الأحد ٢٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

البطل الفريق إبراهيم العرابي

البطل الفريق إبراهيم العرابي من مواليد 20 مايو عام 1931 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وبعد تخرجه من الكلية الحربية حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وماجستير من أكاديمية فرونز العسكرية من الانحاد السوفيتي.

بدأ البطل إبراهيم العرابي حياته العسكرية بالخدمة كضابط في سلاح الفرسان ثم انضم إلى الضباط الأحرار عن طريق ثروت عكاشة وكان له دور فعال في نجاح ثورة 23 يوليو 1952 وشارك في صد العدوان الثلاثي الذي قامت به إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956 نتيجة لقرار الرئيس جمال عبد الناصر لتأميم قناة السويس.

بعد نكسة عام 1967 خرج البطل إبراهيم العرابي من القوات المسلحة ولكن عندما تولى الرئيس السادات حكم مصر أعاده إلى صفوف القوات المسلحة في شهر مايو عام 1971 والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972 وحصل على درجة الزمالة عام 1972 وفي معارك أكتوبر 1973 كان قائدا للفرقة 21 المدرعة التي تم دفعها في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر من خط الدفاع المحدد لها داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة (اللواء الأول المدرع في اليمين واللواء 14 المدرع في اليسار) وتم تأمين دفعها بضربة جوية في اتجاه المجهود الرئيسي (اللواء الأول المدرع) من الساعة السادسة إلى الساعة السادسة والربع صباحا وفي الساعة الثامنة صباحا اصطدمت قوات الفرقة بمقاومة شديدة من مواقع مجهزة للعدو على الخط العام النقطة 118 القطاوية والنقطة 146 جنوب وشمال الطريق الأوسط في كثيب عفان (شمال الطريق الأوسط) وفي نفس الوقت وصلت معلومات تفيد بأن العدو بدأ يحرك احتياطيه المدرع في اتجاه حبيطة على الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة وكان موقف اللواء الأول المدرع بالغ السوء منذ بدء تحركه فقد تعرض لقصف مركز من مدفعية العدو البعيدة المدى من عيار 175 مم علاوة على نيران كثيفة من الدبابات وستائر الصواريخ المضادة للدبابات من النقطة 118 مما أدى إلى استشهاد العقيد أركان حرب محمد توفيق أبو شادي قائد اللواء وكذا قائد مدفعية اللواء في أول 15 دقيقة من المعركة وتدمير دبابة قائد كتيبة اليسار وتولى رئيس أركان اللواء مسئولية القيادة وأدى هذا الموقف بالإضافة إلى شدة وكثافة النيران التي تركزت على وحدات اللواء إلى ضياع السيطرة خاصة بعد انقطاع الاتصال بين قيادة اللواء وبعض وحداته الفرعية ونتيجة لذلك فقدت بعض هذه الوحدات اتجاهها وتحركت نحو الشمال لتفادي المقاومات الشديدة التي أوقفت تقدمها بدلا من الاتجاه نحو الشرق وفقا للخطة الموضوعة مما أدى إلى التصاق بعض سرايا الدبابات من اللواء الأول المدرع بوحدات اللواء 14 المدرع.

كان موقف اللواء 14 المدرع أفضل من موقف اللواء الأول فقد نجح في تدمير موقع العدو الذي اعترض طريق تقدمه وتمكن من التقدم حوالي خمسة كيلو مترات أمام الحد الأمامي لرأس كوبري الفرقة 16 مشاة ومن الوصول إلى الخط العام كثيب الصناعات كثيب عيفان ولكنه أرغم على التوقف أمام نيران الدبابات والستائر المضادة للدبابات التي تركزت على وحداته من موقع العدو الحصين والسابق التجهيز في النقطة 146 شمال وجنوب الطريق الأوسط وفي الساعة الثامنة والنصف صباحا أصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذي كان موجودا في الخلف في مركز القيادة الرئيسي للجيش وأبلغه بمرضه ودعاه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولي القيادة بدلا منه وانتقل هو إلى غرفة بمركز القيادة حيث أخذ بعض الأطباء في علاجه وفي الساعة العاشرة صباحا يوم 14 أكتوبر 1973 وصل اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الثاني إلى مركز القيادة المتقدم للجيش في الإسماعيلية وتولى القيادة وكانت الفرقة 21 المدرعة ما تزال مشتبكة في قتال عنيف مع مقاومات العدو التي أوقفتها عن التقدم وأصدر قائد الفرقة أمرا إلى اللواء 18 بالتحرك إلى منطقة الطالية وأن يكون مستعدا للدفع للاشتباك من اتجاه كثيب الخيل يمين اللواء 14 المدرع وكانت فكرة قائد الفرقة ترمي إلى استخدام المشاة المترجلة كي تتعاون مع الدبابات لتدمير مقاومات العدو التي أوقفت تقدم اللواء 14 المدرع خاصة في النقطة 146 بعد توجيه قصفة النيران عليها من الطيران والمدفعية وقد تمت معاونة هجوم الفرقة 21 المدرعة بحشد ضخم من نيران المدفعية اشتركت فيه مجموعة مدفعية الجيش الثاني ومجموعات مدفعية الفرق 21 المدرعة و16 مشاة و2 مشاة وتركزت قصف نيرانها على مواقع العدو التي أوقفت تقدم الفرقة 21 المدرعة وعلى مواقع بطاريات مدفعية العدو في العمق وعندما طلب قائد الفرقة مجهوداً جوياً قامت مدفعية الفرقة المدرعة بضرب ستارة دخان لتحديد الخط الذي وصلت إليه قوات الفرقة لقواتنا الجوية وقد تم تنفيذ 2 طلعات طيران لمعاونة الفرقة وقامت الطائرات بقصف مواقع العدو.

استمر اللواء 14 المدرع يقاتل بعناد من موقعه ضد المقاومة العنيفة للعدو في النقطة الحصينة 146 وقامت الفرقة الثانية المشاة بمعاونة اللواء المدرع وحماية جنبه الأيسر بنيران مدفعيتها وأسلحتها المضادة للدبابات وعندما شن العدو هجمة مضادة على الجانب الأيمن للواء بسريتي دبابات مدعمتين ببعض المشاة الميكانيكية تمكن اللواء بالتعاون مع احتياطي الفرقة المضاد للدبابات الذي قام بالفتح على جانبه الأيمن من صد الهجوم المضاد وتدمير 5 دبابات للعدو وقد قام العدو طوال يوم 14 أكتوبر 1973 بتركيز نيران مدفعيته بعيدة المدى من عيار 155 مم و175 مم وقصفه الجوي على مواقع ووحدات الفرقة 21 المدرعة والفرقة 16 مشاة وعندما حاولت بعض الاحتياطيات المدرعة للعدو القيام بهجوم مضاد من اتجاه كثيب الحبشي من الجنوب على الطريق العرضي 2 قامت الفرقة 16 مشاة بصد هذا الهجوم وتمكنت من تدمير 4 دبابات.

وصل الرئيس الراحل محمد أنور السادات حوالي الواحدة والنصف ظهرا يوم 14 أكتوبر 1973 إلى المركز 10 وأمر الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان بالتحرك في الحال إلى الجبهة وفي حوالي الساعة الرابعة مساء وصل الفريق الشاذلي إلى مركز القيادة المتقدم للجيش الثاني وقام بزيارة اللواء سعد مأمون الذي كان يرقد في الغرفة وبجانبه الطبيب الذي يشرف على علاجه وفي الساعة التاسعة مساء كانت الأوامر قد صدرت من قيادة الجيش الثاني بناء عل تعليمات القيادة العامة إلى قائد الفرقة 21 المدرعة بتجميع الفرقة داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة قبل أو ضوء يوم 15 أكتوبر 1973 وذلك لتدعيم الدفاع عن رأس الكوبري وقاتلت الفرقة العدو قتالا مجيدا.

في عام 1977 تمت ترقية البطل إبراهيم العرابي إلي رتبة لواء وعين مساعد قائد الجيش الثاني الميدانى من عام 1977 حتى 1978 ورئيس أركان الجيش الثاني الميدانى حتى عام 1980 ثم تولى قيادة الجيش الثاني الميداني ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة من عام 1981 حتى 1983 وتمت ترقيته إلى رتبة الفريق وعين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة خلفا للفريق عبد رب النبي حافظ عام 1983 حتى عام 1987 م . في عام 1987 أصدر الرئيس حسني مبارك قراراً بتعيينه رئيس الهيئة العربية للتصنيع واستمر حتى عام 1995

حصل البطل الفريق إبراهيم العرابي على العديد من التقديرات والتكريمات منها سام الجمهورية من الطبقة الأولى وميدالية الترقية الاستثنائية عن دوره في حرب اليمن وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية ونوط الخدمة الممتازة ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي ونوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى 1973 ووسام التحرير ووسام ليبيا ووسام العراق ووسام زائير ووسام الولايات المتحدة ووسام الكاميرون.

البطل الفريق إبراهيم العرابي متزوج من إحدى قريباته ورزقه الله من الأبناء بخديجة وخالد وطارق.

توفي مساء يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2019 البطل الفريق إبراهيم العرابي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق وشيعت جنازته يوم الخميس 19 سبتمبر حيث تقدم الجنازة الرئيس عبد الفتاح السيسي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى