

صلاة الناسك
«1»
لا تفاصيلَ لدينا عن موت العشب الصغيرة
الذي كان يعيش بكنف رصيف مهجور
من تلك المدينة الظالمة
يقال أن الريح كانت هوجاء الليلة الماضية
ناسك مؤمن أتى معتمراً بكل ألسنة الأرض
والأبجديات المجهولة من أزمنة غابرة
و نوافل الغفران تبتسم من
ذات الذرى والاحتمالات التي
في باطن العقل تمادت
في احتفاء قرابين الفراشات
حين ماتت على شعاع الضوء
المنكسر.
ما فعله ذلك الناسك كسر
المعادلات المتكررة
و أقام صلاة الفصول
للعشب و الفراشات.
«2»
يصهل الوقت من فمك
ك حصانٍ جانح
بكفك تعاريج خرائط لحبٍ
غائب في متاهاتِ اللحظاتِ
يولد نهار جديد
يفتح الأفق عينيك
مثل بحر يتعالى فيه
زورق نجاة
الحياة بكل مافيها من غرابة
كوكب دائري
ما إن تبدأ تكون
في نقطة النهاية
الحياة
شجن الأمهات المزمن
لحظة وازنةْ في الوعي
جلجلة الماء والرغبة المشتهاة
على موائد خمر الليل
رعشة الماء على وجه ناسك
نافلة للغفران
و أنت الساكن
بين ظلين منسكبين
ظلٌ يحكي والآخر يقلد
في الحقيقة
أنت وصلت
عند انبساط المساء على جسدك
المتعب
حيث تدس الحب عنوة في
زحمة الأيام المتراكمة على
شوك خطاك.