الأربعاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤

«الروائح» كتاب يرصد علاقة الإنسان بالروائح

يقتفي الباحث والإعلامي والروائي المصري أحمد فضل شبلول أثر الروائح وأسرارها ودورها في حياتنا اليومية، وذلك من خلال كتابه الجديد الصادر حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن تحت عنوان "الروائح".

وتؤكد الدراسة التي أنجزها شبلول أن حاسّة الشمُّ من أبسط وسائل تمييز الأشياء دون رؤيتها. وكلُّ ما حولنا من أشياء له رائحتُه المميزة التي يمكن التَّعرف عن طريقها، لكنّ حاسّةَ الشّمّ الآدمية لا تستطيع تمييز كلّ هذا الكمّ من الروائح؛ فمعظم الفقاريات ذات حاسّة شَمّ أقوى من الإنسان، وهي تستخدمها في البحث عن طعامها والتعرف على أعدائها ووليفها؛ لذلك كان على الإنسان الاستعانة ببعض هذه الحيوانات أحياناً؛ لرصد الروائح التي يعجز عن رصدها (الكلاب مثلاً).
ويشير هذا الكتاب إلى أن العلماء يعتقدون أنّ هناك سبع روائح أساسيّة فقط تتركّب منها كل الروائح الأخرى مثلما الحال في عالم الألوان الرئيسية الثلاثة، لكنهم لم ينجحوا بعد في تحديدها، وتتوالى التجارب العلمية في هذا الشأن، في محاولةٍ للوصول إلى ما يعرف بـ«الشم المرئي».

الكتاب الذي يبدأ عنوانه الفرعي الأول بـ"ما الرائحة؟" يجيب على سؤال مهم: ما الذي يحدث للإنسان أو الحيوان عندما يشم رائحةً ما،؟ ما الذي يحدث في المخ من عمليات معينة عندما تصل إلى أحد مراكزه أو خلاياه العصبية هذه الرائحة أو تلك؟ وكيف يستطيع المخ تمييز الروائح؟ ما بين الزكية والخبيثة، أو بين الطيبة والكريهة، وكيف تدلنا رائحة ما على أن هذه النبتة هي الياسمين، أو القرنفل، أو الثوم أو البصل، قبل أن نراها؟ أو أن هذا الطبق الموجود على مائدة الطعام به أسماك أو برتقال أو تفاح، دون أن نكشف عنه؟

كما أن هناك روائح نعرفها على الفور رغم أننا قد لا نكون رأينا المسبِّبَ لها.

ويستمر الكتاب في طرح أسئلة مثيرة مثل: هل تختلف رائحة الشيء الواحد من إنسان إلى آخر، بمعنى أنني أشم رائحة الخلّ، بينما الرائحة نفسها يشمها شخص آخر بطريقة أخرى، فيقول إن تلك الرائحة ليست رائحة الخل، وإنما رائحة النعناع، بينما يرى ثالث إنها رائحة المشمش.. وهكذا؟ حيث تكمن الإجابة في الطريقة التي تُشفر بها خلايانا العصبية تلك الرائحة. فمن الشائع أن ندرك رائحةً واحدة تهيمن على أخرى. ذلك نتيجة اختلاف خلايانا العصبية في «عملية تفسير الرائحة»، وفق أستاذ العلوم البيولوجية في كولومبيا ستيوارت فيريستين.

ويستعرض الكتاب استخدامات الروائح، حيث تستخدم في مجالات متعددة منها: في الحياة العامة وفي المجالات الزراعية وفي المجالات الصناعية وفي المجالات وفي المجالات العسكرية، وصولا إلى ما يسمى ببصمة الرائحة حيث يخبرنا العلم أن لكل إنسان بصمة لرائحته المميزة التى ينفرد بها وحده دون سائر البشر أجمعين، وأن هناك علاقة وثيقة بين الشم والذاكرة لم تفهم بعد من قبل العلماء.

ويقدم الكاتب استطلاعا مهما للروائح عند العرب وكيف وردت الروائح في الأدب العربي، حيث يرصد من خلال العناوين الفرعية متنوعة الروائح في كل شيء يمكن أن يكون له علاقة بالانسان، وصولا الى الروائح في الأمثلة والأقوال والرائحة في الشعر والرواية.

يذكر أن أحمد فضل شبلول عمل في مواقع إعلامية عدة في مصر والخليج، وهو من مواليد الإسكندرية. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2007. تخرج في كلية التجارة ـ جامعة الإسكندرية. له اثنا عشر ديوانا شعريا مطبوعا، آخرها: زوايا من بقايا شمعتك – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012.

يكتب للأطفال وأصدر سبعة كتب في هذا المجال آخرها ديوان «دوائر الحياة» – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2011. يكتب الدراسات الأدبية والنقدية وله 18 كتابا مطبوعا في هذا المجال آخرها: «في صحبة فاروق شوشة» 2017. وحصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة ـ شعبة الدراسات الأدبية والنقدية عام 1999 عن بحثه «تكنولوجيا أدب الأطفال». أصدر بعض المعاجم العربية منها: معجم الدهر. ومعجم أوائل الأشياء المبسط. ومعجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين.

عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر (2001 ـ 2010) ونائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب (2005 ـ 2009). كرَّمه مؤتمر أدباء مصر 2009، والاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني 2010، وملتقى الشارقة للشعر العربي الثامن 2010 ومجلة دبي الثقافية 2010. وهيئة قصور الثقافة 2016. ترجمت بعض أعماله الشعرية ومقالاته للعديد من اللغات الحية. وحصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب 2019.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى