الأحد ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩ بقلم
اشتقت إليك سيدتي
سيدتي، أين أنت مني....، أين ذهبت بروحي...، ردي عليَّ طمأنينتي لوسمحت، واخلعيني عليك كثوب أبدي...، وإما فاخلعيني عنك كثوب بالي حجري...، لكن لا تتركيني وحدي...،
هل لي من خلاص في ذلك...، هل لي من سبيل إلى عينيك سيدتي.
هل حكم عليّ أن أعيش في ظل عاصفة متعلق بأهداب لطيف جميل، كحال القشة وسط البحار.
أحب أن أبحر في عينيك، لست أخشى نار حبك، لكني أفضل راحتي قربك، فحبك أيقظ فيّ مدافني، و
أشعل نار إحساس كنت أظنه مشتعل.
قد تواعدت مع الزمن، أن يحملني فوق بساط من الاصطبار، على أن يحط بي فوق مدينتك، أتنزه في شوارعها كيفما أشاء، وأرتاح في مساكنها متى أشاء، وأستأنس بجمالها بما أشاء.....
نعم قد تواعدنا على أن أصنع من نجومها عقداً لصاحبتها....، على أن أحرس شوارعها وأمارس العنف ضد من يسعى إلى التطلع إليها.
إني التمس جمالها وقد تزينت بأضواها وتطيبت بأزهى عطورها ورودها، وبدت في أحلى حلة لاستقبال موهوم يظن أميرها....
سيدتي، اعذريني فقد تجرأت وبنيت على رمال شطك مملكتي، وأهديت مفاتيح الحب لرسول الشوق كي يوصلها، فإني أخشى على قلبي، ليس يحتمل الوقوف بين يديك، ولا عيني تحتملك عينيك.
سيدتي قد طال شوقي إليك....، وانفجرت مشاعري كبركان....، وانقلبت موازيني في زلزال.....، واشتعلت عواطفي بنيران...، وإن كنت قد أخفيت هوى قلبي، فقد بدا مني بعض تحناني، فقد كتمت الوجد في الأعماق دفقته، وكل يوم أغالب الشوق بالصبر الجميل لعله ينساني، لكن هل بين الجوانح إلا قلب إنسان،
إني لأذكره والدمع يغلبني....، وكيف لي أن أنسى حبيبا ليس ينساني، لكن أعلل النفس بالآمال أخدعا لأصرفها عن بؤس وحرمان....،
وما ذاك كله إلا بفيض أسمك بخيالي....، أو ظهور طيفك بكياني.....، لست أدري كيف النجاة من إبحار....، قد ركبته وأنا في حصار، بين مطرقة ومسمار....، ترى؟ هل تغني عني أشعاري...، أم أني سأتوه في مخمصة بلا جدران....
سيدتي، أنا غريب جئت أطرق بابك من ظمأ....، فألهمتني أن الماء موجود...، لكني أخشى الزمان من عظم، وذاك قبل أن يصل الماء.
أأأأأأأأأأه، أه، اشتقت إليك يانسمة البحر...، ياوجه القمر....، ياوجهاً يغترف منه الحسن.....، واستقرت على شفتيه البسمات...، وعلى خديه تنام النسمات...، أحبك ياطعم الحب...ويا حب الحياة....، اشتقت إليك سيدتي.
