الخميس ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٦

من الناصرة إلى بيروت

الدستور - محمود منير

كنوع من المواجهة الرمزية بلغة موسيقية ثقافية ضد اللغة الهمجية الإسرائيلية قرر الفنان الفلسطيني وسام جبران إقامة الحفل الموسيقي"من الناصرة إلى بيروت" بالإشتراك مع الفنان اللبناني جهاد أسعد مساء أمس في مقهى باريس باللويبدة. بهذا الفعل الثقافي وهذه الكلمات على البروشور قال جبران القادم من مدينة الناصرة في تصريحه لـ"الدستور":"أردت أن أعبّر عن وحدتنا كوننا شعبا واحدا يحمل ثقافة واحدة". وأضاف جبران أنه قد تعرّف على جهاد أسعد عازف القانون اللبناني قبل أسبوعين في ورشة عمل موسيقية نظمتها اليونسكو في ليماسول بقبرص ، وبدأت الحرب أثناء الورشة ، وكان جهاد جزءا من الشتات اللبناني الذي توجه بعدها إلى عمّان ، وجاء قرارهما بإقامة مجموعة من الحفلات ليرفعوا من خلالها الصوت تضامناً مع ما يجري لبنانياً وفلسطينياً.

وتحدث جبران عن مشاريعه الحالية التي تصب في إطار موسيقا تتحاور ثقافات مختلفة:"أنا لا أرفض الموسيقا العربية الأصلية واعتبرها منطلقي في حواري مع ثقافات أخرى ، ولكنها ليست الوحيدة لئلا أدور في ذات الثقافة ، بينما التحاور مع موسيقا تنتمي إلى ثقافات أخرى تعطي فرصته للإنفتاح والبحث عن فضاء أوسع ، بعيدأً عن العنصرية والتقوقع خلف الذات".

وأوضح جبران يسير ضمن مشروعه حيث أسس الأوركسترا العربية الوحيدة في فلسطين المحتلة تضم عرباً ويهوداً والتي شكلت اختراقاً لثقافة المجتمع اليهودي المتعالي على الثقافة العربية ، وينبه لوجود أقلية عربية ولكنها تملك سيطرة ثقافية لسبب بسيط لأنهم جزء من المكان ، وتتشكل الأوركسترا من عازفين شباب من جميع أنحاء فلسطين المحتلة يعزفون على آلات عربية وغربية.

وأكد جبران أنها هذه التجربة تبحث عن لغة جديدة لا مرجعية جاهزة لها وهي نوع من ترسيخ - كان غائبا في الذهنية اليهودية - لثقافة شرق المتوسط ، وتشكل نوعا من التنبيه غير المباشر لليهودي بأنّه إذا أراد أن يقيم في هذه المنطقة فعليه أن يتعلم ثقافتها ويعترف بها ويتخلى عن انتمائه الوحيد إلى تاريخ الخرافة الصهيونية من جهة وإلى الغرب الأمريكي من جهة ثانية.

ودعا جبران إلى ضرورة انفتاح عرب 48 على العالم العربي ثقافياً وموسيقياً لأن غياب التواصل منذ قيام ما يسمى دولة اسرائيل قد يؤثر سلباّ في المدى البعيد على الإطلاع والمعرفة المتبادلة الموسيقية تحديداً بين الطرفين ، فهنالك تجارب جديرة بالاهتمام لدى عرب 48 وكذلك الأمر في العالم العربي يجدر للطرفين ان يتعارفا ويتحاورا من خلالها ولأجلها.

يشتغل جبران حالياً على دراسة فكرية حول مفهوم الصمت وجودياً في مسرحية هاملت وهي شبه ناجزة ، وهناك مشروع آخر يقوم به وهو إعادة صياغة شعرية أوبرالية لملحمة جلجامش برؤية جديدة غير أمينة للأصل تماماً.

الدستور - محمود منير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى