقدم مضمونا وفكرا ساميا موضحا انه ليس منشدا بل هو دارس للموسيقى ومحب لها سواء من خلال والده الذي يدرس الموسيقى في انجلترا او من خلال تتلمذه على ايدي موسيقيين معروفين في بريطانيا وانه ينتمي الى مدرسة الفن الاسلامي ويسعى الى تقديم صورة انسانية جميلة.
وحول تعاونه مع فنانين آخرين اوضح انه مستعد التعاون مع مسلمين وغير مسلمين بشرط ان يكون العمل يحمل مضمونا انسانيا وهو يفكر الان بالتعاون مع الفنان الالماني (زافير ندور) وهو فنان معروف في المانيا ويغني للمسيح وللدين المسيحي وللانسان.

وحول مهاجمته من قبل الصحفية البريطانية (ايفون ردللي) ورده القاسي عليها اوضح ان ذلك يرجع لكونها لم توجه نقدها الى سامي يوسف بل وجهته الى الافكار الاسلامية ودعت الى مغادرة المسلمين لبريطانيا وهذا قبل ان تسلم ، لكنها الان دخلت في الاسلام واسلامها غيرها.

اما عن مصطلح التطرف فقال انه ذلك الذي يبعدك بافكاره من خلال تزمته عن الاسلام ويرى انه على صواب دائما ويخطىء الاخرين.
واكد ان الرسول الكريم قد احبه اعداؤه قبل اصحابه لطيب اخلاقه وهكذا لا بد ان نكون.

وحول سؤال عن وجود فتيات يتراقصن في حفلاته ضحك وقال: كل من يأتي الى حفلاتي يعلم الى ماذا سيأتي ، ونحن لا نسنطيع ان نمنع الناس من التمايل والطرب او الشعور بالفرح ، ما يحصل ليس رقصا ، ولم ار في كافة حفلاتي من يرقص ، ولكن ارى من يدفعه احساسه الى التمايل او التصفيق وهذا ليس عيبا. نحن نتزمت كثيرا وهذا مرفوض ، يجب ان نكون مسلمين وسطيين ومعتدلين ، لا ننسى مشاكلنا وهمومنا ويجب ان نفرح ونعيش.

وحول رأيه بالفن الاسلامي قال ما زال في المهد ، واتمنى ان يتطور ويأخذ حقه كاملا ، وان يكون المجال مفتوحا امام من لديه موهبة وان تساعدنا المحطات الفضائية في ذلك وتدعمنا ، فهناك تقصير ، واغاني مثلا لا تعرض في كل الاوقات رغم الطلب الكبير عليها.

وعن طموحه الشخصي قال: اتمنى ان يثبتني الله على ما انا عليه من التزام ومن شهرة لانه من الصعب الجمع بين الاثنين وقال انا فخور بديني وبأمتي ومزهو بهما واتمنى ايضا ان يضعني الجميع في اطار ما اقدمه فانا عضو في جمعية المفكرين المسلمين الايجابيين واغني كل ما هو انساني ويعرف بديني بالطريقة الصحيحة.