إلى لا أَحَد
سماؤكَ منذورةٌ للقصيدةِ
حرّرْ خيالكَ منْ سطوةِ الأرضِ
وامحُ اسمكَ الآنَ
واكتبْ إلى غائبٍ لا يُسّمى
لقد فاتك الأمسُ وانفرطَ العُمْرُ
حدِّقْ إلى غدِكَ المشتهى
واستعرْ
حَدْسَ عرّافةٍ، حين تعمى
........
ستظمأ أسماؤكَ الخُضْرُ، لا شكَّ
فاظمأْ طويلاً
لكي تمنحَ الماءَ
في الرشفةِ البِكْرِ، لونا
ستخسرُ أحلامَكَ البيضَ
في أوّلِ الدّربِ
فاخسَرْ كثيراً
لتربحَ في آخرِ الدربِ
لليأسِ، معنى
...
سماءً سمـاءً
تصعّدْ إلى شاهقِ الحُلْمِ
واسقطْ سحاباً
على سفحِ خيبتكَ العاليةْ
لينبتَ من بذرةِ الخوفِ
جِسْرٌ على الهاويةْ
......
إذا ما مررتَ ببئرٍ قديمٍ
تطلّعْ إلى السرّ
أنصتْ مليِّاً
ولا تفشِ للبئرِ سِرّا
لتدركَ أنّكَ لا زلتَ حُرّا
...
وحينَ تمرّ على صخرةٍ ما..
تذكّرْ بأنّكَ ماءٌ
لكيلا تحجَّرَ...
حَطِّمْ عليها مراياكَ
وانحتْ على صمتِها "لا أحدْ "
ليختصرَ النّقشُ وَهْمَ الأَبَدْ
......
مراياكَ مكسورةٌ بالغيابِ
فحدّقْ إلى ما وراءَ المرايا
لتقرأَ..
ما غابَ من سحنةِ الطّينِ
وَجْهاً فوَجْهاً / شظايا شظايا
...
بصحراءِ شكّكَ
أمطرْ مجازاً
ولا تتّبعْ غيرَ دمعِكَ
فالدّمعُ ملحُ الحقيقةِ..
كم شمعةٍ لم تضلّ الطريقَ
وكم قَمَرٍ ضلَّ فيكَ طريقَهْ
.......
ترسَّمْ رؤى اللهِ في وردةٍ
والتمسْها على ضفّةِ الحُبِّ حُوريّةً...
لا تقل غرقتْ لغةُ العِشْقِ
واغرقْ خفيفاً شفيفاً كقطرة ماءٍ
لتكبرَ نَهْرا
....
تدفقْ بنا أيها النَّهْرُ
لا تنتظرْ ضفةً للنهايةِ
يوماً سنطفو على زَبَدَ البحرِ ذكرى
......
تأرجحتُ بين النهايةِ والبدءِ
بيني وبينكَ..
من يخلقُ الفكرةَ الآنَ!
من يمنحُ الآخرَ اسماً ومعنىً!
أُسمّيكَ...!؟
ماذا أسمّيكَ! واسمي تعرّى