
البطولة في شعر السلطان العُماني سليمان النبهاني
صدر عن دار النابغة بالقاهرة كتاب: البطولة في شعر السلطان العُماني سليمان النبهاني، دراسة نقدية ثقافية، للدكتور: أحمد كُريّم بلال. يقدم الكتاب دراسةً لشعر السلطان العماني سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني (المتوفَّى في مطلع القرن العاشر الهجري) من خلال :(قضية البطولة)، والحقّ أن الشاعر في شعره كله إنما يصدر عن ذات تتوشح البطولة، وتؤمن بها، وتراها الطريق الأمثل للمجد والسيادة والإنسانية، ولم تكن البطولة عنده مقصورةً على الصورة العسكريّة التقليدية؛ وإنما هي بطولة الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة.
وكانت المنهجية المُعتمدة هي منهجية: (النقد الثقافي)، فالإنتاج الشعريّ للنبهاني مشغول بالصراع السياسي بين (النباهنة) وخصومهم من (الأئمة)، وهو صراع لم تقف حدوده عند الحروب العسكريّة وحدها؛ وإنما هو صراع أفكار ورؤى، أو هو – بالأحرى – صراع بين ثقافتين متعاديتين، إذ تمثل (ثقافة الإمامة) البعد الديني الأصولي المحض، وتمثل (ثقافة ملوك النباهنة) ثقافةً دنيويةً لها بعدها الحضاري المختلف، وهذه الثقافة الدنيويّة تتجلى في شعر سليمان النبهاني مُعْلَنةً يُرَوّجُ لها، ومُضمرةً يحاول تمريرها من خلال أبنية فنية جمالية تستقطب الجماهير.
تتبع الكتاب حياة الشاعر وتكوينه الأدبي، وناقش أوجه القصور في تحقيق مصادر شعره، ثم قدّم دراسةً لشعره تدور حول ثلاثة محاور؛ أولها: وسائل ومظاهر تمرير (الهوية الثقافية الدنيويّة) التي يتبناها النبهاني دون صدام مع الثقافة الدينية المناوئة، والمحور الثاني: ماثل في مجابهة الثقافة المضادة، وقد كانت هذه المجابهة إما مُعلنةً، أو مُضمرةً، أو مُقَنَّعة بأقنعة جماليّة وفنيّة، أما المحور الأخير فهو: إضمار البطولة المنكسرة، ولأن النبهاني حريص على مظهر البطولة في حياته وشعره كان الانكسار عنده خبيئةً مُضمرة مخفيّة بأقنعة جمالية تبدو – في ظاهرها – صورةً من صور التقاليد التي يحاكي بها القصيدة الجاهلية.