السبت ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم محمد دحان

يا ليتني استيقظت باكرا

هل يستطيع القلب أن يعيش فاقدا جزءا منه؟

ما ذنبي لكي يحدث لي كل هذا؟وانا مازلت صغيرا في هذا العمر بالضبط،ولا أستطيع تحمل هذا الخبر،حيث إني أرى أناسا كبار يصابون بحالات نفسية بسبب قانون الحياة.

كنت بخير حتى وصلتني رسالة نصية فحواها يقول انني يجب علي ان آتي للمشفى فورا! انتابني شعور سيء يقول أنني سأسمع الخبر النتن الذي سوف يغير عالمي إلى الأبد ويمكن أن تؤدي بي لحالة من الصدمة المدمرة،تسارعت نبضات قلبي،فقمت من فراشي مهرولا لبست معطفي وترجلت من غرفتي بسرعة دون أن أشعر بأنني لبست حذائي بطريقة غير صحيحة،بدا طريقي الى المشفى وكأنه أطول رحلة أقضيها في حياتي وأكثر شيء أفكر به هو أن لا أسمع هذا الخبر و أن يكون كل شيء على مايرام في ذلك المكان الذي يخبرنا في بعض الأحيان عن أمور ليس من السهل أن تقبلها،ولكن كان إحساسي يخبرني بشيء مخالف تماما سوف يحدث.

ها قد وصلت إلى المشفى وكل الأنظار تتجه نحوي

هل هي نظرات الشفقة؟ أم نظرات الإستهزاء ام ماذا؟

كل هاته الاشارات كانت تقودني إلى أن أسمع خبرا ما اعتدت أن أسمعه في حياتي أبدا نظرات الممرضات،نظرات عائلتي،حتى أصوات الأبواب التي تبدي رأيها بالفتح والإغلاق بطريقة غريبة وحينها تيقنت تماما أنني سأسمع أخبارا جد قاسية وأنا في هذا العمر الصغير،أشارت إحدى الممرضات نحو ذلك الغرفة دخلتها ثم رأيتها هناك،لقد كانت أمي.

نعم إنها أمي مستلقية على السرير،ووجهها يبدو غير مألوف وكأن شيئا ما تغير فيها تماما،حين أمسكت يدها وجدتها باردة بطريقة تخترق العظام،وكأنها ترفض هذه الحياة وكنت أعرف أنها لن تنهض أبدا،بدأت أصيح لم ترد،لم تفتح عينيها،لم تبتسم لي كما والفت الابتسام دائما عندما بإسمها،

اظن أنني سأعيش مائة عام من العزلة،أو ربما أكثر من هذا العمر بسبب هذه الأخبار السيئة.

كل شيء بدا غير مألوف أمامي بدا كأنه ضبابيا كلما حاولت التفكير في ما عليه أنا الآن إنه اليوم المشؤوم الذي تمنيت أن أموت قبل أن أشهد على هذا المشهد المروع،شعرت كأنني أعيش في ظل الموت لا يوجد مهرب للجوء إليه أبدا،كل شيء أصبح متشابكا لي في هذه اللحظة المروعة والمخترعة للأعماق،كل شيء توقف كأني ذهبت إلى رحلة مابعد الغروب،حيث لا يوجد أمل للعودة من هذه الرحلة،بدأت أجهش في البكاء كالرضيع الحديث الذي خرج للحياة دموعي أصبحت كنهر جار على الأرض،جميع ذكرياتي تتراكم كأنني بين الحياة والموت،حين سمعت هذا الخبر المشمئز وكان حلمي البسيط في هذه الحياة هو أن أتوفى قبل هذه اللحظة،ولكن الآن وفي هذه اللحظات حلمي قد أصبح كالغبار.

خرجت من هذه الغرفة البشعة التي تضم جثمان أمي،وأنا منهمك في حزني لا أسمع سوى أعماقي الداخلية التي تهمس في أذني:لقد أصبحت يتيما بلا أم لقد ذهبت التي كنت تتوجه إليها في كل مرة وأنت حزين لكي تفرج عن حزنك،وها أنت الآن ستبقى حزينا ربما طيلة حياتك،زاد بكائي وحزني عندما لاحظت ملامح أبي وإخوتي لقد كانو في صورة يرثى لها،لم أرى أبي في هذه الحالة أبدا حزينا،منهمكا بحيث أني كنت أرى أبي كذاك الجبل القوي الذي لا يدمر وها هو في هذه اللحظة لقد تحطم تماما،لقد جاء علينا هذا الخبر كصاعقة قوية أصابتنا وربما قد تكون مميتة مستقبلا بسبب هذا الذهاب المفاجىء لأمي حيث رحلت بون وداع كتلك الشمس التي غربت في يوم بارد،حينها ترجلنا بجثة أمي نحو المقبرة و معنا كمية كثيرة من الناس من بينهم عائلتي وجيراننا في الحي الكل كان حزين ومنهمر بالبكاء،وأنا أكثر المتؤثرين بهذا الخبر فحين ذهابنا إلى المقبرة ظهر الفلاش باك أمامي فجأة وبدأ يذكرني بتلك الذكريات الجميلة التي كنا نعيشها جميعا في بيتنا والتي،ولكنها الآن ذهبت تاركة وراءها فراغا يستحيل ملأه،وها أنا اليوم سوف أقوم بدفنها ووضعها في هذا القبر الذي سيكون مصيرنا كلنا،ولكن قبل الشروع في نزولي أنا وأبي للقبر ووضع أمي في هذا القبر.

استيقظت أخيرا من هذا الكابوس المرعب الذي طال في منامي،وكانت أمي من أيقظني من هذا الكابوس حيث قالت:مابك ياولدي؟وأنت الليل كله تصرخ وتبكي كطفل حديث في هذه الحياة؟ لأنهض وأعانقها إثر حزني في هذا الحلم البئيس والمخيف،لأتفاجأ بشيء آخر،إذ به ذلك الرقم الذي أرسل لي في بداية هذا الحلم رسالة نصية أرسل رسالة أخرى مما جعلني اتساءل.ترى هل هذه صدفة؟أم أنها رؤية ستتحقق فيما بعد؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى