الأحد ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٢
مي كساب

ألاعيب المنتجين أحبطتني

عندما تصطدم بالواقع، وتعجز عن تحقيق أحلامك .. أغمض عينيك، ليكون الخيال أكثر رحابة، ثم .. أحلم، وسوف تحقق ما لم تحققه في الواقع، هذا ليس ترجعاً أو هروباً، لكنه محاولة مشروعة للإفلات من واقع مرير، إذا ركزت فيه لن يكون أمامك إلا طريقان خاصة إذا كنت صاحب موهبة .. الأول.. أن تتملق وتنافق وتتنازل عن مبادئ وقيم كثيرة، والثاني أن تنسحب من الحياة، ولأن الأول ضد تربيتك، والثاني كفر بالله فليس أمامك إلا أن تحلم، وتلك روشتة كتبتها المطربة مي كساب لكل الموهوبين المحبطين مثلها: فهي صاحبة الصوت القوي المتميز، والمعتمدة في الإذاعة والتلفزيون والدراسة للموسيقى، ولها دويتو غنائي مع المطرب مجد القاسم، "غمض عينيك واحلم معايا" وحقق جماهيرية كبيرة ومع ذلك وجدت نفسها أمام الطريقين التنازل أو الإنسحاب، حول الإحباطات التي تتعرض لها الأصوات الجديدة تحدثت مي في هذا الحوار:

  أغنية واحدة عمرها عام ونصف العام لماذا توقفت؟

الغناء في هذا العصر ليس سهلاً، فبعد أن قدمت دويتو "غمض عينيك" مع المطرب مجد القاسم، توقع الناس أنني وضعت قدمي على طريق النجومية وانتظروا ألبومي الجديد، وما زالوا منتظرين، وأنا أيضاً.

  ما المعوقات التي تواجه الأصوات الموهوبة؟

الإنتاج هو أكبر معوق، فالمنتجون لا يغامرون بأصوات جديدة، ودائماً هناك حالة خوف منهم، رغم أن التجربة أثبتت أن الأصوات الجديدة في إمكانها تحقيق أعلى المبيعات، المطرب تام وشيرين في ألبومها "فيري مكس" أصبحا نجمين وحققا عائداً كبيراً للمنتج.

  هل عرضت موهبتك على شركة إنتاج؟

هذا حدث بافعل وكان تعاقدي مع الشركة شفهياً واعتبرت وعد المنتج لي كلمة شرف إلا أنني شعرب بخوف من المغامرة ورغم ذلك ظللت متمسكة به.

  هل تعطلت فنياً؟

نعم، تعطلت عاماً ونصف العام، الدويتو طرح في الأسواق واعبترت نجاحه إنجازاً كبيراً وتوقعت أنه سيحفز المنتج على تقديمي في ألبوم كامل لكنه لم يفعل، وعندما طلبت منه أن يدفعني الى الأمام حتى ولو بأغنية واحدة، وجدد الرجل وعده، بدأت أغمض عيني وأحلم بالجماهيرية وبصوتي يصل الى كل الناس، لكنني عندما عدت وفتحتها رأيت نفسي محلك سر ولم أتقدم خطوة واحدة.

  أغنية واحدة .. هل تصنع نجومية؟

ليست نجومية كاملة، لكنها تعارف بين المطرب والجمهور، ولا يمكن اعتبار ما قدمته أغنية كاملة، هي نصف أغنية لكنها قدمتني الى الناس بشكل جيد جعلني أحلم بالكثير ويحلم لي الناس بأشياء كثيرة.

  هل تعتبرين دويتو "غمض عينيك" نصف أغنية؟

نعم، لقد شاركني المطرب مجد القاسم في تقديمه، إذن كان نصيبي النصف والنصف الآخر كان من نصيبه.

نجومية

  لكن تامر وشيرين حققا نجوميتهما من دويتو واحد؟

هما قدما ألبوم غنائياً تضمن دويتو، ونجاحهما لم يتوقف على الدويتو فقط، فكل منهما قدم أغاني منفردة، والفكرة جديدة، مطربان اقتسما الألبوم وبينهما تفاهم وتناغم، والحمد لله أنهما نجحا لأن نجاحهما سوف يدفع المطربين الى الاهتمام بالأصوات الجديدة.

  هل يستفزك نجاح أبناء جيلك؟

أسعد بنجاح المطربين الجدد، لأن نجاحهم يعني نجاحي، عندما استمعت الى ألبوم تامر وشيرين كدت أرقص فرحاً بهما، ولم أستغن عن الألبوم ساعة واحدة منذ صدوره وحتى الآن، وأعتقد أن كل أبناء جيلي مثلي، أسعدهم نجاح تامر وشيرين.

  هل شرط أن يكون بين مطربي الدويتو تشابه؟

الإنسجام بين الإثنين مطلوب، وعندما اختارني مجد القاسم لأشاركه غناء الدويتو كان اختياره لي مبنياً على أسس، فقد اكتشف انسجام صوتي مع صوته واستعدادي النفسي للعمل معه. كما أنني أحب صوت مجد وشعرت أن عملي معه سيحقق نجاحاً، لكن الدويتو كان في حاجة الى أشياء أخرى حتى يحقق نجاحاً أكبر.

  وما هذه الأشياء؟

أنا كصوت جديد في حاجة الى إلحاح إعلامي، وعلاقات كثير من أجل الظهور في برامج تليفزيونية وحوارات صحفية، خاصة أن مصر لا يوجد بها المنتج المؤهل لصناعة النجم، كل جهود المطربية فردية.

  وهل تقيمين هذه العلاقات؟

أحاول إقامة علاقات مع شعراء وملحنين، لكنني لا أستطيع تسويق موهبتي من خلال شركات إنتاج، لأن كل شركة لها سياستها. وهناك مخاوف كثيرة من الأصوات الجديدة، نريد من يؤمن بالمواهب الحقيقية أن يتحرك لنصرتنا على شركات الإنتاج، نحن محبطون. الساحة مليئة بالأصوات الجيدة التي تحتاج الى مساعدة، لماذا تفاجأ بمطربين لا تتقبلهم الجماهير يومياً على الشاشات المختلفة، هل أذنبنا عندما تمسكنا بالقيم والمبادئ التي نشأنا عليها ولم نفرط في شيء يجرح كرامتنا؟

  هل التنازل أصبح شرطاً للظهور على الناس؟

هناك أصوات جديدة مستعدة للتنازل، والمطربة التي تتنازل مرة ستتنازل مائة ألف مرة، وبالتأكيد لن تستمر ولن تحقق أدنى نجاح، وأنا شخصياً لن أتنازل، لذلك أثق في أن الله معي وسيحقق أمنياتي.

  هل درست الموسيقى؟

نعم، درستها وما زلت، أنا أدرس في السنة الثانية في كلية التربية الموسيقية وتم اعتمادي في الإذاعة والتلفزيون، واخترت دراسة الموسيقى لأنني أحب الغناء.

  ألم تسعي للمشاركة في حفل إذاعي أو تلفزيوني؟

سعي للإشتراك في حفل أضواء المدينة من خلال مسابقة أقامتها شبكة صوت العرب والجميع أشاد بصوتي لكنني اكتشفت أن حلمي الخاص بالمشاركة لا يعدو كونه سراباً، فتشت في كل مكان عن مسؤول يتحمس لي فلم أجد.

أروح لمين

  ولماذا لا تسعين لمقابلة عمر بطيشة رئيس الإذاعة وهو شاعر ومتذوق للفن؟

أروح لمين؟ وكيف أقابل المسؤولين؟!! وهل السكرتيرة سوف تسمح لي بالدخول الى أي مسؤول؟ خاصة أنني لم أذهب إليه من طرف فلان أو علان.

  هل قدمت دويتو "غمض عينيك" في حفلات عامة؟

قدمته مع مجد القاسم في لبنان، واكتشفت أن الجماهير اللبنانية تعرفني جيداً وذهلت خاصة أن كثيراً من الجماهير المصرية لا تعرفني. وما يغضبني هو أن مصر تستوعب كل المطربين العرب الذين يأخذون أكثر مما يأخذه المصريون، أنا لم أحصل على حقي في مصر رغم إشادة الجميع بصوتي.

  ما الفرق بين الجمهور المصري واللبناني؟

الجمهور اللبناني مثل المصري، متذوق للفن، لكن القنوات التلفزيونية اللبنانية تعرض الدويتو يومياً، ولم تعرضه القنوات المصرية، لذلك اقتصرت علاقة الجمهور بالدويتو على الكاسيت فقط.

  ربما كان عدم إذاعة التلفزيون المصري الدويتو ناتج عن موقف مسؤوليه من مجد القاسم؟

مصر بلد ديموقراطي، ولا يأخذ أحداً بذنب أحد، ما الجريمة التي ارتكبها مجد القاسم المحب لمصر والمعترف دائماً بفضلها عليه، هل جريمته أن شقيقه فيصل القاسم مذيع قناة الجزيرة القطرية؟ نحن وأجهزتنا الإعلامية أكبر من أن نفكر بهذا المنطق، خاصة أن مصر هي الأم التي يتسع صدرها للجميع.

  ولماذا لا تنضمين لفرق دار الأوبرا خاصة أنك تدرسين الموسيقى؟

المطربة التي تدخل دار الأوبرا تحصر نفسها في إطار غنائي معين. أنا أعلم أن الأوبرا هيئة فنية رفيعة المستوى، لكنني أميل لتقديم أغان حديثة بها أصالة الماضي.

  فرق الأوبرا تقدم الأصالة ولها جمهورها؟

نعم، لكن جمهورها ليس كل المصريين والعرب أم كلثوم وعبد الحليم لن يكررا وأي مطربة جديدة تغني لأم كلثوم سوف تقلدها، ولن تحقق نجومية.

  هل تشعرين بالإحباط؟
أحياناً كثيرة أشعر أنني محبطة ، ويخرجني من دائرة الإحباط واليأس نجاح مطربة شابة من بنات جيلي، ألمح في نجاحها شعاعاً من أمل ينير لي عتمة الواقع المرير الذي أعيشه.

  هل تتعجلين النجومية؟

أنا أتعجل الفناء أمام الناس، لا تشغلني النجومية، وإحباطي ناتج عن أنني أقرأ الماضي وأقارنه بالحاضر فأجد نفسي محلك سر، لم أتحرك خطوة واحدة.

بشير حسن


مشاركة منتدى

  • بسمالله الرحمن الرحيم
    قبل اسبوعين فقط استمعت لاول مرة لاغنية غمض عينيك وكان صوت الفنانة مي كساب ذو الشحنة العاطفية الرائعة قد أخذني بعيدا عن الاغاني السريعة الرائجة هذه الايام واقول للفنانة مي ان صوتها رائع وادائها مميـــــز واذا استمرت بالتمسك بالمعايير والاخلاقيا ت التي ترفض التنازل عنها للوصول السريع فأنها سوف تواجه صعوبة في بادئ الامر ولكنها عندما ستحقق النجومية فأن نجوميتها ستكون
    راسخة وبدون ماضي اسود ...
    تحية حب للفنانة الرائعة مي...
    تحية تقدير للعاملين على الموقع.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى