الثلاثاء ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

لا تلُمْهُ

لا تلُمْهُ أنْ فرّ من يومهِ لل
أمْسِ حِصْنًا كخيرةِ الهاربينا
قدْ رأيتَ الفقيهَ فينا مُجيبًا
يومَهُ من بوارحِ الغابرينا
وترى الفحلَ خاليًا بيتُهُ ما
فيهِ إلّا من صَنعةِ الأوّلينا
وترى الجيشَ ما لديه سلاحٌ
غيرَ سيفٍ من تركةِ الفاتحينا
وكذا الحرُّ ما لديهِ رفاقٌ
غيرَ من ثاروا نصرةً لنبينا
لا تلُمْهُ كمْ ليمَ من قبلِ زعمًا
أنّهُ لا يماثلُ الأقدمينا
فشكىْ يومَهُ لأمسٍ رآهُ
لمْ يحِدْ عنْ طريقةِ التّابعينا
يا لهُ من يومٍ عصَىْ الأمسَ كُفرًا
إنّما العقلُ سنّة الخالدينا
ما لديهِ من يومهِ كي يبيعَ
الأمسَ؟ سَلْهُ يرتَحْ جوابُ أخينا
ألديْهِ من يومهِ أيُّ علمٍ
أسوةً بالآماسِ يُبقيهِ فينا؟
ألديْهِ من يومِهِ درهمانِ اثْـ
نانِ حتّى لا يستدينَ الطّحينا؟
ألديْهِ نصرٌ على أيّ ميْتٍ
بين موتى زمانِهِ الأقربينا؟
ربّ نصرٍ قد قلّ شانًا وأحيا
أُممًا معْهُ ترتضيْ الماءَ طينا
ألديْهِ من يومهِ أيُّ عُذرٍ
كي يجيبَ الماضي جوابًا مُبينا
والمواضي ملحاحةٌ لجوابٍ
دون عذرٍ أو علّةٍ لنْ تلينا
ألديْهِ منهُ عنِ الغدِ شيءٌ
كي ينامَ حينًا ويصحوَ حينا
لا تقل أنّ اليومَ يصنعُهُ منْ
عاشَهُ ذاكرًا هنودًا وصِينا
ناسيًا أنّ للزمان تصاريـ
فًا تُجاريْ الدَّنيْ وتَعصيْ الفَطينا
ناسيًا أنّ قومَه من صروفِ
الدّهرِ باعوا مقابلَ الدَّيْنِ دينا
لا تلُمْهُ إذ باعَهُ غدُهمْ منْ
قبلِ أنْ يستحيلَ يومًا جَنينا
لا تلُمْهُ واشكُرْهُ أنْ فرّ نحو
الأمسِ لا نحوَ جنّةِ الهالكينا
واحْصِ كمْ من غدٍ منَ الأمسِ لالا
دون يومٍ إنْ كنتَ في الحاسبينا
وعسى أنْ يُماثل الغدُ أمسًا
عزّ فادْعُ المولى وقُلْ آمينا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى