الأربعاء ٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم حاتم جوعية

في زيارة الشاعر شفيق والدكتور منير توما وجمعية إبداع

قام يوم الإثنين (2 / 6 / 2025) الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه والشاعر والكاتب والروائي الدكتور أسامة مصاروة بزيارة للشاعر الوطني الكبير الأستاذ شفيق حبيب (أبو وسام) في بيته في قرية دير حنا الجليلية. والجدير بالذكر ان الشاعرالكبير شفيق حبيب هو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من شعراء المقاومة... شعراء الرعيل الأول والثاني الكبار المخضرمين والوطنيين الملتزمين الذين كرَّسُوا شعرهم وأدبهم وإبداعهم لاجل خدمة قضايا شعبهم. ويجب ذكره أيضا أن الشاعر شفيق حبيب كان قد سُجن قبل أكثر من 30 سنة وصُودرت كتبهُ ودواوينه الشعرية لأجل مواقفهِ الوطنية المشرفة وكتاباته وأشعاره الحماسية التي تلهبُ الجماهيرَ وتذكي الشعورَ والحِسَّ الوطني والأنساني في نفوسِ ووجدان الجماهير العربية في الداخل وفي كل مكان..والتي تُندِّدُ بالإحتلالِ والظلم والعدوان... والكلُّ يعرفُ أن شاعرنا الكبير شفيق حبيب قد حاولت بعضُ الجهات والأطر المشبوهة مسبقا والتي تدعي الوطنية (محليًّا) التعتيمَ عليه وعلى أدبه وشعره، ولكنه رغم كل هذه المحاولات الخسيسة والجبانة إستطاع أن يحقق شهرة كبيرة وانتشارا واسعا: محليا وعربيا وعالميا. وقد تُرجمعت قصائده إلى العديد من اللغات الأجنبية، ولحنوا وغنوا له الكثيرمن القصائد الوطنية خارج البلاد. ومن الذين لحنوا وغنوا قصائده " فرقة العاشقين" الفلسطينية المشهورة.

وبعد زيارة الشاعر شفيق حبيب وفي نفس اليوم زارا الشاعرَ والناقدَ الدكتور منير توما في بيته في قرية كفرياسيف.. ثم زاروا سوية مركز جمعية إبداع للفنون والثقافة في قرية كفر ياسيف.

وكان في إستقبالهم في جمعية إبداع الشاعرة نادرة شحادة وزوجها سليم شحادة.. وتم الترتيبُ والإتفاق مع سكرتيرةِ الجمعية من أجل العمل على تنشيطِ الحركة الثقافيةِ المحليَّة وعلى إقامة ندواتٍ وأمسيات شعرية وثقافية في مركز الجمعية تستقطبُ النخبة وخيرة الشعراءِ والكتّاب المحليِّين.

وكان معظمُ الحديث في هذه الزياراتِ المباركةِ عن المواضيع الأدبية والفنية والثقاقية عامة..وعن أزمةِ النقد المحلي. وتحدثوا بشكل موسع عن ظاهرةِ التسيُّب والفوضى الموجودة على الصعيد الادبي المحلي وعلى الساحة الادبية، وتكريم كل من هبَّ ودب، والإحتفاء بأشخاص لا توجدُ لهم أية علاقة وصلة مع الأدب والثقافة والإبداع من قبل بعض الجمعيات والمؤسساتِ والمنتديات التي تدعي خدمة الثقافة والادب، وهي هدفها كما يبدو واضحا تدمير والثقافة والتعتيم على كلِّ عمل إبداعيٍّ محليٍّ يحملُ الطابع الوطني.

وتطرقوا إيضا إلى شعراء وكتاب التقاعد (البينسيا) الذين كانوا طيلة حياتهم يعملون في الأطر والمؤسساتِ السلطوية وجهاز المعارف، وكتاباتهم دون المستوى المطلوب، وبعيدة كل البعد عن هموم وقضايا شعبنا.. وبعد ان خرجوا للتقاعد (البينسيا) أصبحوا وبقدرة قادر وطنيين ومناضلين ويتحدثون باسم الشعب الفلسطيني، وهم اليوم الذين يحتلون معظم المنصَّات والمنابر الثقافيَّة المحلية وللأسف الشديد. ولأنه لا توجد عندنا نقابةٌ للأدباء والكتاب ولا رقابةٌ نظيفة ونزيهة وصارمة على الأدب والفكر والثقافة والإبداع، ولا يوجدُ من يردعُهم وَيُوبِّخُهم ويلجُمهم فهم يصولون ويجولون ويمرحون على أهوائهم. ويصدق في هؤلاء الإمعات والمدسوسين والمتطفلين على الأدب والثقافة محليا قول أبي الطيب المتبي في هجاء كافورالإخشيدي العبد الأسود الذي أصبح ملكا على مصر:

(نامتْ نواطيرُ مصرٍ عن ثعالِبها
وقد بشمنَ وما تفنى العناقيدُ)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى