أطفال الإشارة الضوئية

الطريق التي اعتدت أن أسلكها في سفري من قريتي إلى "الناصرة"، هي أقصر الطرق. ولا تستنـزف من وقتي إلا ساعةً واحدةً وقد تزيد قليلا.. ومع ذلك فإن أنتَ سلكتَ هذه الطريق لا بد لك من المرور من وادي عارة ومشاهدة بعض القرى العربية المحاذية للخط الأخضر.. ولا بد لك أيضًا من التوقف أمام إشارات المرور الضوئية المنتصبة في المفترقات وهي ترقبُ السيارات والمسافرين في غُدُّوِهم ورواحهم.. ثم لا بد أن ترصدَ عيناك أطفالا صغارًا لم يتجاوز بعضهم الثامنة بأسمالهم البالية ووجوههم الكالحة ونفوسهم البريئة يستحمون تحت شلال أشعة الشمس المحرقة يخترقون طوابير السيارات في جرأة وهم يطلبون العون والمساعدةً.