
الموت مبكرا

كان يجلس بجانبى حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدا مات غرقا فى البحر، كنا أطفالا فى التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه... لكننا كنا نعرف البحر، نراه كل صباح - ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها- (…)
كان يجلس بجانبى حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدا مات غرقا فى البحر، كنا أطفالا فى التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه... لكننا كنا نعرف البحر، نراه كل صباح - ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها- (…)
دخل تحت دثاره لاعنا طنينها... ولكن ما ان يهدأ حتى يخرج منخاره الكبير ليسف الأوكسجين الرطب بعد أن ضاق صدره، كاد ان يختنق، وهلة ثم يعيده الى الداخل وهو يصرخ اللعنة من اين دخلتِ؟ لقد احكمت إغلاق النافذة وحتى الستار قد اسدلته جيدا بيدي، لا (…)
لماذا لم يقتنع الطبيب بكلامي؟ لقد أخبرته عن كل ما أعانيه من أوجاع، لقد وصفت له الأعراض التي أشعر بها. لماذا لم يقتنع الا عندما أخبرته أن لون وجهي قد أصبح أصفر؟ سألت سامية نفسها، ثم أمسكت عن التفكير بإيجاد جواب لتساؤلاتها، وراحت تراقب (…)
الظلمة التي وضع فيها دامسة، لا يرى فيها أي قبس لنور، يتحسس المكان بيديه بعد أن طمس ضياء أحدى عينيه منذ زمن بعيد، العين التي فقدها نتيجة ضربة من رجل سلطة أثناء تظاهرة سلمية... يضحك في نفسه عندما يتذكر كلمة سلمية ويقول: إذا كانت التظاهرة (…)
مسح حمود الدموع من عيني شقيقته بمنديل ووضع يده على ظهرها تخفيفا لحزنها وقال:يا أختي الحلوة،لم تبكين؟
أنت أختي الوحيدة التي تفيض علي الحب وتنزل علي مطرا غزيرا من الشفقة التي أبلل بها روحي،وأنت الأخت الوحيدة التي أستظل بردائها عندما (…)
أسمي طنين وأنت ماذا يطلقون عليك؟ لا ادري فأنا متشرد لا اسم لي، ولا هوية، ولا صفة، نسيني القدر ربما خرجت من رحم فقد صلته بالموت فأنزلقت حيث تراني... صراخي كان كفيل بأن تحملني الكلاب والقطط حيث ربتني دون إرادة مني فصرت أردد النباح أو (…)
لم يظن يوما أنه سيكون حاكيا أو عابر سبيل مثل تلكم الفئة التي اتخذت جوانب وحواشي ظهره ليكونوا كُتاب عرائض او مدوني بيانات، مذ كان وجهه وسطح ظهره قد غطي بالتراب والحفر حتى ألبسوه حلة جديدة، كسوا عريه بعد أن داست عليه عشرات الآلاف من احذية (…)