السبت ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٥
بقلم مكرم رشيد الطالباني

يا رّب عَمِّرْ وطننا

شعر: قوبادي جلیزاده‌

كانت الساعة السادسة صباحاً
أقتربتُ من النافذة،
التي تطلُّ على نهير (قلياسان)،*
كانت أشجار الصنوبر قد استيقظتْ للتو،
ولم تغسلْ وجوهها بعدُ.
وكانت هناك بعضُ سحبٍ بيضاءٍ في السماء،
لم تكن قد لوّنتها النسيم العليلُ بعدُ
فتحتُ هاتفي
لقد تلقيتُ ثلاثَ رسائلٍ؛

1- إحدى صرخات سوارة من امرأة تقطنُ في زقاقنا*
2. قطعة موسيقية من طالبة جامعية
3- إحدى قصائد الشاعر وفائي من شابٍ معجبٍ بقصائدي

ألقيتُ نظرةً نحو البعيد
كانت كلبةٌ مائلةٌ للصفار
تُداعِبً صغارها.
وكان سربٌ من الطيور يمر سريعاً
رددتُ أغنيةً؛
يا رّب عَمِّرْ وطننا..

كنت المياهُ،
تجري حافيةً تحت القنطرةِ الصغيرةِ
وكانت الشمس
تتسلق منحدرات الجبال
من الجهة الأخرى مستخدمة أظافرها.
تأملتُ قليلاً
سمعتُ صوتاً من هاتفي
كانت رسالة شتائم من عاشق الموت
تفوح منها؛
رائحة الصحراء
والدماء
والسيوف.
كان العشبُ لايزالُ نائماً
ولم تكن أشجار الصنوبر قد غسلت لحاظها بعدُ
كانت هناك يمامة وحيدة على سلك الكهرباء
رددتُ الأغنية مرةً أخرى
يا رّب
عَمِّرْ
وطننا
كانت الكلبةُ وصغارها تتقافز.

* قليسان: نهير يقع غربي السليمانية.
*سوارا: المغني سوارة محمد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى