من بعدِهَا القلبِ لا يصبُو إلى أحَدِ
(لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى صفحةِ أحدِ الأصدقاء في الفيسبوك:
(ملأتُ من حُسنِهَا عيني فما نظرَتْ
من بعدِ رُؤيَتِهَا يومًا إلى أحَدِ)
قنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا وَمُعارَضةً لهُ:
تبقى الحبيبةُ نورَ العينِ للأبَدِ
من بعدِها القلبُ لن يضبُو إلى أحدٍ
وَإنَّها في شغافِ القلبِ ساكنةٌ
هيَ الحياةُ جنانُ السِّحرِ والرَّغَدِ
وَفي الوِصالِ ورودُ العُمرِ يانعةٌ
وَفي البُعادِ فراقُ الروحِ للجَسَدِ
الحُبُّ ما زالَ إكسيرَ الحياةِ وَمِن
دونِ الغرامِ حياةُ المَرءِ كاللحدِ
إنَّ الحياةَ بدونِ الحُبِّ مَهزلةٌ
لا طعمَ لا لونَ لا إبداع للأمَدِ
وَإنّني فارسُ العُشَّاقِ سيّدُهُمْ
الحُبُّ ديني وإيماني إلى الأبَدِ
وَعصرُنا عصرُ تطبيع فواعَجبي
المالُ أغلى من الأوطانِ والوَلدِ!
ماتَ السلامُ وَأضحى الكونُ مُكتئِبًا
والحُرُّ والشّهمُ في حُزنٍ وفي كمَدِ
حملتُ وحدي رسالاتٍ مُقدَّسةً
وَسرتُ فوقَ اللظى والشَّوكِ والزَّرَدِ
أطوي الدُّهورَ ومثل الطودِ في شَمَمٍ
أسامرُ النَّجمَ طوالَ الليلِ في سُهُدِ
أحَدِّقُ في الكونِ كم طالتْ نوائِبُهُ
لم تحفلِ العينُ بالإرهاقِ والرَّمَدِ
وَإنّني النورُ في قومٍ، أعلِّمُهُمْ
معنى الكرامةِ أهديهمْ لِفجرِ غدِ
وإنّني شاعرُ الأفذاذِ قاطبةً
وَهَبتُ شعريَ للأوطانِ والبلدِ
أبقى أنا الطائرَ الغرِّيدَ في وطني
وَكم تلاشَى هُنا من بُلبلٍ غرِدِ
وَللحبيبةِ دُرَّ الشِّعرِ أنظمُهُ
وَطيفُهَا الوَحيُ في فكري وفي خَلدِ
حَمَلتُ روحي على كفّي بلا وَجَلٍ
والموتُ يهربُ منّي دونمَا رشَدِ
والجَهبَذ الحُرُّ آلافًا يُعَدُّ بهَا
نرَى الألوفَ هُنا تمضي بلا عَدَدِ