أفخارستيا

أيّتها السيّدات ابتسمن
وأنتنّ تتبعن خطوط الصّدع على أجسادكن
ابتسمن
للرّيح المتأرجحة
للأراجيح الغارقة في الطّين
لجذع النخلة
تسّاقط عليكنّ شهبا مدمية
للشّرخ الواصل بين الكبد والقلب.
ابتسمن
للضّباع عند السّياج
للدّخان الأبيض
للدّخان الأسود
لدخان الإطارات
لدخان السيارات
لملائكة الرّحمة وعزازيل.
ابتسمن
للجدار المنخل
لأعقاب السجائر التي تسنده
لزجاجات النبيذ الماعادت تلحم الذاكرة.
ابتسمن
لسبّابة اليد اليسرى عند الطّريق
للسّاق اليمنى على الرّصيف
لشفاه تلتقي دون مواعيد
لشعر لم يعد كساء جمجمة
للدّمى الجاءت ربّها شعثاء غبراء
تشكي إليه جلافة أطفالكن
ضيق حجورهم
قبح أحلامهم
ولمعان أعينهم كلّما مرّت دورية للنّجوم بسماء قريبة
أيّتها السيّدات ابتسمن
ابتسمن لكاميرا مراقبة السوبر ماركت عند أوّل الشّارع
ستوقّع الدّليل القاطع
وتشنقن بتهمة الفعل المخلّ بالموت.