الأحد ١٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

الحسد

لا أذْهبَ اللهُ شرّاً اسمهُ الحسدُ
عمّنْ رأوا أنّهم شيءٌ وهُمْ عدَمُ
منهُ جرتْ في دِماهُم حسْرةٌ تقِدُ
بِها قلوبُهمُ السّوداءُ تحْتدِمُ
ذوو وجوهٍ بها الصّفراءُ تلْتكِدُ
ما كانَ في أصلِها سُقمٌ ولا ورَمُ
وإنّما إحْنةٌ يغليْ بهَا الجسَدُ
جرَى إذا اسْتَفْحَلتْ من الشّروجِ دَمُ
ما دُمتَ للصّمتِ لازماً وتجْتهدُ
حتّى يظلَّ لهمُ الصّوتُ والكلِمُ
فقدْ تجَنَّبكَ الشّقاءُ والنّكدُ
وأنتَ في مأمنٍ ما دُمتَ تلتزِمُ
فإنْ عمَدْتَ إلى إحياءِ ما وأَدُوا
ثارُوا عليكَ براكيناً لهَا حِمَمُ
حتّى تُقلِّبَ أصْباحاً فلا تجدُ
صُبحاً بهِ خاضَ فيمَنْ همْ عَداكَ فمُ
لا أذْهبَ اللهُ عنهُمْ ما بهِ اتّحدُوا
شرٌّ وضُرٌّ بهِ أعمارُهُمْ قُزُمُ
فعلّكَ المُرتضى إنْ هُمْ بهِ اعْتضَدُوا
وعلّكَ المُزدرَىْ إنْ منهُ هُمْ سلِمُوا
ما دُمْتَ بالنّزْرِ راضياً وتعْتمِدُ
علىْ العطيّةِ، لا شاكٍ ولا برِمُ
فقدْ تمنَّعَ عنْكَ الجوعُ والكبَدُ
وأنتَ في نعمةٍ ما دُمتَ تغْترِمُ
فإن وردْتَ الحياةَ مِثْلما وردُوا
أَصبحْتَ بالخَبِّ والإفسادِ تُتّهمُ
فالنّزرُ حظُّكَ والدّيونُ والجلَدُ
والجاهُ حظُّهُمُ والمالُ والنِّعَمُ
لا أذهبَ اللهُ عنهُمْ ما بهِ بعِدُوا
شرٌّ بهِ نقصُوا والنّقْصُ مُقْتَحَمُ
وعلّكَ المُمتلِيْ إنْ هُمْ به سُنِدُوا
وعلّكَ المُبْتَلىْ إنْ عادَهمْ ندَمُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى