الاثنين ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

سبق الرّدى

سبقَ الرّدى ولطالما كان الرّدى
للقاءِ من ودُّوا اللِّقا سبّاقُ
سبقَ الرّدى إنّ الرّدى للحُسنِ دو
ن القُبحِ في هذي الدُّنى سرّاقُ
وتأخّرَ xالأحياءُ إذ حسِبوا الحيا
ةَ حصانةً فوَنَى غدٌ برّاقُ
سبقَ الّذي لم يستطِعْ أنْ يتّقي
وجهًا لهُ قزمٌ ولا عِملاقُ
سبقَ الذي يدنو ولا يَنْأىْ ولا
يعنيهِ إيسارٌ ولا إملاقُ
سبقَ الذي ما عندهُ قلبٌ فلا
يجِدُ الطريقَ لنفسِه الإشفاقُ
كمْ بالرّدى احْترقتْ قلوبٌ كم به
ذبلتْ جسومٌ وانطوى عشّاق
كمْ بالرّدى هُدمتْ بيوتٌ كم به
هُجرتْ دروبٌ واختفتْ أسواقُ
كمْ بالرّدى غُلبتْ جيوشٌ كم به
سقطتْ عروشٌ وانحنتْ أعناقُ
يا من أمِلْتُ لقاءَه قبلَ الرّدى
إذ أمَّلَتْ في بُعدِهِ الآفاقُ
الآنَ أدري أنّ كلَّ مؤمِّلٍ
بغدٍ عدا من ربَّهُ أفّاقُ
بل إنّ كلّ مشككٍ بغدٍ عدا
ما صارَ منهُ بارِحًا مِصداقُ
الآن يجْلو رسمُ راياتٍ هوَتْ
من دونِها علَمُ الرّدى خفّاقُ
عجبًا لِمن ينسى الرّدى والفكرُ إنْ
أخطا ولم يحْتَطْ له إخفاقُ
عجبًا لِمن ينسى الردى وهو الذي
بالبابِ منهُ ما خلا الطُرّاقُ
عجبًا وما تعمى العيونُ وإنّما
تعمى كما أنبا الهدى الأعماقُ
يتساقطُ الموتى بهِ زُمُرًا كما
عن سوقِها تتساقطُ الأوراقُ
وتزولُ أعراقٌ وتنشأُ بعدَها
في أرضِها من مائِها أعراقُ
ولقد نسيتُ كما نسُوا أنَّ الرّدى
جارٌ وإنْ لم تُحْصِهِ الأوراقُ
طوبى لمن شَغلَ الرّدى من فكرهِ
ما تشغلُ الأيّامُ والأرزاقُ
طوبى لمن رقبَ الرّدى ضيفا ولمْ
يخدَعْهُ ليلٌ بان أو إشراقُ
سبقَ الرّدى وهوى به حلمُ اللِقا
لكنّها لم تسقطِ الأشواقُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى