إبراهيم الدبّاغ
(1292 – 1364 هـ) (1880 – 26/2/1946م)
ولد ابراهيم مصطفى الدباغ في "يافا" عروس الساحل الفلسطيني في عام 1880 ميلادية وتوفي في 26 من شباط ـ فبراير ـ 1946 ، من أسرة عربية تعود أصولها الى الحجاز.
توفي والداه وهو في الرابعة من عمره فكفله جده لأبيه وجده لأمه وكانا عالمين فاضلين، فقرأ عليهما كتب الفقه والأخلاق وبعض القصص الشعبي والدواوين الشعرية والكتب الأدبية. اشتغل في صباه خيّاطاً ثم عمل حدّاداً لدى ألماني كان يقيم في يافا، وذات يوم أصابته شظيّة حديد فمرض وانقطع عن العمل.
التقى بالثائر المصري الشيخ عبدالله النديم، خطيب الثورة العرابية، أثناء إقامته في "يافا" منفياً عام 1819م، ولزم مجالسه وأخذ عنه، واختمر طلب العلم في نفسه، فقرر الالتحاق بالجامع الأزهر بمصر وهو في الثالثة عشرة من عمره. قضى بالأزهر عشر سنين فنال الشهادة العالمية. وخلال وجوده في الأزهر زامل الشاعرين ولي الدين يكن وأحمد محرم والأدباء مصطفى صادق الرافعي وأحمد نسيم وعبدالعزيز شاويش ومصطفى لطفي المنفلوطي. عمل بعد تخرُّجه في الصحافة فكتب في "الأهرام" و "المقطّم" و "اللواء" و "المؤيد" ومجلة سركيس، وأنشأ عام 1903 في القاهرة مجلة "الإنسانية" وعمرت حتى عام 1911م، ثم عُيِّن رئيساً لتحرير مجلة "العفاف" وبعدها رئيساً لتحرير مجلة "مرآة الأدب".
عام 1926 فقد بصره وعاش بائساً حتى وفاته في القاهرة.
أكثر شعره في الأغراض الوطنية والاجتماعية وتسجيل الحوادث الكبرى، وله قصائد في مدح السلطان عبد الحميد وخديوي مصر وشيوخ الأزهر، وقصائد أخرى في كفاح فلسطين. . . ثوراتها وأضرابها التاريخي وقضيتها. .
اشتهر بالظرف والدعابة وخفة الروح، واعتبر من أساطين المرح والفكاهة، وعنه أخذ حافظ إبراهيم وأمام العبد. قال عنه محمود تيمور: "كان الدباغ ذلق اللسان، عذب الكلام فكه الروح، وكان آية عصره في قوة الذاكرة وحضور البديهة، وسعة الإطلاع".
اشتهر الشيخ إبراهيم الدباغ بذكائه وجرأته، وكان بيته في مصر ملتقى أهل الأدب . . ومن رفاقه حافظ إبراهيم وخليل مطران وأحمد زكي أبو شادي وزكي مبارك. وكان صديقاً لأقطاب الطرب في زمانه كالشنتوري وعبده الحامولي وسلامة حجازي، وقد رثاهم جميعاً بشعره، كما ارتبط بصداقة مع السيدة أم كلثوم وله فيها قصيدة نادرة (قام المؤلف بنشرها في جريدة "الوطن" الكويتية خلال زيارة أم كلثوم للكويت وقد فوجئت بهذه القصيدة لأن أكثر آثار الشاعر مفقودة). وفي بعض شعر الدباغ قوة وتعليل لظواهر اجتماعية حسب نواميس الاجتماع، وبعضه الآخر في الكون والنجوم والسياسة والاجتماع والبؤس، وبعض ثالث فيه دعابة وفكاهة دون تكلف أو اصطناع.
آثاره:
- ديوان الطليعة (في جزأين، طبع الأول في مطبعة مصر بالقاهرة سنة 1926 وطبع الثاني في مطبعة حجازي بالقاهرة سنة 1937 وكتب مقدمته الشاعر خليل مطران).
- حديث الصومعة / رسائل في الأدب والفن (مكتبة الطاهر في يافا، 1947).
- في ظلال الحرية / رسائل وأدب ونقد (مطبعة مخيمر، القاهرة، 1954).
- شهد وعلقم / مقالات وقصائد جمعها ورتبها مصطفى درويش الدباغ (المطبعة العصرية، القدس، 1960).
- الشعراء قديماً وحديثاً في الميزان.
- تاريخ الحرية في العالم.
- رسالة في التصوف وأبي العلاء.
- أربعة دواوين شعرية (تشمل شعر الصبا مما نظمه قبيل الحرب العالمية الأولى حتى عام 1920).
فقدت الكتب الأربعة الأخيرة في يافا بعد أن أحضر ابن شقيقه مصطفى درويش الدباغ مكتبة عمّه من القاهرة قبل النكبة الفلسطينية الأولى.
نماذج من شعره:
السفور والحجاب
سمعت عن ابن دأية وابن آوى
حديثاً كالنعاب أو النباح
يقيم على السفور وما يليه
أدلة نافث عالي الصياح
بأن تهتّكَ الفتيات دين
وتشريع جديد للملاح
ليختار المليحة من رآها
وينفر من مقابلة القباح
ويذكر (قاسماً) ويقول هذي
نصوص من جواهره الصحاح
لئن كانت مقالته اجتهاداً
فأين المرهفات من المساحي
أينتقض الشرائع قول هاذٍ
ويخفي نورها تقريع لاحي
أحاديث ملفقة كِذابٌ
مسيلمة رواها عن سجاح
مشاركة منتدى
10 حزيران (يونيو) 2005, 04:09, بقلم راضي صدوق
الأخوة المحترمين
تحياتي
أهنئكم على هذا النشاط,لكني عاتب عليكم لعدم اشارتكم الى المصدر الذي أخذتم منه هذه المادة وهو كتابي(شعراء فلسطين في القرن العشرين)
ص32و33..وكذلك الحال بالنسبة لشعراء آخرين مثل ابراهيم الخطيب وغيره.
أرجو التلطُف بالأشارة الى كتابي في جميع السير الذاتية للشعراء الذين أخذتم مادتها من كتابي المذكور,التزاما بالأمانة العلمية والأخلاقية وحقوق الملكية الفكرية
لكم تحياتي مع تقديري
راضي صدوق
10/6/2005